نص الحوار الذي أجراه الأعلامي مصطفى أبو عمشه من صحيفة المدينة السعودية في 19 / 2 / 2016 مع المتحدث الرسمي لمرجعية السيد الصرخي الحسني دام ظله الاستاذ طالب الشمري :: –
صحيفة المدينة السعودية / لو تعطينا نبذة بسيطة في البداية عن سماحة السيد الصرخي وبدايات نشأة التيار الذي يؤمن بأفكاره وآرائه ؟
المتحدث الرسمي / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد محمود عبد الرضا محمد آل صرخه الحسني يرجع نسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب من مواليد 1964 مدينة الحرية – بغداد ، خريج الجامعة المستنصرية في بغداد – الهندسة المدنية ، ألتحق في الحوزة العلمية عام 1996 وتتلمذ على يد العديد من علماء الحوزة العلمية وعلى رأسهم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ، إطّلع على أغلب بحوث الاساتذة وأساطين العلم من الأموات والأحياء واستوعب كل مطالبهم العلمية لشدة ذكائه وعقليته الجبارة ، أصدر البحوث العلمية الاستدلالية العالية التي أغنت المكتبة الاسلامية في الفقه والاصول والعقيدة والتفسير والمنطق والرجال والفلسفة ، ولوضوح دليله وتماميته إنخرط الشباب الواعي في صفوف دعوته
تصدى للمحتل ولمشاريعه الاحتلالية في العراق من دستور ومجلس حكم وإنتخابات مسيَّرة وموجّهة تحت حرابه تُهمش وتُقصي العراقيين الوطنيين من ممارسة قيادة البلاد وقد داهمته قوات الاحتلال عام 2004 في كربلاء – العباسية وقتلت أنصاره وجرحت العشرات منهم وأغلقت مكاتبه ومساجده وطورد أصحابه وسجن العشرات منهم بوشاية من المؤسسة الدينية في النجف الاشرف وبالتعاون مع السياسين المرتبطين بالمحتل ، رفض الطائفية المقيتة الممقوتة شرعا وأخلاقا ، رفض مشاريع التقسيم ، ورفض التدخلات الإيرانية السافرة بالشأن العراقي وكل مشاريعها التوسعية وبشكل صريح مما جعلهم يتآمرون عليه وبالتعاون مع المؤسسة الدينية في النجف وبتنفيذ من حكومة المالكي والمليشيات الإيرانية في مداهمة داره وبرانيه في كربلاء – سيف سعد في 2 / رمضان / 2014 وأُرتكبت بحقه أبشع جريمة في العصر حيث أُحرقت داره ونُهِبَتْ وسُلِبَتْ وأُستُبيحَتْ حرمته وهُدمّت حتى سُوِّيت مع الارض وقُتِل أصحابه وسُحلوا في الشوارع وأٌحرقوا ومُثّل بهم وأُعتُقلَ العشرات منهم ومُورس معهم أشد أنواع التعذيب كقطع الأعضاء وصّب التيزاب بالأفواه وتثقيب الأجساد بالدريلات الكهربائية والحرق وغيرها مما أدى إلى استشهاد العديد منهم وأُعتقل المئات وطورد المؤمنون وحكم على العشرات منهم بالحكم المؤبد وهم الآن يرزحون في السجون المظلمة وأُغلِقَتْ المساجد والمكاتب التابعة له ، كل ذلك من أجل القضاء على الصوت العربي الإسلامي الحر الرافض لسياسة إيران ومنهجها التوسعي الامبراطوري ، كما رفض التقاتل بين العراقيين ، ورفض فتوى التقاتل الطائفي أو بما تسمى ( فتوى الجهاد الكفائي ) التي زَجتْ بشبابنا بمحرقة لانهاية لها خدمة لمصالح دول أخرى ، كما رفض وحرّم سب الصحابة والخلفاء وأُمهات المؤمنين (رضي الله عنهم) وأعتبر الساب خارج عن الدين والملة ولازال الصوت العربي الإسلامي المعتدل يغدق على الأمة بالمواقف والحلول الإسلامية التي فيها إنقاذها وخلاصها .
المدينة السعودية / البعض يتحدث على أنّ هناك فرق وبون شاسع بين مايسمى بالتشيع الصفوي والتشيع العربي ماهي أوجه الاختلاف الأساسية بينهما ؟
المتحدث الشمري : – الدين الإسلامي دين الرحمة والتسامح والوحدة والتآلف ، دين الإنسانية والكرامة ، دين الحرية والعدالة ، وعلى هذا النهج سار النبي المصطفى وأهل بيته الأطهارصلوات الله عليهم والخلفاء والصحابة رضي الله عنهم وأسسوا دولتهم التي إمتدت أطرافها على شرق الأرض وغربها وكانت بقيادة العرب وشجاعتهم وإيمانهم وتضحياتهم حتى أدخلوا بلاد فارس في الدين ، وعلى هذا النهج أيضا سار أتباع أهل البيت من العلماء الربانيين الصالحين وأنموذجاً لهم في عصرنا السيد الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر والسيد الصرخي الحسني حيث قضى الاثنان نحبهما من أجل إرساء وترسيخ منهج الإسلام الاصيل منهج النبي وآله وأصحابه ورفض الطائفية والعنصرية والإختلاف والتفرقة ، إلاّ أنّ الفرس أسسوا منهجاً للتشيع متظاهرين بالموالاة لأهل البيت صلوات الله عليهم مبنياً على سب صحابة النبي وأمهات المؤمنين والطعن بشرف النبي وأصحابه (رضي الله عنهم ) وهو منهج أرادت منه إيران تحشيد الشيعة وتجنيدهم لتنفيذ مخططات توسعية وإعادة إمبراطورية هالكة قضى عليها الإسلام ، وهذا المنهج يعتبر أهل السنة نواصباً لأهل البيت ويجوز قتلهم وسلب أموالهم وإنتهاك أعراضهم وقتالهم هو طاعة لأهل البيت والأخذ بثارات الحسين وأهل بيته وهذا ما نشاهد تطبيقاته في العراق ولبنان وسوريا واليمن ، فخرج المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بمنهج واضح وجلي مجسِد سلوك أهل البيت عليهم السلام ، منهج العلم والحكمة والدليل والبرهان والمجادلة بالحسنى ، منهج العدل والتسامح والأخلاق والوحدة ، منهج إحترام رموز الإسلام وقادته وتضحياتهم وإنجازاتهم في خدمة دين النبي ، منهج الاعتدال والوسطية ، منهج تحريم سب الصحابة والخلفاء وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهم ) وكما حرّم ذلك على أتباع أهل البيت بسب صحابة النبي كذلك حرمّه على أتباع سنة النبي بالإعتداء والسب لاتباع آل البيت هذا هو الفرق بين التشيع العربي الأصيل الذي يسير عليه السيد الصرخي الحسني حفظه الله وبين التشيع الصفوي الذي تسير عليه إيران ومن سار في فلكها ، كما أنّ التشيع الصفوي مبني على أساس العشوائية وتشكيل العصابات والمليشيات ودعمها ودعم الفاسدين السارقين لأموال المسلمين ، وأما التشيع العربي فهو مبني على العلم والاستقراء الصحيح للأحداث وبناء الدولة المدنية التي تضمن حقوق الجميع
.
الاعلامي مصطفى أبو عمشه / لماذا تأتي الضغوطات شديدة على السيد محمود الصرخي على الرغم من أنه من كبار المرجعيات الشيعية المعتمدة في العراق ؟
الأستاذ الشمري : – تأتي الضغوطات الشديدة والمحاربة والبغض والعداء على المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني لأنه : رفض الاحتلال الأمريكي والإيراني وكل ما يترشح منهما ، لأنه تصدى بالدليل العلمي الذي كشف العورات العلمية والفكرية للمتصدين لقيادة الامة وفضح زعامتهم وتسلطهم بغير دليل شرعي ولا هدى ولا كتاب منير ، لأنه رفض الطائفية المقيتة وما ترشح عنها من قتل وتهجير ونزوح وسجون وإعتقالات وقتل على الاسم والهوية واستباحة للمحرمات ، لأنه رفض إيران ( وأقصد النظام والمنهج وليس الشعب ) ومشاريع إيران وتدخلات إيران وسياستها الامبراطورية التوسعية على حساب دول المنطقة بزرع بذور الفتن والاختلافات والنزاعات المذهبية والعرقية ، لانه رفض فتوى التقاتل الطائفي بين العراقيين ، لأنه رفض العمالة للاجنبي ورفض التبعية لإيران والانصياع لأوامرها ،لأنه رفض التشيع الصفوي السبّاب الفحاش ، لأنه عراقي وعربي ، إن هذه نتيجة طبيعية ومتوقعة وهي ضريبة حتمية تقع على سماحة السيد الصرخي وأتباعه فلأننا وقعنا تحت احتلال صفوي مليشياوي واحتلال داعشي تكفيري والذي يواجه الاحتلالين المذكورين ويرفضهما ويطالب بطردهما من العراق وإرجاعه لمحيطه العربي فكل ذلك يدفع أصحاب الأطماع التوسعية لممارسة أقسى أنواع الضغوط من سجن وحبس وخطف وقتل وتصفية وتهجير وتضييق عليه وعلى أنصاره ومريديه وهذا زاد ومؤونة العراقيين المظلومين والحمد لله الذي جعلنا نعيش معاناة أهلنا المهجرين والمشردين والنازحين من المحافظات الغربية المظلومة ، وأن نبذل مابرسعنا من أجل توفير الشئ اليسير لهم .
صحيفة المدينة / بالنظر الى إنتهاكات إيران بحق الأقليات بالداخل وممارستها في الجوار ، كيف تنظرون اليها من وجهة نظركم ؟
المتحدث الشمري : – إيران حكمت وتحكم الشعب الإيراني بقبضة من حديد ونار حيث سلطت عليه الإطلاعات ومليشيات البسيج المرتبطة بالنظام والمحامية عنه ومواجهة كل صوت معارض لها ورافض لسياستها القمعية بحق معارضيها من الأقليات غير الفارسية كالعرب والبلوش وغيرهما، كما أنها تفتعل الازمات والصراعات المذهبية والعرقية في الدول المجاورة لها كل ذلك من أجل تنفيذ مشروع توسعي إمبراطوري وكما صَرَّحَتْ عنه مؤخراً بإنشاء امبراطورية فارسية وعاصمتها بغداد .
مصطفى أبو عمشه / بعد كشف وزارة الخارجية السعودية “ورقة الحقائق” والتي أبرزت نشاط إيران المُهدِد للأمن الدولي والمخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة المتعلقة بالسلام العالمي ، وذلك في طوال 35 عاما مؤكدة أنه منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وسجل إيران حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها ، ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها تجاه إيران ؟
المتحدث الرسمي : – أنّ المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني أدركت من قبل ومنذ تصديها للمرجعية وبقراءة موضوعية لكل ما يدور بالمنطقة من صراعات وأزمات وأنّ سببها ومصدرها هو إيران ، وهذا وكما أسلفنا في جواب متقدم وهو تأسيس إمبراطورية فارسية لها في عصرنا الحديث وعاصمتها بغداد وبعد هذا التشخيص الذي لم يغفل عنه المرجع العراقي وقد غفلت عنه كل دول المنطقة حتى تكشفت النوايا الإيرانية مؤخراً طرح السيد الصرخي مشروعاً وطنياً قومياً إسلامياً ( مشروع خلاص ) تكفل فيه حل الأزمة ومنع التمدد الفارسي وإيقاف كل المشاريع التوسعية له في المنطقة تضمن عدة بنود أهمها وأولها وأساسها إخراج إيران من اللعبة الدولية في العراق وسوريا وإلزام إيران بقرار دولي صادر من الأمم المتحدة بمنع تدخلاتها في شؤون الدول المجاورة حيث ذكر سماحته في أحد بنود مشروع خلاص ما نصه ( إصدار قرار صريح وواضح وشديد يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللعبة في العراق يُعّد خطوة من خطوات “مشروع خلاص ” حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح )، وكما ذكر سماحته أيضاً من أجل إنجاح المشروع ( أنا على إستعداد لبذل أقصى الجهود لانجاح مشروع خلاص في حال قبول خطواته )، فوحدة الصف العربي ووحدة القرار العربي والإرادة المستقلة والتصميم والعزم على المواجهة مع نظام إيران في كل الميادين السياسية والاقتصادية والدولية كفيل بكبح جماح هذا التمدد الفاتك هذا أولا ، وثانياً الاعتماد على مرجعية عربية شيعية تتصدى بفكر ونهج وسلوك لإبطال المنهج والفكر والسلوك المنحرف التي غرّرت إيران به البسطاء وخدعتهم بصدق الموالاة لأهل البيت والدفاع عن المذهب ، وفتح الفضاء الإعلامي لها ودعمها بكل أسلوب ووسيلة لتتمكن من التصدي لقيادة الأمة وكبديل عن المرجعيات الشيعية الأعجمية .
المدينة السعودية / ماهي الاجراءات التي من الممكن تفعيلها على المستوى الداخلي في إيران لتحجيمها من ممارساتها ؟
المتحدث الرسمي : – أنّ الدعم للأقليات المظلومة المقهورة غير الفارسية مادياً ومعنوياً وتمكينها من المطالبة بحقوقها ومواجهة النظام ومنهجه ، والوقوف معهم في المحافل الدولية لانتزاع قرارات دولية تحقق لتلك الأقليات الاستقلال والأمن والحرية بحماية دولية ، ومنع اعتداءات إيران وعنجهيتها وغطرستها وأجهزتها القعمعية ، وتأمين ممارسة الطوائف والأقليات حقوقهم القومية والوطنية والدينية وحقهم في حرية التعبير والفكر والمعتقد ، ودعم المعارضة الداخلية وكل صوت حر يرفض منهج وسلوك النظام وجبروته وطغيانه ومشاريعه .