بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
سماحة المرجـِـع الأعلى السيد الصرخي الحسني (أدام الله ظلكم)، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرفع إلى سماحتكم السؤال الآتي، راجين تفضـّـلكم بالإجابة عليه:
لقد أصدر المرجـِـع السيستاني فتوى بـجَـواز وحلـّــيّـة الاحتفال بما يسمى بـ (عيد الحب)، فما هو رأي سماحتكم بهذه الفتوى والاحتفال بعيد الحب على وفق الشريعة الإسلامية وفي ضوء ما نمرّ به من مِحَـنٍ وآلامٍ وفقر ونزوح وتهجير وحرب طائفية وقـَـتــْـل وسفك دماء ومن الهدر وسرقة الأموال والثروات ومن دمار شامل وضياع للعراق وشعبه إضافة للانحلال العام عند الناس وضياع للقيم والأخلاق… مع التقدير والامتنان.
د. أبو أحمد//جامعة بغداد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
قال العزيز الحكيم: {{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ… رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ… رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا… لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}} الممتحنة4-6
الكلام في خطوات:
1ــ أَقَـلّ ما يقال في المسمى (عيد الحب) إنه: “عيد العشّاق” أو “يوم القدّيس فالنتين” أو “الفلنتين” من الأعياد الوثنيـّـة الأصْل، وبعد تمكــّـن الكنيسة من السلطة جَعَلَتْهُ من الطقوس النصرانية، وقد ارتَبَط العيد بالعِشق الرومانسي العاطفي والعلاقات المخالفة للشريعة حتى عند الكنيسة، حيث ارتبط ذلك بالقـس الذي عشقَ ابنة امبراطور ذلك الزمان وأقامَ مَعَها علاقة محرَّمة ومخالـِـفة لتعاليم الكنيسة التي ينتمي إليها!!! فلا غرابة في صدور فتوى الحلّـيـّة والجواز من السيستاني الذي حَلَّـلَ وشَرْعَنَ الاحتلال، واعتَبَر المحتـلّـين أصدقاء ومحرِّرين، وحَرّم مقاومَتَهم مطلقًا، بل أوْجَبَ التعاونَ مَعَهم، بل أوْجَبَ تسليمَ كلّ الأسلحةِ لَهم حتى الأسلحة الشخصية، وأمضى وَشَرْعَنَ مشروعَ المحْـتلّـين السياسيّ الذي دَمّر البلاد والعِباد، فأوْجَبَ السيستاني التصويت على دستور المحتَلّين المدمِّر، وأفتى بوجوب المشارَكة في الانتخابات المزيَّـفة معتبِرًا المتَخَـلِّـف عنها مستحقــًّا لعذاب جهنّم، وأوْجَبَ انتخابَ الطائفيـّـين الفاسدين المُفسدين معتبرًا عَدَم انتخابِهم تخلـُّـفًا عن بيعة الغدير وخيانةً للشرعِ والدين، ثمَّ حرَّمَ الخروجَ على الفَسادِ والفاسدين بأيّ احتجاجاتٍ أو تظاهراتٍ، وأصْدَرَ مِرارًا وتِكرارًا فتاوى المورفين والأفيون والتخدير لإسكات الشعب وإرغامِه على القبول بالذلّ والهوان والدمار والطائفية والتقاتل وسفك الدماء!!! فلا غرابة في صدور ذلك منه،
ـــ عن الإمام الصادق، عن آبائه، عن جدّهم النبي محمد الأمين (عليهم الصلاة والتسليم): {{العاملُ بالظلم والمعينُ له والراضي به، شركاء ثلاثتُهم}} الوافي5//الكافي2//الوسائل16
2ــ من الواضح أنّ الكلامَ عن تفرّغ السيستاني للفتاوى الفلنـتيـنية، وعدم الغرابة فيه، يتفرع عن كون شخص السيستاني موجودًا فعلًا و كان سويًا وبكامل قواه الجسدية والعقلية، وكان قادِرًا ومختارًا على اصدار الفتاوى، وعدم الغرابة يكون أوضح وأجلى عندما يكون كلّ ذلك صدر ويصدر من وكلائه ومعتمديه القساوسة الفاسدين أصحاب الأفعال الفلنـتيـنية الإباحية المُخزية المعروفة للجميع، فهؤلاء القساوسة وعلى نهج فلنتـين قد خالفوا تعاليم الكنيسة السيستانية، ثم تبنــّـتْ هذه الكنيسة أفعالَ قساوستِها عشــّـاق المال والنساء، فأفْـتَى الزعيم بجوازِها وحـلّـيّتِها وجَعَلَ لها عيدًا للاحتفاء والاحتفال والتبرّك والاقتداء!!!
ــ عن الإمام الصادق، عن جدّه النبي الصادق الأمين (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)، قال: {{أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَنْ قـُـلْ لِقَوْمِكَ: لا تَلْبَسُوا مَلابِسَ أَعْدَائِي، وَلا تَطْعَمُوا مَطَاعِمَ أَعْدَائِي، ولا تَسلكوا مسالكَ أَعْدَائِي، فَتَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي}} من لا يحضره الفقيه1// الوسائل4 // بحار الأنوار2
3ــ وتبقى استفهامات عديدة منها: هل أنّ السيستاني كشخص وَجـِـهَـةٍ، بعد أن خرّب ودمّر البلاد والعباد، قد ترك السياسة حقيقةً وليس كذبًا ونفاقًا وانتِهازًا؟! وهل أنه تركها اختيارًا وقناعةً وليس هروبًا من مسؤولية الحشد وغَدْراً به بعدَ أن ورّطَه وغرّرَ به بأمْر أميركا وإيران، وقد انتهت مهمة الحشد وانتهى مفعولُه الآن؟! وهل أنه غَدَرَ بالحشد وترَكَ السياسة من أجل التفرّغ لفتاوى الحب والعشق الفلنتـيني وسَحْقِ الفضيلة والأخلاق؟؟!!
ومِن باب الحرية والديمقراطية المزعومة، فهو حرّ في اختياره، لكن أقول يا لَيْتَه فَعَل ذلك قبل أن يحشر نفسه في السياسة ويدمّر العراقَ وشعبَه وبلدان المنطقة وشعوبها وكذا باقي البلدان!!!
ــ قال مولانا السميع البصير: {{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}} هود113، والمعنى الشرعي للركون يتحقق بــ: الميل، التعاون، إظهار الرضا، المودّة، فكيف إذا كان الركون ذوبانًا في مشاريع المحتَـلّـين وشرعَنَةً لجرائِمهم وفسادِهم وقبائحِهم؟!!