اكد سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني ان مدينة حران هي مدينة الزنادقة والكفر والالحاد وانها قد احتضنت الدولة الاموية واصبحت عاصمة لها مشيرا الى تسنم العديد من رجالها الحرانيين في مؤسسات الدولة
الاموية . كما ونوه انهم قد جمعوا مالا عظيما منذ ان اباح دمهم هارون الرشيد لاكثر من 25 عام من وفاته الى وفاة المأمون ليتفادوا به النوائب التي تصيبهم وخصوصا عندما اعطوا ذلك الشيخ الفقيه الذي شرعن لهم الصابئية كدين مذكور في القرآن الكريم ليتخلصوا من وعد المأمون الذي خيرهم بين ان ينتحلوا دينا معينا من الاديان التي ذكرها القرآن او ان يقتلهم كما فعل والده .
جاء هذا خلال المحاضرة الثالثة في تحليل افكار ابن تيمية التي القاها المحقق المرجع السيد الصرخي الحسني في برانيه في كربلاء المقدسة 19 / 6 /2014 الموافق 20 شعبان 1435.
واكد سماحته ان بني امية لم يؤثروا بالحرانيين مما اسلم القليل منهم عندما هددهم المأمون لترك الزندقة والشركية ، بل اثروا فيهم سلبا مما انتحل الكثيرون منهم التنصر وهذا يدل على العناد والاصرار على الشرك والوثنية عند الحرانيين اي مايقارب 200 عام عاشوا في كنف الاسلام وحصلوا السمعة والجاه والمناصب وصارت مدينتهم عاصمة للدولة الاسلامية وهم يعاندون ولم يتأثروا بالاسلام .
ولفت سماحته الى ان الحرانيين ورثوا كثيرا من الميثولولوجيا البابلية القديمة وانهم كانوا يلبسون الاقبية وشعورهم طويلة كما يفعل الصابئة الان وان مدينتهم هي مدينة الصابئةكانت تسمى نوبوليس أي مدينة اليونانيين وهي مدينة الصابئة كانت مركزا من أهم مراكز الثقافة الاغريقية السريانية (قبل الإسلام).
واشار سماحته معلقا على ما اسسه الشيخ الفقيه ان الشيخ الحراني الفقيه صاحب فتوى العمل بالتقية للزنادقة ، وسجل سماحته وقفات تحت عنوان (تقية الزنادقةايمان وتقيتنا كفر ونفاق)مؤكدا انه لا يجوز ان تتخذ للكذب وانما حدود التقية هوالدماء فتطبق التقية لحقن دماء المتقي وتترك اذا كانت سببا في اباحة الدماء وكذا التقية في الاعراض ولا تقية في اباحة دم الغير ، ونوه سماحته الى المراوغة عند المقابل اثناء النقاش في تطبيق الصغرى والكبرى في مورد التقية قائلا ” لنسلم بالكبرى توجد تقية ام لا توجد في القرآن هذه كبرى اما الصغريات والقدح فيها فيوجد كاذبين عندكم وعندنا” وقد اورد العديد من الشواهد القرآنية والروائية في تأكيد التقية منها قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)
وتطرق سماحته الى عدة تفاسير منهاابن كثير (ابن كثير يقول نهى الله تبارك وتعالى المؤمنين ان يوالوا الكافرين ويتخذونه اولياء من دون الله وقوله تعالى (الا ان تتقوا منهم تقاة ) يقول الا من خاف منهم في بعض البلدان في ظاهره وليس في باطنه كما قال البخاري عن ابي الدرداء انا لنكشر في وجوه اقوام وان قلوبنا تلعنهم … حيث علق المرجع قائلا “انتم ايضا اكشروا بوجوهنا والعنونا في قلوبكم لا تفتح فضائية وتلعن بنا ،لا تفتح فضائية وتلعن الصحابة وتطعن بام المؤمنين ، يوجد لعن صريح بالخطابية والمغالين ، وقول الثوري عن ابن عباس ليس التقية في العمل بل التقية باللسان.
كما وانه خلال محاضرته تطرق في النقاش مع ابن تيمية في تفسير القرطبي وما اورده عن البخاري من استدلال لكل مستضعف يجوز له ان يتقي وهذه كبرى والمكره مستضعف فالمكره يجوز له التقية على حد نص البخاري ، واضاف في باب المداراة مع الناس يذكر عن ابي الدرداء انا لنكشر في وجوه اقوام وان قلوبنا لتلعنه .. المرجع .هذا الشيء الذي في القلب لا نعلمه ولكن اذا كان فاحشة وسب ويسبب الحقن واراقة الدماء فلا تظهره.
وتأتي هذه المحاضرة الثالثة في وقفات تحليلية مع ابن تيمية التي تسلط الضوء على الافكار التيمية التي اخدشت في المجتمع الاسلامي واثرت به سلبا وما ترتب عليه من تكفير واباحة المال والعرض وخصوصا من اهل البيت عليهم السلام.