اثبت السيد الصرخي الحسني خلال مناقشته لابن تيمية في كتابه منهاج السنة ان ابن تيمية وأتباعه لا يعرفون ألف باء المنطق ودار دور المنطق وعليهم ان يدرسوا في رياض الأطفال حتى يتعلموا مقدمات المنطق ، مشيرا سماحته الى ان كتابات ابن تيمية فيها شيطنة وتدليس فهو يعرف كيف يشد ويحكم ما يريد قوله مرجحا ان ابليس نفسه هو من كتب مؤلفات ابن تيمية .
وقال المحقق السيد الصرخي في محاضرته العشرين ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي القاها الخميس، 6 شعبان 1453 هـ ، وخلال مناقشته لبعض أفكار ابن تيمية في كتابه منهاج السنة ” ان من يطلع على كتابات ابن تيمية سيجد انها مغالطات غير طبيعية يعرف كيف يشد ويحكم واذا برّأنا ابن تيمية من هذا فلا شك ان نفس ابليس هو من اتى بهذه الأدلة واحكمها وراوغ عليها وثبتها واثبتها على هذه الخصوصية فعلا فيها شيء من المكر والخباثة لا تصدر الى من ابليس او هو العن من ابليس لكن ان شاء الله سنكسر هذه الصنمية ” .
ذكر ما قاله ابن تيمية
وتابع سماحته ” يقول ابن تيمية الشاهد السابع منهاج السنة ج 7 :[ فصل (كلام الرافضي على خصائص الائمة الاثني عشر ) ” اما الخوراج فلا يكفرهم الا من يكفر الامامية فانهم خير من الامامية وعلي (رض ) لم يكن يكفرهم ولا امر بقتل الواحد المقدور عليه منهم كما امر بتحريق الغالية بل قتلهم الا بعد ان قتلوا عبد الله بن خباب واغاروا على سرح الناس ، فثبت بالاجماع من علي ومن سائر الصحابة والعلماء ان الخوارج خير من الغالية فان جاز لشيعته ان تجعل دعوى الغالية الإلهية فيه حجة على فضيلته كان لشيعة عثمان ان يجعلوا دعوى الخوارج لكفره حجة على نقيضه بطريق أولى ،فعلم ان هذه الحجة انما يحتج بها جاهل ثم انها تعود عليه ولهذا كان الناس يعلمون ان الرافضة اجهل واكذب من الناصبة ) ].
واوضح السيد المرجع ما يريد ان يصل اليه ابن تيمية حيث قال سماحته ( .. المطهر الحلي رحمه الله كان يقصد ان عليا عنده كرامات معجزات فضائل ودليل على ثبوت هذه الفضائل والكرامات لعلي عليه السلام انه يوجد بعض الناس بسبب هذه الكرامات والفضائل عبدته وادعت له الربوبية والالوهية وهذا الدليل الذي يثبت المدح لعلي جاء عن طريق الغالية وبالمقابل الخوارج كفروا علي فهؤلاء عبدوا علي وهؤلاء كفروه (عبدوا علي يكشف ان له فضيلة وكفروا علي يكشف ان فيه رذيلة ) فان ابن تيمية يريد ان يصل الى ان الذي يكشف عن الرذيلة افضل من الذي يكشف عن الفضيلة فيرجح بحق علي الرذيلة لان الذي اتى بها الخوارج كما ذكر قبل قليل في تفضيلة الخوارج على الغالية … اليست هذه شيطنة من ابن تيمية ؟؟ ، مؤكدا سماحته مؤكدا ان الشيعة يجمعون على ان الغالية ( من خطابية ومغيرية وغيرهم ) هم اخطر من الخوارج .
وبين المرجع المحقق مثالا توضيحيا لبعض ما يريد ان يصل له ابن تيمية قائلا ” ابن تيمية يقصد ان كل من كفر الخوارج فقد كفر الإمامية مثلا من يكفر الخوارج هم 100 فالمئة الذين كفروا الخوارج هم كفروا الامامية ويوجد واحد كفر الامامية ولم يكفر الخوارج الان اصبح لدينا 101 يكفرون الامامية و100 يكفرون الخوارج وبما ان الذين يكفرون الامامة هم اكثر اذن الخوارج افضل من الامامية ، فمن كفره الأكثر فهو اللعن ومن كفره الأقل طبعا سيكون افضل من الالعن هذا ما يريد ان يصل اليه ابن تيمية او من نسب الكتب اليه ،اليست هذه شيطنة ؟؟!! “.
خطوات النقاش المنطقية
واستمر سماحته بمناقشة ونقض ما ذكره ابن تيمية من اشكال ضد العلامة المطهر الحلي حيث قال السيد المرجع ” تدليس اخر يحاول فيه ان يخلط بين الغالية والامامية ومن الخلط رتب نتيجة باطلة لا يقبلها العقل السليم بدأ بالامامة ثم الامامية ثم الغالية ثم الغالية ثم الشيعة فختم بالرافضة ، والكلام في خطوات :
الخطوة الأولى قال ” واما الخوارج ….يكفر الامامية …فانهم خير من الامامية …امر بتحريق الغالية ان الخوارج هخير من الغالية جاز لشيعته الغالية الإلهية ان الرافضة اجهل واكذب من الناصبة ) وبعبارة منطقية مبسطة نقول :
مقدمة أولى : [واما الخوارج فلا يكفرهم الا من يكفر الامامية فانهم خير من الامامية ]وهذه المقدمة فيها طرفان حدان (الخوارج والامامية )
المقدمة الثانية قال : [ وعلي (رض )لم يكن يكفرهم ولا امر بقتل الواحد المقدور عليه منهم كما امر بتحريق الغالية ] …فهذه المقدمة فيها طرفان (الخوارج والغالية )فالمشترك الخوارج والحد الذي يختلف هو الامامية والغالية
المقدمة الثالثة (النتيجة ) : [ فثبت بالاجماع من علي وسائر الصحابة والعلماء ان الخوارج خير من الغالية ]..وهذه النتيجة فيها طرفان (الخوارج والغالية ) والمقدمة الثالثة تعتبر نتيجة لانه قد فرعها عن المقدمتين السابقتين بالفاء وهذا واضح ومتيقن .
الخطوة الثانية :لا يخفى على كل انسان ملتفت حتى لو لم يدرس المنطق وحتى لو يفهم أصول الفقه وحتى لو لم يدرس شيئا من مقدمات علم الكلام وما يذكر في التمهيد والمدخل أقول لا يخفى على العالم والجاهل الملتفت ان تلك النتيجة لا يصح ترتيبها على المقدمتين الاوليتين من حيث ان المقدمتين تشتركان بطرف هو(الخوارج ) وتختلفان بطرف واحد في حين ان الأولى طرفها الخوارج والثانية الغالية .
الخطوة الثالثة .. من الواضح والذي لا يخفى على جاهل ان الامامية غير الغالية وكتب الاحاديث والرجال والسير والتاريخ والملل والنحل والعقائد وغيرها كلها تشهد بالفرق بين الامامية والغالية .
الخطوة الرابعة : لا اعرف هل وجود الطرف المشترك في المقدمتين (الخوارج
) جعل ابن تيمية يخلط الامور فحاول ابن تيمية تشكيل قياس منطقي من الشكل الأول او الرابع وربما الثاني او الثالث فليتعلم شيخ الإسلام الامام المرجع وحيد الزمان الحافظ المحقق الاصولي الفقيه ابن تيمية وليتعلم اتباع ابن تيمية شيوخ ابن تيمية من هنا الف باء المنطق ودار دور المنطق ليدخل في أي حلقة درس في المنطق او خلاصة منطق ليجلس مع الأطفال في حلقات دروس خلاصة المنطق ومقدمات المنطق ليدرس في حلقات درس شيعية زيدية او امامية إخبارية او أصولية او سنية اشعرية او غير اشعرية صوفية او غيرها ليتعلموا مع صغارهم ابجديات المنطق ليذهبوا الى رياض الأطفال ويتعلموا الف باء المنطق ،فاذا جتاز المرحلة الأولية في المنطق فليفتي بما يريد لاتباعه التيمية الوهابية المعاندين فانهم لا يستحقون من يتصدى لتعليمهم وهدايتهم وقيادتهم الا اجهل الجهال وكانوا وكنا في سفال وكانت الامة في سفال حتى تقدم من هو سيتحق التقديم (لا نقصد المغرر بهم ناقشوا المغرر بهم وحاورهم واذهبوا اليهم الى منتدياتهم ومواقهم وتكلموا معهم واهدوهم هذه هي مسؤليتكم .
الخطوة الخامسة : 1- انا ساتبرع قربة الى الله تعالى وهدية مني لارواح الصالحين شفعائنا الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آل بيته الصالحين ومن والاه والتابعين ببعض المعلومات لابن تيمية ولاتباعه المعاندين ونسال الله الهداية للجميع .
2- أقول لك يا شيخ الإسلام : لا تتعب نفسك ابدا لانك مهما حاولت مع القياس المنطقي واشكاله فلا تصل الى نتيجة ابدا بل حتى لو حاولت بطرق أخرى غير القياس ، فانك لا تصل الى نتيجة ابدا فالنتيجة دائما باطلة حسب القواعد الرياضية والمنطقية ..
هل تعرف لماذا يا بن تيمية ؟؟
هل تعرف لماذا يا ابن عبد الوهاب ؟؟
هل تعرف لماذا يا الباني ؟؟؟
هل تعرف لماذا يا ابن باز ؟؟
هل تعرف لماذا يا ابن تيمية يا شيخ النواصب .. والخوراج يا شيخ الإسلام لانه يوجد طرف ثالث تختلف فيه المقدمتان ونقدم المغالين ونقول ففي المقدمة الثانية الطرف الثالث هو الامام علي عليه السلام وفي المقدمة الأولى فان الطرف الثالث هو سائر الصحابة والعلماء .
ثالثا : صار عندنا مقدمتان وكل مقدمة فيها ثلاثة اطراف تشترك المقدمتان بطرف واحد وهو الخوارج وتختلف في الطرفين الاخرين فلا تحاول عبثا ولا تضيع وقتك للحصول على نتيجة .
رابعا .. في المقدمة الأولى ان الحاكم هو سائر العلماء والصحابة أي غير الامام علي عليه السلام والطرفان المحكومان هما الخوارج والامامية والحكم بالتكفير والحكم هو طرف اخر .. أي انه عندنا خوارج وامامية وحكم .
وفي المقدمة الثانية ان الحاكم هو امير المؤمنين عليه السلام والطرفان المحكومان هما الخوارج والغالون .
اعلم وتيقن
خامسا ..اعلم وتيقن وتنبه ضع في بالك ان الكلام والاستدلال والقياس واشكال القياس وفي المقدمات وتمامية المقدمات وعدم ترتب النتيجة الصحيحة رياضيا ومنطقيا فيها اما في حال عدم تمامية المقدمات او في حال عدم تمامية هيئة القياس و شكل القياس …
أيضا اعلم وتفهم وتيقن وتفطن الى انه احيانا المقدمات باطلة وشكل القياس ايضا باطل وياتي من هنا وهنا أي لكن النتيجة اما حلال او حرام أي عادة النتائج في الاحكام محصورة في احتمالين او ثلاثة احتمالات او ربما اكثر ولكنه يأتي باحتمال واحد واحيانا يكون هذا الاحتمال مطابق بالصدفة للواقع ..
وهنا عندما نقول ان النتيجة باطلة منطقيا ورياضيا فهذا لا يمنع تكون مطابقة للواقع صدفة ،ونحن نتحدث عن جانب علمي الان هذه المقدمة غير تامة ولكن في النتيجة وصل الى حكم مثلما نحكم به نحن أي لو اننا بدلنا المقدمات واتينا بنتيجة وهو بقي على نفس مقدماته فنصل الى نفس النتيجة والفرق بيننا وبينه اننا سلكنا الطريق الصحيح ووصلنا الى النتيجة هو سلك الطريق الباطل وصدفة وصل الى حل صحيح او مطابق للواقع وهنا الفرق ان هذا افتى بغير علم فليتبوأ مقعده في النارفان اخطأ الذي حكم بعلم ليس عليه بأس وان اخطأ الذي افتى بغير علم فعليه بأس ، نقول : ولكن اعلم ان ذلك لا يستلزم ان تكون النتيجة غير مطابقة للحكم الواقعي ولا يستلزم ان تكون النتيجة باطلة دائما فمن يسلك طريق المقدمات الباطلة ليس دائما تكون نتيجته باطلة فمن الممكن ان تكون نتيجته مطابقة للواقع لكن كطريق وسلوك هذا طريق فانه لا يصل الى النتيجة الصحيحة عادة ولكنه يطابق الواقع صدفة ،لكن هذه الصدفة لا تنقذه من تبعات الفتوى من غير علم ولا تنقذه من كونه شخصا ليس اهلا للفتوى وليتبوأ مقعده في النار خالدا فيها ولعنه الله ..
دعوة لتعلم الف باء المنطق دار دور المنطق
سادسا .. تعلم يا شيخ ابن تيمية دار دور المنطق ودار دور أصول الفقه وطرق الاستدلال كي لا تقع في المغالطات فان الخلط الذي وقعت فيه وتقع فيه دائما انك في مقام تريد ان تثبت الاجماع والاجماع يتكون من راي الجميع حيث يتطابق راي العلماء او الصحابة جميعا فاذا قال الصحابة والعلماء لغير علي ولم يثبت الحكم لعلي فانه لم يتم الاجماع وماذا ان اثبت التكفير الصادر من الصحابة والعلماء واثبت التكفير الصادر من علي عليه السلام فهنا قام ابن تيمية بالجمع فهذه حققت له جزء من الدليل وهذه حققت له جزء اخر من الدليل .هذه حققت جزء من الاجماع وهذه حققت جزء اخر من الاجماع هذه اثبتت له جزء من الموارد وهذه اثبتت له جزء من الموارد فكيف يصل الى نتيجة ؟؟؟ يقوم بالجمع بينهما ..
الخلط الذي وقع فيه ابن تيمية
” والآن أبين لك الخلط الذي وقعت وتقع فيه دائما فانت في مقام تريد ان تثبت ان حكم الامام علي وحكم باقي الصحابة والعلماء لكنك غفلت وجهلت ان ذلك لا يتحقق لك ابدا لان القضيتين تختلفان في الحكم بلحاظ الأطراف فاحداهما الحكم فيها هو حكم امير المؤمنين عليه السلام صب في الغالين بينما الثانية الحكم فيها للصحابة والعلماء صب على الامامية فالربط هنا بين الحكمين ان الحكم الأول هو تكفير الغالين والحكم الثاني هو تكفير الامامية فهذا الحكم الذي ارتبط بالغالين غير الحكم الذي ارتبط بالامامية ونقول غير الربط بالتحليل وبنسبة اندماجية وتحليلية وهي عبارة عن معنى واحد ولكن بالتحليل هو حكم وربط خاص فهذا حكم وربط خاص وامامية وحكم وربط خاص وغالين هذا طرف وهذا طرف وهنا اختلف الربط ففي الأولى لدينا ثلاثة عناصر وفي الثانية أيضا ثلاثة عناصر فاختلاف اول عنصرين استتبع اختلاف العنصر الثاني وفي اختلاف طرف هذا اختلف الربط وفي اختلاف ذاك اختلف الربط عن هذا فصار هذا يختلف عن هذا وفي والربط يختلف عن هذا بقيا يشتركان بطرف واحد فاحداهما الحكم فيها هو حكم امير المؤمنين عليه السلام صب على الغالين بينما الثانية الحكم فيها هو حكم الصحابة والعلماء صب على الامامية وليس على الغالين “.
الجدير بالذكر ان هذه المحاضرات والنقاشات تعتبر نسف وتسفيه لاصل وعمق افكار ابن تيمية واتباعه وهي حجة دامغة على كل من يبحث عن الحقيقة .