الفتني شيء في حياة السيد الشهيد عندما صار عليه الحصار منع الخادم من الوصول الى البيت فيذكر النعماني انه كان معهم يأكلون الخبز اليابس الذي لا يصلح للأكل ، انا مررت بحالة تشبه هذه الحالة خلال السنوات التي ابتعدت فيها عنكم كثرة الانتقالات فمجمدة او ثلاجة ليست عندنا خزن للخبز لفترة طويلة فلا نستطيع ان نشتري ولا نستطيع ان نخرج ، دائما نعتمد على شخص يقوم لنا بشؤون الحياة في البيت ، فكنا نكلف الشخص الذي يشتري لنا الخبز بكميات كبيرة تكفي لأسبوعين او لثلاثة اسابيع لشهر . كيف نحافظ عليه ؟ كنا ننشر الخبز حتى ييبس ونضعه في اكياس ونستعمل هذا الخبز
في المعتقلات وهجمة التسقيط
اذا نتذكر وخاصة اهل كربلاء ، نحن في ذلك المعتقل وفي تلك التنقلات حتى في المعتقلات ومع ذلك الضرب والاهانة والشتم والسب والتسقيط والمحاربة النفسية والجسدية ، كان يشاع ويقال حسب ما اعتقد في بالي احد المشيعين في هذه القضية من اهالي كربلاء كان يقول :- عنده غرفة خاصة ومكتبة كتب ويجلس مع الضباط ، والبعض من يحضر عنا معنا ايضا حصل له شيء من الانحراف اخذ في نفسه وذهنه تقبل لتلك الفكرة وتلك الشبهة طرحت ، وهذا حال السيد الشهيد في تلك الحالة ويتهم بالعمالة .
انا من يقضي حوائج من استعين بهم
كنا نعتمد على بعض الاشخاص لمتابعة ما عندنا الحمد لله وفقنا ان نوصل اليكم بعض المفردات العلمية لكن مع هذا عندما نكلف الاشخاص تنقلب الحالة ليس على شخص واحد او اثنين بل اكثر من هذا العدد كلما يأتي الشخص يوم اليوم الثاني الثالث كله فشل في فشل حتى أكون انا من يقضي حوائج الشخص اضافة الى حوائجي اخرج مع هذه مع كل الخطورة في كل الاماكن مع كل الاعداء انا اخرج واستغني عنه ويأتي الشخص الاخر ونستغني عنه ، فحتى احدهم اوصيته على الخبز وبعد ثلاثة اسابيع اختفى لا نستطيع ان نواصل لا نستطيع ان نعرف اخبار هذا الشخص ، بقينا على قلق ندعو ليلا نهارا له الله يستره مع الظروف التي تمر خاصة في سنين الطائفية والقتال والتقاتل الطائفي وبعد ثلاثة اسابيع اتى الشخص جلب الخبز الذي اوصيناه قبل ثلاثة اسابيع .
الفرق بين اية الله وحجة الاسلام كالفرق بين الحياة والموت
(اية الله) تلازم عادة دام ظله ، حجة الاسلام فلا يذكر معها دام ظله بل يذكر معها دامت بركاته
الفرق بين الاية والحجة كالفرق بين الحياة والموت ، الفرق بين العنوانين يمكن ان يترتب عليه حياة انسان او ممات انسان وهذه حقيقة لا تخفى على رجال الامن ورجال الدولة السياسية وعلى كل مثقف مطلع عاش ويعيش واقع الاحداث ويحللها ويفهمها بواقعية .
عندما اعتقلنا كان المشاع عنا كلما هم يستقرئون ما يستقرأ الان ، من الذي جاء بمدير الان عند المرجع
عندما حصل الاعتقال كانت الاجواء مهيئة هذا مجنون هذا صبي هذا طفل هذا فقير هذا (مجدي) فاعتقلنا فكان التحقيق ومجريات التحقيق بالأيام الاولى على ها الاساس .مدعي ، طالب اكثر ما يقال طالب حوزة . لكن بعد بض ايام ثلاثة او اربعة من اعزائنا من ابنائنا من اهالي الشامية وفي الديوانية ووصلت الاخبار عن طريق الحزب حزب البعث والفدائيين والجانب الاستخباراتي والامني فصعدت التقارير الى الاجهزة الامنية والى المختصين فاستدركوا الامر الفتوا على انه يوجد اتباع يوجد له ناس والوضع الذي يمر بها العراق لا يستوعب ان يصفى هذا الشخص بعنوان مهمل او يتعامل معه بهذا العنوان المهمل . ففجأة كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ارسلوا عليّ لإعادة التحقيق من جديد ومزقت الاوراق القديمة وكان عنوان التحقيق مرجع ديني او مرجع تقليد او المرجع الديني ، تغيرت مجريات القضية كان المفروض انا وأصحابي ننسى ونترك في امن النجف .
امن النجف والتحقيق الاولي
في امن النجف في المحاجر ، وضعنا في محجر لا يوجد غطاء يوجد فقط مفروش على الارض وصار جزءا من الارض ما يسمى بالكلين نصف بطانية لنقل (مصفوطة مع الارض) لا تكاد تميز هل هذه ارض او هذا شيء مفروش على الارض وفيه قاطع بارتفاع متر خلف القاطع يوجد اجلكم الله مقعد لقضاء الحاجة وهذا المقعد طافح بالماء والمكان خالي من اي اناء من اي وعاء وبقينا هناك وكان المفروض ان تنتهي في النجف لأنها ليست لها اي خصوصية وليست لها اي ردود فعل في الخارج لكن تغيرت بموقف الاعزاء جزاهم الله خير الجزاء نقلوا القضية من عنوان المهمل المشعوذ المسبب للمشاكل المجنون الى عنوان مرجع فمزقوا الاوراق وجرى التحقيق الاولي في النجف وفي اليوم الثاني نقلونا الى بغداد وجريت التحقيقات هناك ، فانتقل العنوان الى عنوان مرجع فصارت الخصوصية في التعامل تختلف عن تلك الخصوصية .
نظام صدام المؤسساتي وارتقاء التحقيق
بقاء نظام صدام والفترة الطويلة والحفاظ ما موجود من خدمات والمؤسسات والوضع العام في البلد يوجد ديكتاتورية ولكن يوجد مؤسسات كان يعتمد على خبراء يعتمد على رجال يأتيه الشيء الجاهز لا نتوقع كان صدام يتدخل في كل شيء كما الان المسئولون ليس عندهم شغل وعمل الا ان يرى فلان اين ذهب واين اتى وماذا حصل وكيف يدفع هذا وكيف يطيح بذاك وكيف يؤثر على هذا وكيف يأتي بذاك يترك الدولة وما فيها تسرق وتنهب وتفتك ، كان عنده لجان ودراسات وتقدم له التقارير يعني يأتيه الشيء الجاهز اذا وصله الشيء .
فكان عندما يقدم التقرير بعنوان المرجعية ترتقي القضية من ان تكون مع النقيب او عبد الزهرة النجس الرجس الذي كان مدير البلدة منه ومن عميد حسين مدير امن النجف الى ذاك الشخص الحاج عزيز عميد مسؤول شعبة الحوزة او العقيد عبد الله مسؤول شعبة السياسية ترتقي الاوراق الى الاعلى الى مدير الامن الى قصي ابن صدام الى صدام كامل الى صدام ، فتقدم تقارير ودراسات ونتائج دراسات ويتخذ القرار فليس الوضع كالآن فلذلك كان الامن مسيطر عليه حتى الغرب عجز من اختراق الجهاز الامني والاستخباراتي الصدامي لفترات طويلة لم يتمكن من الاختراق .
الاتهام بالعمالة للخارج
من الامور التي اتهمت بها ، قرص ليزري فيه المعجم الفقهي ، فمن ضمن الكتب الفقهية كانت كتب السيد الشهيد محمد باقر الصدر ويوجد كتب السيد محمد باقر الحكيم انا لم اطلع عليه لكن هم اخذوا الحاسوب واخذوا الاقراص واخذوا كل شيء وهناك في الامن بدأوا يلسون وبدأ كل شيء يفتح ويتأكد منه ، فأذكر من ضمن التهم عليّ اني اتعامل مع الخارج وعملاء الخارج منهم السيد محمد باقر الحكيم ومع السيد الشهيد اعدى اعداء العراق اعتبروه الخائن محمد باقر الصدر لأن يوجد كتب السيد عندي طبعا جوابنا كان كتاب علمي مثلما اجاب السيد هنا ( علاقة العالم بالعلم) .
التحقيق في الامن العامة شيء ، يوجد مدير شعبة تحقيقات يحقق معك يوجد شعبة سياسية يحقق معك ويوجد مدير شعبة حوزة ايضا يحقق معك (ثلاث جهات حقت معي) ويوجد اهم من هذه وفوق هذه هي جهة المخابرات تأتي لجنة تحقيقية من جهاز المخابرات يحقق معك يكتشف هل عندك اتصال بالخارج او ليس عندك اتصال بالخارج ؟ فهذه تقوم قائمتهم على الاتصال بالخارج ، اخطر شيء واخطر تهمة عندهم التخابر مع الخارج .
زمام الحوزة وثمن الحرية
كان ثمن خروجي من السجن ، وكانوا يحرضون الناس عليّ يقولون هو فعلا عرضوا عليّ قالوا تمسك الحوزة تستلم مسؤولية الحوزة كما استلمها السيد محمد الصدر وهذا ثمن خروجك قلت لهم لا امسك الحوزة لأنه كما لوث سمعة الصدر الثاني تريدون ان تلوثوا سمعتي انا لا استطيع اتحمل هذا انا هذا منهجي وطريقي غير طريق السيد محمد الصدر لا اريد ان اكرر ما مر به حقق ما حقق في مرحلة وانا لا احتاج الى هذه المسؤوليات .
الانسان يحاول ان يستخف بالمقابل انا عن قصد حكيت قلت لهم : على فرض تعطوني المسؤوليات هل تستثنون المرجعيات التي استثنيت في زمن صدام ، استثني مثلا مرجعية السيد الحكيم ومرجعية السيد السيستاني ومرجعية الشيخ بشير ممنوع ليس للسيد محمد الصدر سلطة على هؤلاء تعاملهم مع صدام موافقتهم من صدام ومن قصي اتصالهم مباشر مع صدام وابناء صدام فقلت لهم هل لي السلطة حتى على هذه المرجعيات قال نعم حتى على هذه المرجعيات قلت انا ارفض حتى على هذه المرجعيات .
لا ابدل وطنيتي مقابل حريتي
تدرجوا معي في قضية حتى يطلق سراحي ، القضية الاولى ان يأُتى بصحف، من ضمن الاشياء التي كنت احاجج بها عندما اجلس للتحقيق على الكرسي او على الارض كان يُعرض عليّ اوراق جرائد مواقف مثلا السيد الاستاذ السيستاني كان عنده مواقفا بخصوص نظام صدام يؤيد النظام ولا يؤيد الدخول الامريكي ، كانت فتوى نشرت في جريدة من الجرائد لا اعرف بالضبط اين فكان كل ضباط الامن يحتفظون بهذا الاستنساخ ومكبوسة بنايلون قوي .. كلما يدخل معي تحقيق الامن اوالمخابرات يبرز لي هذه ، يقول لي هذا السيد السيستاني يقول كذا هذا السيد فلان يقول كذا هذا الشيخ فلان كذا والافلام الفيديوية في التحقيقات عندما نجلس ايضا يعرضون لي هذه الافلام فلان وفلان الذين صرحوا هم او مكاتب العلماء صرحت بأنها تؤيد النظام ضد الدخول الامريكي وايضا رفضت هذا قالوا تحكي أمام اذاعة او كامرة وتذكر فقط انك ضد المحتل ضد احتلال العراق او ضد المحتلين وفقط هذا اللقاء وتخرج من هنا انت واصحابك.
فقلت لهم :- انا موقفي ثابت ضد المحتل ليس الان من السابق بل انا احد الاعتقالات كانت عندي صلاة (صلاة الاقصى) واعتقلت على هذا الاساس فهذا مبدئي ومنهجي لكني لا اسمح ولا اقبل لنفسي ان ابدل وطنيتي ومبدئي ومنهجي يكون ثمنا لحريتي، اذا كان هذا مقابل الحرية انا لا افعل لكن لو خرجت انا افعل بما يمليه عليّ ضميري ومبدئي وشريعتي ومعتقدي وبعد فترة تدرجوا بهذا قالوا تعطينا وعدا اذا خرجت من هنا وذهبت الى بيتك الى البراني تعطينا وعدا بأنك تجري لقاءا، هناك تأتيك الصحيفة او الكامرة والاعلام الى ذلك المكان فقط هذا التصريح انك كما صرح الاخرون انه لا ترضى بدخول المحتل لا ترضى بالتعاون مع المحتل ضد العراق.
قلت له :- اذا كان هذا واجبي وهذه وظيفتي وهذا معتقدي وهذا منهجي فانا لا اساوم عليه مقابل حريتي، انا اخرج وبعد ان اخرج اكون في ذلك المكان سأعمل بما يمليه عليه ضميري وواجبي .