فجّر المرجع السيد الصرخي الحسني مفاجئة تاريخية في شخصية عبد الكريم بن طاووس أحد رجال التاريخ البارزين صاحب كتاب (فرحة الغري)، وتطرق السيد الصرخي في محاضرته الثامنة ضمن سلسلة محاضرات في التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي الى السيرة الذاتية للسيد ابن طاووس، وذكر سماحته أن سنة ولادته هي 648 هجري ووفاته سنة 693 هجري، في القرن السابع الهجري، وولد في كربلاء المقدسة وتوفي في الكاظمية ودفن بالنجف الاشرف.
وأشار السيد الصرخي الى ما ذكرته المصادر التاريخية بقوله: “لعلو منزلته ولاه الخليفة منصب النقابة الشريفة وكانت مهمته رعاية شؤون السادة العلويين وتولى القضاء وتسوية الخلافات والاشراف على المؤسسات الخيرية وعلى مبرات الفقراء والايتام” وأضاف سماحته “وكان منصب النقابة من أهم المناصب بعد الخلافة في عهد العباسيين”
وفي أول وهلة لمفاجئته التاريخية قال السيد الصرخي: “انه وبكل بساطة، إننا لم نجد ولا نجد من المؤرخين ولا الرجاليين ولا النسابين ولا أهل الملل والنحل ولا غيرهم ممن يقول إن السيد ابن طاووس استلم تلك المناصب من الخليفة العباسي وهو طفل”
وتابع سماحته “قلنا ولد في كربلاء، درس في الحلة وأكمل الدراسة في بغداد، هذه ثلاث مراحل انتقل فيها أو تواجد فيها، كم تحتاج المرحلة العمرية حتى يكون مؤهلا لاستلام هذه المناصب؟ كم نتوقع يكون عمر ابن طاووس حتى يستلم هذه المناصب…، أقلها منصب القضاء؟”
وأضاف “لا يوجد من يقول إن السيد ابن طاووس استلم من الخليفة العباسي وهو طفل صبي دون التاسعة من عمره بل حتى بعد التاسعة لا نتصور وقبل البلوغ بل حتى في عمر لا نتصور ”
وفي أسلوبه التشويقي العلمي المعتاد تساءل السيد الصرخي “لماذا ذكرنا التسع سنين هل لها علاقة بالأمر أو ليست لها علاقة بالأمر؟ لماذا؟”
وفي التفاتة رائعة غابت عن المؤرخين والرجاليين والنسابين وأهل الملل والنحل وغيرهم وعلى مدار قرون قال المحقق الكبير السيد الصرخي: “لأن مقتل آخر خليفة عباسي في تلك المرحلة كان في سنة 656 هجرية على يد هولاكو، على يد المغول، وهذا يعني ان عمر ابن طاووس (656 – 648 = 8) ”
أي ما معناه
1- آخر خليفة عباسي قتل = 656
2- ولد ابن طاووس = 648
اي عمر ابن طاووس آنذاك 8 سنين !!
واستغرب سماحته من غفلة المؤرخين وكتاب السير التاريخية بقوله “كيف غفل كل المؤرخين، كل من كتب، كل من دافع، كل من حكى عن هذه الحقيقة البديهية التي المفروض لا تمر ولا تنطلي على أبسط انسان”
وعلّل عدم ذكر ذلك بقوله: “يستحي من كتب، يخجل من كتب لأن ابن طاووس قد استلم هذه المناصب من المغول، من حكام المغول من المستعمرين”
وتعد هذه الالتفاتة التي غابت عن المؤرخين والمحققين التاريخيين وعن الجامعات الاكاديمية والإسلامية نقطة تسجل في سجل السيد الصرخي الحافل بالعمق الفكري والدقة في التحقيق التاريخي والقراءة الموضوعية له.