أكمل سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله)، اليوم الخميس 4/ جمادى الأولى/ 1435هـ، وقفته الثانية مع العلامة بن نما الحلي في محاضرته السابعة ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي وناقش سماحته ما أورده الحلي من رواية عن الامام الباقر (عليه السلام) “لاتسبوا المختار..”.
ولفت سماحته أنه لو جيء بمورد واحد يبطل ما تبناه ابن نما الحلي فهو كافٍ في المقام بقوله: “يكفي الرد التام الواحد عن تعدد الردود في المقام”
وردّ سماحته على المعترضين الذين لا يقبلون روايات النهي عن السب، على ما طرحه سماحة المرجع السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في المحاضرة السادسة باعتراضهم بشتى الطرق والوسائل اللاعلمية واللاأخلاقية.
وتساءل قائلا: “ولا نعرف لماذا هذا العداء والنصب العملي والتطبيقي والسلوكي للاخلاق وأهل الاخلاق” وأضاف: “لماذا هذا النصب لمنبع الاخلاق وأصل الاخلاق واصحاب الخلق العظيم أهل البيت (سلام الله عليهم) ولجدهم العظيم الهادي الامين (سلام الله عليه)”.
وتابع سماحته أن “من يرفض النهي عن السب ويرفض التحلي بالخلق السامي الالهي بالتأكيد لا يمتلك الاخلاق” وأشار الى أنهم يعتبرون أي كلام أخلاقي وأي سلوك أخلاقي تعريضا بهم وكشفا لحقيقتهم وواقعهم ولنفوسهم المريضة.
وتحدى سماحته أولئك المغرضين الذين شكلوا لجان للرد على محاضرات التحليل الموضوعي بالمنازلة العلمية الاخلاقية، قائلا: “نحن أهلاً للمنازلة ردا على بعض المنتفعين” مضيفا “لقد أدينا الامانة في النصح والارشاد والنهي والامر ولكنهم لا يحبون الناصحين” وتعزيزا لما ذكره في محاضراته السابقة وردا على اولئك المغرضين فقد ذكر العديد من الشواهد التاريخية الناهية عن السب معتبرا عدم السب هو تكريم للساب والمنتهي عن السب هو من يمتثل للجانب الشرعي.
وعلى الصعيد ذاته فقد اكد سماحة المرجع السيد الصرخي على قضية جوهرية في الجانب العقائدي بقوله “الذي يأخذ بيد الانسان ويجتاز جهنم ونيرانها هي الاخلاق ويعبر نحو الجنة”
وتابع سماحته النقاش مع الروايات التي ذكرها ابن نما الحلي في أحقية المختار الثقفي ورد سماحته على متن الرواية التي أشير فيها الى أن المختار قد دفع مهر أم الامام الباقر (عليه السلام) مشيرا الى عدم وجود أية رواية غير هذه الرواية واردة عن المعصومين (عليهم السلام) ولا عن غير المعصومين تحكي عن المهر المزعوم وبناء المختار لدور أهل البيت (عليهم السلام) خلال دولته العادلة – كما وصفها الحلي – وقد أثبت السيد الصرخي أن هذه الرواية ضعيفة السند وباطلة لاحتوائها على كذب فاحش، وتساءل خلال مناقشته للرواية عنعلاقة مهر الأم بقضية السب، لافتا الى انه لو لم يكن المهر من المختار فهل يدخل في عدم الطعن والسب؟!
وتابع سماحته نقاشه مع ابن نما الحلي في رواية أخرى عن أبي حمزة الثمالي التي تحدثت عن أحقية زيد بن علي وأثبت خلال الطرح أن الزيدية هم من روج لهذه الرواية، حيث احتوت الرواية على تفصيلات واشارات مخلة بالحياء وقدر الامام السجاد (عليه السلام)
وعلى الصعيد ذاته رد السيد الصرخي ما تبناه الشيخ المفيد من تبرير لزيد بن علي لخروجه بالسيف واعتبره “المصادرة عن المطلوب” مشبها رأي المفيد بما تبناه ابن نما الحلي.
وأوضح سماحته قائلا: “لا نعطي عصمة للاخرين، أما غير أهل البيت فالكل خاضع للطعن والنقاش” وفي التفاتة رائعة ومذهلة على بطلان متن الرواية الواردة عن أبي حمزة الثمالي كونها تتضمن تناقضا عجيبا، فقد ولد زيد سنة 78 هجري ووفاة المختار سنة 67 هجري فكيف بقي زيد ببطن أمه 11 سنة؟! بحسب الرواية، كما اثبت سماحته أن الرواية ضعيفة السند وهي مدسوسة ومكذوبة.
وتعد هذه المحاضرات التاريخية ذات بعد علمي لافت يأخذ السيد الصرخي الحسني (دام ظله) على عاتقه إعادة قراءة التاريخ بموضوعية دقيقة وتفرد بالطرح التاريخي والعقائدي الرصين.
ويمكنكم تحميل المحاضرة الصوتية والاستماع اليها عبر الرابط ادناه
http://www.gulfup.com/?uaEfsb