عَاشُورَاء: [إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]
.قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا}..{أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف179]
. [إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]: قَالَ الإمَامُ الحُسَيْنُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {إنَّمَا خَرَجْتُ لِــ طَلَبِ الإصْلَاح فِي أُمَّةِ جَدِّي(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)؛ أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَأنْهَى عَن المُنْكَر}
. الشّبهَاتُ وَالأكَاذِيبُ وَالأبَاطِيلُ كَثِيرَةٌ لَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا، وَالجَهْلُ سَائِدٌ، وَالخُرَافَةُ وَالفَاحِشَةُ تَقْبِضَانِ عَلَى المُجْتَمَع إلّا النَّادِر مِمَّن رَحِمَهُ اللهُ سُبْحَانَه، وَمِن هُنَا نَسْتَذْكرُ بَعْضَ الأمُور:
[زَيْنَب(عَلَيْهَا السَّلام)..مِن الشَّام إلَى المَدِينَة…لَا زِيَارَة الأرْبَعِين وَلَا كَرْبَلَاء]:
رَحَلَتْ زَيْنَب وَالعِيَال(عَلَيْهِم السَّلام) مِن الشَّام إلَى المَدِينَةِ المُنَوّرَة، فَلَم تَرْجِعْ(عَلَيْهَا السَّلام) إلَى كَرْبَلَاء مُطْلَقًا، لَا فِي الأرْبَعِين وَلَا بَعْـدَه!! وَخَرْطُ القَتَادِ أدْنَى لُهُم مِن إثْبَاتِ الخِلَاف!!!
1ـ [القُـمِّـيُّ مُتَيَقِّنٌ مِن…رَحِيلِ زَيْنَب وَالسَّجَاد وَالآلِ(عَلَيْهِم السَّلَام) مِن الشَّام إِلَى المَدِينَة]:
عَن “مُنْتَهَى الآمَال” لِلْـقُـمِّـيّ: [عَدَد الأيَّام(بَعْـدَ عَاشُورَاء)]= = {{بَعَثَ(ابْنُ سَعد) الرّؤُوسَ إلَى الكُوفَة[..] + بَعْدَ يَوْم، بَعَثَ أهْلَ البَيْت(عَلَيْهِم السَّلام) إلَى الكُوفَة[..] + ابْن زِيَاد شَمَتَ بِهِم وَشَنَّعَ عَلَيْهِم وَشَفَى حِقْدَه[..] + حَبَسَهُم[..] + كَتَبَ(ابْنُ زِيَاد) إلَى يَزِيد[..] + يَزِيد أرْسَلَ الجَوَاب[..] + ابْن زِيَاد جَهَّزَهُم وَأرْسَلَهُم[..] + [20يَوْمًا] وَصَلُوا لِلْشَّام(عَلَى فَرْضِ أقْصَر الطّرُق: طَرِيق البَرِّيَّة غَرْبَ الفُرَات) + [30يَوْمًا] أقَامُوا فِي الشَّام}} = =[60يَوْمًا] عَلَى الأقَلّ!!
أـ أي: مَا بَعْـدَ الأرْبَعِين بِــ [20يَوْمًا] وَمَا زَالَ أهْلُ البَيْت فِي الشَّام!! فَكَيْفَ يَدّعِي الفَاحِشُ الشِّيرَازِي وَالمُدَلِّسَة أنَّ زَيْنَب وَالسَّجَادَ وَأهْلَ البَيْت(عَلَيْهِم السَّلَام) كَانُوا فِي كَرْبَلَاء يَوْمَ الأرْبَعِين؟!!
بـ ـ يتّضِحُ أيْضًا، أنَّ العَـوْدَةَ إلَى كَرْبَلَاء تَسْتَغْرِقُ [20يَوْمًا]، أي: إنّ وصُولَهُم إلَى كَرْبَلَاء سَيَكُونُ بَعْدَ مرُورِ أكْثَر مِن [40يَوْمًا] بَعْدَ يَوْمِ الأرْبَعِين!!
جـ ـ بِمَعْنَى، أنَّ وصُولَهُم إلَى كَرْبَلَاء لَيْسَ فِي شَهْرِ صَفَر وَلا رَبِيع الأوّل بَلْ سَيَكُونُ فِي رَبِيع الثَّانِي!! فَأيْن يَوْمُ الأرْبَعِين وَزِيَارَةُ الأرْبَعِين؟!!
د ـ الحَقِيقَةُ أنَّهُ لَا حَقِيقَةَ لِذِهَابِ زَيْنَب(عَلَيْهَا السَّلَام) إلَى كَرْبَلَاء فِي الأرْبَعِين وَلَا بَعْدَ الأرْبَعِين!! فَمَا قِيلَ وَيُقَال يَرْجِعُ إلَى الوَهْمِ وَالتَّدْلِيسِ وَالتَّجْهِيلِ وَتِجَارَةِ الدّينِ وَالاسْتِئْكَالِ بِمَصَائِبِ زَيْنَب وَآل البَيْت(عَلَيْهِم السَّلام).
2ـ [المُفِيدُ يَسْبِقُ القُمِّيّ فِي نَفْيِ زِيَارَة الأرْبَعِين وَالمَسِيرِ إلَى كَرْبَلَاء]:
أـ قَالَ الشَّيْخُ المُفِيد: {ثُمَّ نَدَبَ يَزِيدُ النّعْمَانَ وَقَالَ لَهُ:[تَجَهَّزْ لِتَخْرُجَ بِهَؤُلَاءِ النِّسْوَان إِلَى المَدِينَة]، وَلَمَّا أَرَادَ أَن يُجَهِّزَهُم، دَعَـا (يَزِيدُ) عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْن(عَلَيْهِمَا السَّلَام) …وَتَقَدَّمَ بِكِسْوَتِهِ وَكِسْوَةِ أَهْلِهِ، وَأنْفَذَ مَعَهُم فِي جُمْلَةِ النّعْمَان رَسُولًا، تَقَدَّمَ إلَيْهِ أَن يَسِيرَ بِهِم فِي اللّيْلِ، وَيَكُونُوا أمَامَهُ حَيْثُ لَا يَفُوتَونَ…فَسَارَ مَعَهُم…وَلَم يَزَلْ يُنَازِلُهُم فِي الطَّرِيقِ وَيَرْفِقُ بِهِم وَيَرْعُونَهُم،كَمَا وَصَّـاه يَزِيدُ!!، حَتَّى دَخَلُوا المَدِينَة}!![الإرشاد(2/122)]
بـ ـ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ وَوُضُوحٍ بَيَّنَ الشَّيْخُ المُفِيدُ أنَّهُ، تُحْتَ حِرَاسَةِ وَمُرَاقَبَةِ عَسَاكِر يَزِيد، وَبِرِعَايَةِ مَبْعُوثِهِ الخَاصّ، وَبِتَطْبِيقِ وَصِيَّةِ يَزِيد بِالرِّفْقِ بِهِم وَرِعَايَتِهِم، سَـارَ مَوْكِبُ زَيْنَب وَالسَّجَّاد وَأهْلِ البَيْت(عَلَيْهِم السَّلَام) مِن الشَّام إلَى المَدِينَة!! فَمِن أيْنَ جِاءَ القَّصَّاصُ الفَاحِشَةُ الشِّيرَازِيُّ وَالمُدَلِّسَةُ بِأكْذُوبَةِ ذِهَابِ زَيْنَب وَأهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى كَرْبَلَاء وَوُصُولِهِم إلَى قَبْرِ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي يَوْمِ الأرْبَعِين؟!!
جـ ـ أشار القُمِّيّ لِرَأيِ المُفِيد وَالعُلَمَاء الرَّافِضِ وَالنَّافِي لِذِهَابِ زَيْنَب والسَّجَاد وَالآل(عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى كَرْبَلَاء وَالعِرَاق!! حَيْث قَال:{بِمُلَاحَظَةِ كُلِّ هَذِهِ الأمُور، يُسْتَبْعَد كَثِيرًا أن يَعُودَ أهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلام) إلَى كَرْبَلَاء…مَعَ أنَّ جِهَاتٍ لَائِقَةً أُخْرَى أَتَت عَلَى ذِكْرِهِ، غَيْر أنَّهُ يُلَاحَظُ مِن سِيَاقِ كَلَامِهِم إنْكَارُهُم لَهُ، كَمَا فِي كَلَامِ الشَّيْخِ المُفِيد فِي صَدَدِ مَسِيرِ أهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى المَدِينَة… وَيَقْرَبُ مِن كَلَامِهِ…آخَرُون، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ أيٍّ مِنْهُم ذِكْرٌ لِلْسَفَرِ إلَى العِرَاق…الشَّيْخ المُفِيد وَالطّوسِيّ وَالكَفْعَمِيّ قَالُوا: [إنّ حَرَمَ أبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن(عَلَيْهِم السَّلام) رَجَعُوا مِن الشَّام إلَى المَدِينَة]}!![مُنْتَهَى الآمَال(621)]
3ـ [الشَّيْخُ الطُّوسِيّ يُؤَكِّدُ…لَا كَرْبَلَاء لَا المَسِير لَا زِيَارَة الأرْبَعِين]:
أـ بِدُونِ أَيِّ شَكٍّ وَلَا تَرَدُّدٍ أَكَّدَ الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ عَلَى رجُوعِ زَيْنَب وَالسَّجَّاد وَالعِيَال(عَلَيْهِم السَّلَام) مِن الشَّام إلَى المَدِينَة!!
بـ ـ فَـلَم يَـذْهَبُـوا(عَلَيْهِم السَّلام) إلَى قَبْـرِ الحُسَيْنِ(عَلَيْه السَّلَام) وَلَا زِيَارَة الأرْبَعِين وَلَا كَرْبَلَاء وَلَا العِرَاق!!
جـ ـ فِي “مِصْبَاح المُتَهَجِّد” قَالَ الطُّوسِيّ: {صَفَر: فِي اليَوْمِ العِشْرِينَ مِنْه كَانَ رجُوعُ حَرَمِ سَيّدِنَا أبِي عَبْد اللهِ الحُسَيْن بْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب(عَلَيْهِم السَّلام) مِن الشَّام إلَى مَدِينَة الرَّسُولِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)}
دـ فِي “مُنْتَهَى الآمَال” قَالَ القُمِّيّ:{الشَّيْخ المُفِيد وَالشّـيْـخ الطّـوسِّـيّ وَالكَفْعَمِيّ قَالُوا: إنّ حَرَمَ أبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلام) رَجَعُوا مِن الشَّام إلَى المَدِينَة}
هـ ـ إذَن، الطُّوسِيّ مَعَ المُفِيد وَالقُمِّي وَبَاقِي العُلَمَاء يَنْفُـونَ المَسِيرَ إلَى كَرْبَلَاء وَزِيَارَة الأرْبَعِين!! فَمِن أيْنَ جَاءَ الأخْبَارِيّةُ المُدَلِّسَة وَفَضْلَتُهُم الفَاحِشَةُ الشِّيرَازِيّ بِأُكْذُوبَةِ مَسِيرِ زَيْنَب وَالسَّجَّاد وَالآلِ(عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى كَرْبَلَاء وَزِيَارَة الأرْبَعِين؟!! قَالَ سُبحَانَه وَتَعَالَى:{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}[المائدة42]
4ـ [الكَفْعَمِيُّ يَنْضَمُّ لِحَقِيقَة…رُجُوعِ زَيْنَب(عَلَيْهَا السَّلام) إلَى المَدِينَة]:
أـ اِنْضَمَّ الكَفْعَمِيُّ العَامِلِيُّ لِلْقَائِلِينَ بِحَقِيقَةِ رُجُوعِ زَيْنَب وَالحَرَمِ (عَلَيْهِم السَّلَام) مِن الشَّام إلَى المَدِينَةِ فِي العِشْرِين مِن صَفَر، وَنَفْيِ مَسِيرِهِم إلَى كَرْبَلَاء وَالأرْبَعِينَ وَزِيَارَة القُبُور!!
بـ ـ فِي “المِصْبَاح” قَالَ الكَفْعَمِيُّ:{صَفَر: فِي العِشْرِينَ مِنْهُ، كَانَ رُجُوعُ حَرَمِ الحُسَيْن بْنِ عَلِيّ (عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى المَدِينَة}
جـ ـ قَالَ القُمِّيُّ فِي “مُنْتَهَى الآمَال:{إنَّ الشَّيْخَ المُفِيد وَالشَّيْخَ الطُّوسِيّ وَالكَـفْعَـمِيَّ قَالُوا: إنَّ حَرَمَ أبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلَام) رَجَعُـوا مِن الشَّام إلَى المَدِينَة}
دـ قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا وَصِيِّ نَبِيٍّ يَبْقَى فِي الْأَرْضِ بِأَكْثَـرَ مِنْ ثَلَاثَـةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ تُـرْفَـعُ رُوحُهُ وَعَظْمُهُ وَلَحْمُهُ إِلَى السَّـمَاءِ}!!
هـ ـ هَل أخَذَ الإمَامُ السَّجَّادُ(عَلَيْه السَّلَام) زَيْنَبَ وَالعِـيَالَ إلَى قَبْرٍ فَارِغٍ فَارِغٍ فَارِغٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ وَلَا عَظْمٌ وَلَا لَحْمٌ؟!!!
5ـ [ابْنُ الأَثِير وَالطَّبَرِيُّ وَالقَرمَانِيُّ..مَعَ القُمِّيّ..يَنْفُونَ الأَرْبَعِين]:
أـ أَشَارَ القُمِّيُّ إلَى أنَّ ابْنَ الأَثِير وَالطَّبَرِيَّ وَالقَرمَانِيَّ وَغَيْرَهُم قَد تَوَافَقُوا مَعَ المُفِيدِ وَالطُّوسِيِّ وَالكَفْعَمِيِّ وَكَذَا القُمِّيّ، فِي رَفْضِ مَزَاعِمِ المُدَلِّسَةِ فِي رُجُوعِ زَيْنَب(عَلَيْهَا السَّلام) وَالحَرَمِ إلَى كَرْبَلَاء!! فَلَيْسَ فِي كَلَامِهِم أَيُّ ذِكْرٍ لِسَفَرِ زَيْنَب وَالحَرَم(عَلَيْهِم السَّلام) إلَى العِرَاق!!
بـ ـ فِي “مُنْتَهَى الآمَال” قَالَ القُمِّيُّ:{إنَّ جِهَاتٍ لَائِقَةً أخْرَى..يُلَاحَظ، مِن سِيَاقِ كَلَامِهِم، إنْكَارُهُم لَه، كَمَا فِي كَلَامِ الشَّيْخِ المُفِيد فِي صَدَدِ مَسِيرِ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِم السَّلام) إلَى المَدِينَة، وَيَقْربُ مِن كَلَامِهِ مَاذَكَرَهُ ابْنُ الأثِيرِ وَالطَّبَرِيُّ وَالقَرمَانِيُّ وَآخَرُونَ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ أَيٍّ مِنْهُم ذِكْـرٌ لِلْسَفَرِ إلَى العِرَاق}!!
جـ ـ قَالَ القَرمَانِيُّ:{ إنَّ يَزِيدَ وَجَّـهَ الذُّرِّيَّةَ، صُحْبَة عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْن(عَلَيْهِمَا السَّلَام)، وَوَجَّـهَ النّعْمَانَ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا يَسِيرُ أمَامَهُم، حَتَّى اِنْتَهَوا إلَى المَدِينَة}…{وَكَانَ النّعْمَان يَسْألُ عَن حَوَائِجِهِم وَيَتَلَطَّفُ بِهِم!! فَقَالَت فَاطِمَةُ لِأخْتِهَا زَيْنَب(عَلَيْهِمَا السَّلَام):[لَقَد أحْسَنَ هَذَا الرَّجُلُ إلَيْنَـا، فَهَل لَكِ أن تَصِلِيهِ بِشَيْء؟]!! فَقَالَت(زَيْنَب): [وَاللهِ مَا مَعَنَـا مَا نَصِلُهُ بِهِ إلَّا حُلِيّنَـا، فَأَخْرَجَتَا سِوَارَيْنِ ودُمْلُجَيْنِ لَهُمَا، فَبَعَثَتَـا إلَيْهِ وَاعْتَذَرَتَـا!! فَرَدَّ(النّعمَان) الجَمِيعَ وَقَالَ:[مَا فَعَلْتُهُ إلَّا للهِ وَلِقَرَابَتِكُم مِن رَسُولِ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم)]}[أخبَار الدُّوَل(1\324)القَرمَانِيّ]
دـ فِي تَارِيخِ الطَّبَرِيّ(4) قَالَ: {ثُمَّ أدْخَلَهُم (يَزِيدُ) عَلَى عِيَالِهِ فَجَهَّزَهُم وَحَمَلَهُم إلَى المَدِينَةِ، فَلَمَّا دَخَلُوهَا خَرَجَت اِمْرَأةٌ مِن بَنِى عَبْدِ المُطَّلِب تَلْقَاهُم وَهِيَ تَبْكِي وَتَقُول: مَاذَا تَقُولُون إِن قَالَ النَّبِيُّ لَكُم…}
هـ ـ عَن أبِي مِخْنَف: {دَعَـا يَزِيدُ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْن(عَلَيْهِما السَّلام) ثُمَّ قَالَ: [لَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجَانَة]…وقالَ: [كَاتِبْنِي وَأنَّه كُلّ حَاجَةٍ تَكُونُ لَك]!! وَكَسَاهُم وَأَوْصَى بِهِم الرَّسُولَ!! فَخَرَجَ(الرَّسُولُ) بِهِم وَكَانَ يُسَايِرُهُم…وَيَسْألُهُم عَن حَوَائِجِهِم وَيَلْطُفُهُم!! حَتَّى دَخَلُوا المَدِينَة… فَقَالَت فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيّ(عَلَيْه السَّلام) لِأخْتِهَا زَيْنَب(عَلَيْهَا السَّلام) يَا أُخَيَّة لَقَد أحْسَنَ هَذَا الرَّجُلُ الشَّامِيّ إلَيْنَـا فِي صُحْبَتِنَا، فَهَل لَكِ أَن نَصِلَهُ!!…فَقَالَ(الشَّامِيّ) لَو كَانَ الّذِي صَنَعْتُ إنَّمَا هُوَ لِلدّنْيَا كَانَ فِي حُلِيِّكُنَّ مَا يُرضِينِي وَدُونَه، وَلَكِن وَاللهِ مَا فَعَلْتُهُ إلَّا لله وَلِقَرَابَتِكُم مِن رَسُولِ الله(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم}[الطَّبَرِيّ(4)]
وـ قَالَ ابْنُ الأَثِير: {لَمّا أرَادَ (يَزِيدُ) أن يُسَيِّرَهُم إلَى المَدِينَة، أَمَرَ يَزِيدُ النّعْمَانَ أن يُجَهِّزَهُم بِمَا يُصْلِحُهُم وَيَسَيِّرَ مَعَهُم رَجُلًا أمِينًا مِن أهْلِ الشَّام!! يَسِير بِهِم إلَى المَدِينَة}…{وَدَعَـا(يَزِيدُ) عَلِيًّا(عَلَيْهِ السَّلَام) لِيُوَدِّعَهُ وَقَالَ لَه: [لَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجَانَة، أمَا وَاللهِ لَو أنِّي صَاحِبُهُ مَا سَألَنِي خَصْلَةً أبَدًا إلّا أعْطَيْتُهُ إيَّاهَا!! وَلَدَفَعْتُ الحَتْفَ عَنْهُ بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُ وَلَو بِهَلَاكِ بَعْضِ وُلْدِي!! وَلَكِن قَضَى اللهُ مَا رَأيْتَ، يَا بُنَيَّ كَاتِبْنِي حَاجَةً تَكُونُ لَكَ!!]}…{وَأوْصَى(يَزِيدُ) بِهِم الرَّسُولَ!! فَخَرَجَ بِهِم، فَكَانَ يُسَايِرُهُم لَيْلًا فَيَكُونُونَ أمَامَهُ بِحَيْث لَا يَفُوتُونَ طَرْفَهُ!! فَإذَا نَزَلُوا تَنَحَّوا عَنْهُم هُوَ وَأصْحَابُهُ، فَكَانُوا حَوْلَهُم كَهَيْئَةِ الحَرَسِ!! وَكَانَ يَسْألُهُم عَن حَاجَتِهِم وَيَلْطُفُ بِهِم!!! حَتَّى دَخَلُوا المَدِينَة!!}…{فَقَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام) لِأُخْتِهَا زَيْنَبَ: لَقَدْ أَحْسَنَ هَذَا الرَّجُلُ إِلَيْنَا فَهَلْ لَكِ أَنْ نَصِلَهُ بِشَيْءٍ…}!!![الكَامِل فِي التَّارِيخ(4)]
زـ إضَافَةً لِـنَفْيِهِم زِيَارَةَ الأرْبَعِينَ وَالمَسِيرَ إلَى كَرْبَلَاء، فَإنَّ(الطَّبَرِيَّ وَابْنَ الأثِير وَالقَرمَانِيّ وَالآخَرِينَ مِن الشِّيعَةِ وَالسُّنَّة) قَـد نَفَوْا وُجُودَ بِنْتٍ لِلحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلَام)بِاسْمِ رُقَيَّة!!
ـ فَزِيَارَةُ الأرْبَعِينَ والمَسِيرُ يَلْتَحِقَـانِ بِقِصَّةِ رُقَيَّة وَالمُحْسِن وَكِلَابِ هَارُون وَتَوقِيعَاتِ(السُّفَرَاء) وَغَيْرِهَا، مِن القِصَصِ المُخْتَلَقَةِ مِن خَيَالِاتِ وتَدْلِيسِ الفَاحِشَةِ الشِّيرَازِيّ وَأقْرَانِهِ وَأسْلَافِهِ الأَخْبَارِيَّة وَالشَّيَاطِين المَرَدَة!!
ـ فَلِمَاذَا الكَذِبُ وَالخُرَافَةُ؟!!
ـ هَل تَوَقَّفَ مَذْهَبُكم عَلَى التَّجْهِيلِ وَأكَاذِيبِ المُدَلِّسَة وَخُرَافَات القَصَّاصِين؟!!
ـ هَل فَقَدْتُم الدَّلِيلَ وَالعَقْلَ وَالضَّمِير؟!!
. جَاءَ فِي القُرْآن المَجِيد:{قَالَ…أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}[الأعراف71]
6ـ [القُمِّيّ مَعَ…أهْلِ الحَدِيثِ وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخ…عَلَى نَفْـيِ المَسِير وَالأرْبَعِين]:
تَأْيِيدًا وَتَأْكِيدًا لِرَأْيِهِ فِي إِنْكَارِ المَسِيرِ وَالأَرْبَعِين:{يُسْتَبْعَدُ كَثِيرًا أَن يَعُودَ أَهْلُ البَيْتِ إلَى كَرْبَلَاء…} فَإنَّ القُـمِّـيَّ:
أـ قَـد أَشَارَ(القُمِّيُّ) إِلَى:
ـ اِتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخِ عَلَى اِسْتِبْعَادِ وَنَفْيِ زِيَارَةِ الأَرْبَعِين وَمَسِيرِ العِيَالِ وَزَيْنَب وَالسَّجَّاد(عَلَيْهِم السَّلام) إِلَى كَرْبَلَاء!!
ـ وَتَأْكِيدِهِم عَلَى رُجُوعِ أَهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلام) مِن الشَّام إِلَى المَدِينَة!!
بـ ـ قَـد ذَكَـرَ(القُمِّيُّ) المُفِيدَ وَالطُّوسِيَّ وَالكَفْعَمِيَّ وَابْنَ طَاوُوس وَابْنَ الأَثِير وَالطَّبَرِيَّ وَالقَرمَانِيَّ وَآخَرِينَ، وَاِتِّفَاقَهُم عَلَى اِنْكَارِ وَنَفْيِ المَسِيرِ وَزِيَارَةِ الأرْبَعِين!!
جـ ـ كَذَلِكَ أشَارَ لِلْجِهَاتِ الـلَّائِقَـة وَالثِّقَاتِ وَالمُعْتَمَدِينَ وَالأَجِـلّاء، مَعَ أهْلِ الحَدِيثِ وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخِ، وَالاتِّفَاقِ عَلَى رَفْضِ وَنَفْـيِ الأرْبَعِين وَالمَسِير!!
د ـ قَالَ(القُمِّيُّ): {غَيْرُ خَافٍ أَنَّ ثِقَاتِ المُحَدِّثِينَ وَالمُؤَرِّخِينَ مُتَّفِقُونَ….وَبِمُلَاحَظَةِ كُلِّ هَذِهِ الأمُور، يُسْتَبْعَدُ كَثِيرًا [أَن يَعُودَ أَهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) إِلَى كَرْبَلَاء فَيَصِلُوا إلَيْهَا فِي اليَوْمِ العِشْرِينَ مِن صَفَر، الَّذِي يُوَافِقُ اليَوْمَ الأَرْبَعِين]…وَقَـد اِعْتَبَرَ السَّيِّدُ(ابْنُ طَاوُوس) هَذَا الأمْرَ مُسْتَبْعَدًا، وَعَلَاوَةً عَلَى أَنَّ أَحَدًا مِن أَجِلَّاء فَـنِّ الحَدِيثِ وَالمُعْتَمَدِين مِن أَهْلِ السِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ فِي المَقَاتِلِ وَغَيْرِهَا، لَـم يُشِـرْ إلَى هَذَا الأَمْرِ، مَعَ أنَّ جِهَاتٍ لَائِـقَـةً أُخْرَى أَتَت عَلَى ذِكْـرِهِ، يُلَاحَظُ مِن سِيَاقِ كَلَامِهِم إنْكَارُهُم لَـهُ….وَلَيْسَ فِي كَلَامِ أَيٍّ مِنْهُم ذِكْـرٌ لِلْسَّفَرِ إِلَى العِرَاق}[مُنْتَهَى الآمَال(621)لعَبّاس القُمِّي]
7ـ [ابْنُ طَاوُوس وَالقُمِّيُّ…مَعَ نَفْـيِ اللِّقَـاءِ بِجَـابِـرٍ وَالأَرْبَعِين]:
أيَّـد القُمِّيُّ مَا بَيَّنَـهُ ابْنُ طُاووس فِي نَفْـيِ الأَرْبَعِين وَتَكْذِيبِ لِقَـاءِ أهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) بِجَابِرٍ(رض) فِي كَرْبَلَاء!!
أـ قَالَ القُمِّيُّ: {غَيْر خَافٍ أنَّ ثِقَاتِ المُحَدِّثِينَ وَالمُؤَرِّخِينَ مُتَّفِقُونَ، بَل رَوَى عَلِيُّ بْنُ طَاوُوس نَفْسُهُ، أنَّه بَعْـدَ اِسْتِشْهَادِ الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام)….وَبِمُلَاحَظَةِ كُلِّ هَذِهِ الأمُورِ، يُسْتَبْعَدُ كَثِيرًا [أن يَعُودَ أهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى كَرْبَلَاء فَيَصِلُوا إلَيْهَا فِي اليَوْمِ العِشْرِينَ مِن صَفَر الّذِي يُوَافِقُ اليَوْمَ الأرْبَعِينَ، كَمَا يَتَّفِقُ مَعَ يَوْمِ وُصُولِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إلَى هُنَاك]، وَقَد اِعْتَبَرَ السَّيِّدُ(ابْنُ طَاوُوس) نَفْسُهُ هَذَا الأمْرَ مُسْتَبْعَدًا}}[مُنْتَهى الآمَال(621)]
بـ ـ ثُمَّ قَالَ:{وَعِلَاوَةً عَلَى مَا تَقَدَّمَ فَإنَّ تَفَاصِيلَ وُرُودِ جَابِرٍ إلَى كَرْبَلَاء فِي كِتَابِ [مِصْبَاح الزَّائِر] لِلْسَّيِّدِ ابْنِ طَاوُوس، وَ [بِشَارَة المُصْطَفَى]، وَكِلَا الكِتَابَيْنِ هُمَا مِن الكُتُبِ المُعْتَبَرَة، هَذِهِ التَّفَاصِيلُ مَوْجُودَةٌ، وَلَم يَرِدْ أبَدًا أيُّ ذِكْرٍ لِوُرُودِ أهْلِ البَيْتِ فِي ذَلِكَ الحِين، مَعَ أنّ المَقَامَ يَقْتَضِي ذِكْرَه}[مُنْتَهى الآمَال(622)لِعَبَّاس القُمّيّ]
جـ ـ قَالَ ابْنُ طَاوُوس:{فَصْل زِيَارَة الأرْبَعِين:…قَالَ عَطَاء: كُنْتُ مَعَ جَابِر(رض) يَوْمَ العِشْرِينَ مِن صَفَر، فَلَمَّا وَصَلْنَا الغَاضِرِيَّةَ اِغْتَسَل…حَتَّى وَقَـفَ عِنْدَ رَأسِ الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام)…ثُمَّ جَاءَ إلَى قَبْرِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَين(عَلَيْهِمَا السَّلام)…وَالْتَفَتَ إلَى قُبُورِ الشُّهَدَاء…ثُمَّ جَاءَ إلَى قَبْرِ العَبَّاس(عَلَيْه السّلام)…ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَــا اللهَ وَمَـضَـى}[مِصْبَاح الزَّائِر(286ـ 288)لِابْنِ طَاوُوس]
د ـ بِحَسَبِ زَعْمِهِم وَرِوَايَتِهِم: قَد وَصَلَ جَابِر(رض) إلَى كَرْبَلَاء إلَى قَبْرِ الحُسَيْن وَابْنِهِ وَأخِيهِ العَبَّاس وَالشّهَدَاء(عَلَيْهِم السَّلام) ثُـمَّ [دَعَـا وَمَـضَى]!! فَأيْنَ العِيَالُ وَزَيْنَبُ وَالسَّجَادُ(عَلَيْهِم السَّلَام) مِن المَسِيرِ وَالأرْبَعِين وَكَرْبَلَاء؟؟! وَأيْنَ الْلِّقَاءُ بِجَابِرٍ(رض)؟!!!
هـ ـ إنَّهَا أكْذُوبَةٌ مُزِجَت بِأكْذُوبَةٍ!! وَالنَّتِيجَةُ تَتْبَعُ أضْعَفَ وَأَخَسَّ المُقَدِّمَات، كَمَا يَتْبَعُ الناسُ الأخَسَّ فِكْرًا وَعَقِيدَةً وَأَخْلَاقًا!!
قَالَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ:
ـ {أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[المائدة(103)، العنكبوت(63)، الحجرات(4)]
ـ {لَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الأعراف(187)، يوسف(21، 40، 68)، النحل(38)، الروم(6)، سبأ(28، 36)، غافر(57)، الجاثية(26)]
ـ {لَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}[هود(17)، الرعد(1)، غافر(59)]
ـ {فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الإسراء(89)، الفرقان(50)]