ان العراقَ بلدٌ امتاز بالأصالة والثقل الاجتماعي والارث الحضاري وكثرة الخيرات، وهو محط الاهتمام منذ القدم، لذا فقد شهد تكالب الطامعين بخيراته من الداخل والخارج، ولطالما كان شعب العراق متوحداً مما شكل عائقاً على الطامعين في نيل اطماعهم، فلجأوا الى تشتيت وتفريق العراق ارضاً وشعباً منذ الاحتلالات المتعاقبة لكي يسهل إيجاد او خلق النزاعات بين أبنائه، وهذا بدوره يسهل عملية خداعه او القضاء عليه كما يحصل الان من قتل وخداع باسم الطائفية، وانطلاقاً من قوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا…”، وحرصاً على العراق وشعبه، فقد اقام مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني “دام ظله” في الديوانية ندوة فكرية بعنوان “أمن العراق في وحدة ارضه وشعبه”، وسط المدينة، لتوعية أبنائها وتحذيرهم من الفدرالية والتقسيم على خلفية الدعوات التي تنادي بها مؤخراً لتحويل المدن الى محافظات، وحضر الندوة عدد كبير من أبناء الديوانية.
والقى الاستاذان، المحلل السياسي علي الكرعاوي والقانوني عبد الزهرة الزاملي محاضرة قيمة بينوا فيها ابعاد الفدرالية وظروفها المحيطة التي تنعكس سلباً على العراق وشعبه، والأسباب وراء دعوات الفدرالية.
وفي حديث خاص لـ “المركز الإعلامي” قال وكيل السيد الصرخي في الديوانية صادق الخاقاني: “ان الهدف من هذه الندوة الفكرية هو توعية الشعب العراقي وزرع روح الوحدة في صفوف ابناءه، وتحذيره من مغبة الفدرالية ونتائجها التي تنعكس سلبياً على العراق وشعبه”.
وتابع: “ونحن كوننا جزء من هذا الشعب وحرصاً منا عليه وحباً به، نلزم أنفسنا في خدمة بلدنا وشعبنا العزيزين فكرياً وثقافياً”.
وعدَّ الزاملي خلال محاضرته العراق وخيرته وتاريخه ومستقبله السبب الرئيسي وراء تقسيم العراق، مشيراً الى العديد من الشواهد التاريخية التي حصلت خلال الاحتلالات المتعاقبة على العراق.
وأوضح بان جميع هذه الدعوات التي تنادي بالتقسيم همها هو المنفعة الشخصية فقط وليس منفعة الشعب، متسائلاً: لماذا نقص الخدمات والميزانيات ترجع الى خزينة الدولة؟ كما وان توزيع حصة المحافظات من الثروات لن يتغير الا بمخالفة الدستور العراقي.
فيما ثمن الكرعاوي حرص وحب مرجعية السيد الصرخي الحسني “دام ظله” خلال شرحه لبيان 64-فدرالية البصرة، الذي حذر فيه سماحته من الفدرالية بكل اشكالها، والتي عدَّها الكرعاوي بالضربة الاستباقية منذ عدة سنوات لكل هذه الدعوات، من خلال تبيان النتائج والاضرار والنزاعات الناتجة منها والتي لاتزيد الوضع الا سوءً. / انتهى