كربلاء المقدسة – المركز الاعلامي
ألقى الاستاذ التربوي صباح العابدي محاضرة علمية ، اليوم الخميس ، في الباحة الخارجية لبراني المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني (دام ظله المبارك) وذلك ضمن سلسلة المحاضرات العلمية في الاعجاز القرآني التي يقيمها ويرعاها براني المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة .
المحاضرة حملت عنوان ” ظاهرة البرق ومعجزة النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) أبتدأ العابدي محاضرته باستعراض السيرة التاريخية لهذه الظاهرة قائلاً “ظاهرة البرق أكتنفتها منذ القدم الكثير من الاساطير والخرافات ولكن تطور العلم وتقدم التكنولوجيا قام العلماء بالكثير من التجارب والبحوث حول هذه الظاهرة ، واستطاع العلماء بأجهزة التصوير المتطورة التي تلتقط أكثر من الف صورة في كل ثانية لتصل الى ان البرق يتألف من عدة اطوار أهمها طور المرور وهو الشعاع الذي يمر ويخطو من الغيمة باتجاه الارض ، وطور الرجوع وهو الشرارة التي ترجع باتجاه الغيمة اي ان شعاع البرق يمر ثم يرجع خلال زمن غير مدرك بالعين المجردة وهذا الزمن يقدر بعشرات الاجزاء من الثانية ” .
واستدرك الاستاذ الباحث بقوله ” بقيت المراحل الدقيقة جداً للبرق لغزاً محيراً للعلماء لان الحرارة الهائلة داخل البرق تقدر بـ (30) الف درجة مئوية اي خمسة اضعاف حرارة سطح الشمس ، وتستغرق بحدود 40 مايكرو /ثانية ، وينتج تياراً راجعاً يقدّر بـ (10 – 20 ) الف أمبير ”
مشيراً الى السبق العلمي للنبي الاقدس (صلى الله عليه واله وسلم ) في الرواية التي سُئل فيها فأجاب ” ألم تروا الى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين ” مبيناً ” ان الحديث النبوي الشريف يوضح حقائق لم يكتشفها العلم الا بعد اربعة عشر قرناً ، حيث يبين فيه ((صلى الله عليه واله وسلم )ان للبرق طورين ، طور المرور وطور الرجوع وان البرق له سرعة محددة وله زمن ، فسرعته اكتشفها العلم الحديث وتقدر بـ (160) الف كيلو متر في الثانية بينما كانوا يعتقدون بان البرق كلمح البصر ”
وأضاف العابدي مفصلاً قول النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) “كطرفة عين ” ” تبين ان زمن طرفة العين والمدة التي تبقى فيها العين مغلقة خلال هذه الطرفة والذي يساوي عشرات الاجزاء من الالف من الثانية وهو ذاته الزمن اللازم لضربة البرق ”
معتبراً الحديث من الدلالات الواضحة على دقة الكلام النبوي الشريف ومطابقته للحقائق العلمية بشكل كامل ، ” فلو كان قد تعلم هذه العلوم من علماء عصره اذن لجاءنا بالاساطير والخرافات السائدة انذاك ولكن كل كلمة نطق بها سيد البشر وخير الخلق هي وحيٌ الهي من عند خالق السماوات والارض سبحانه وتعالى ” مضيفاً “ان الرسول على حق وان الاسلام دين العلم والحديث الشريف من دلائل نبوة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم ) وانه حقا كما وصفه الله تبارك وتعالى بقوله ((وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)) “.
يذكر ان البراني الشريف للمرجعية الدينية مستمر باقامة المحاضرات العلمية عصر كل خميس جمعة ، والتي تحضرها حشود كبيرة من كافة شرائح المجتمع العراقي منهم العلماء والمفكرين واساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين وغيرهم /انتهى .