المحاضرة الثامنة ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘، لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (الخميس 11 جمادى الأولى 1435هـ، 13 آذار 2014).
– نعرف من المجيب ومن المتحدث في مكتب السيد السيستاني
– النقاش مع السيد السيستاني يشمل النقاش مع السيد الخوئي والعكس صحيح
– ممّن استلم ابن طاووس المناصب؟ السيد الأستاذ الصرخي يخرق رجال التاريخ ويفجر حقيقة مخفية
– رواية فاحشة يذكرها ابن نما الحلي
– بطل الفيدراليات الفاتح بين الرد العلمي وتحقيق المكاسب الشخصية
– مواقف أتباع السيد الأستاذ الصرخي الحسني في مواجهة المحتل وحقيقة صور المرجعيات أثناء التحقيقات
– توجد إساءة وانتهاك أكبر من القانون الجعفري بحقّ المرجعية
سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني في مناظرة ونقاش مع السيدين السيستاني والخوئي
المركز الاعلامي/ كربلاء المقدسة
بارك سماحة المرجع الديني السيد الأستاذ الصرخي الحسني خطوة انضمام السيد السيستاني والأستاذ الخوئي إلى المناظرة والنقاش حول شخصية المختار الثقفي وتحديد وتشخيص موقفهم من المختار الثقفي، جاءت هذه المباركة على ضوء الاستفتاء الذي وجه للسيد السيستاني حول المختار، حيث قال السيد الأستاذ الصرخي “نبارك خطوة انضمام السيد السيستاني والأستاذ الخوئي للمناظرة والنقاش وطرح الأدلة والأفكار لتحديد وتشخيص الموقف من المختار وأخذ الثار” مؤكدا إن “السيستاني يتبنى رأي الخوئي والأخير تبنى رأي ونفس وعبارات ابن نما الحلي”.
نعرف من المجيب ومن المتحدث في مكتب السيد السيستاني
وكان جواب (مكتب السيستاني) انه يتبنى ما تبناه السيد الخوئي، وقال السيد الأستاذ الصرخي منبها الى انه يعرف من يجب على الاستفتاءات بقوله: ’..نحن نعرف من المجيب ومن يحكي ومن المتحدث بهذه القضية فلا يشكل علينا من هذا الجانب‘. وأشكل سماحته على هذه الصيغة في إجابة الإستفتاءات و توقيعها وختمها بإسم (مكتب السيستاني) وليس بإسم (السيستاني) واعتبرها غير معقولة ’كما تعلمون ليس من الصحيح أن يقول شخص عن نفسه مكتب السيد حفظه الله أو قال سماحته بكذا غير معقول هذا، لكن مجرد العادة والطبيعة والحالة على هذا الامر‘! وأضاف سماحته “كل الفضائيات وكل الإعلام وكل الناس وكل البشر يقولون السيد قال والسيد كتب هذه المفروض القضية المسلّمة عندنا فنحن مع مجاراة هذه الناس نقول قال السيد”!
ونصح سماحته القائمين على مكتب السيد السيستاني أن يؤكدوا أن الأجوبة ليست من السيد بقوله: “فأهم قاعدة أن يقول ليس من السيد الجواب”.
يذكر أن جميع استفتاءات السيد السيستاني تأتي مختومة بختم المكتب في النجف الأشرف وليس بختمه الشخصي.
جاءت المباركة من لدن السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) في محاضرته الثامنة ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي يوم الخميس الحادي عشر من جمادى الأولى 1435 هـ/ الثالث عشر من آذار 2014م، مكملا سماحته مناقشة رواية أبي حمزة الثمالي التي ذكرها ابن نما الحلي، واعتبرها السيد الأستاذ الصرخي رواية ساقطة وفاحشة بحقّ الإمام المعصوم (عليه السلام). وقد ذكر سماحته إنّ رواية الثمالي لم يذكرها صاحب البحار ولا الكليني ولا الصدوق ولا الشيخ الطوسي لا في (التهذيب) ولا في (الاستبصار) ولا حتى في كتب الرجال، وتساءل سماحته “من أين أتى بها ابن نما؟”
النقاش مع السيد السيستاني يشمل النقاش مع السيد الخوئي والعكس صحيح
وناقش سماحته السيدين الخوئي والسيستاني في استدلالهما بأحقية المختار الثقفي، وقال: ’إن السيد السيستاني ارتقى خطوة أطول لإثبات مبناه في المختار‘ مضيفا ’انه لم يقبل أي مثلبة على المختار‘! وطرح سماحته تساؤلا على مبنى السيد السيستاني ’كيف ترفض روايات الجمع وتقبل صلاح المختار؟‘ مؤكد انه يدافع وبتعصب عن المختار: ’يتعصب ويدافع عن المختار أكثر من ابن نما الحلي‘! وأشار السيد الأستاذ الصرخي إلى إنّ ما يُسجل على ابن نما الحلي فهو يُسجل على السيستاني والخوئي.
وعدً سماحته النقاش مع السيد السيستاني (دام ظله) هو النقاش عينه مع السيد الخوئي (قدس سره) كون الأوّل يتبنى كلّ أو جلّ ما يطرحه السيد الخوئي، ومنه ما يخص قضية المختار الثقفي من خلال الإجابة على الاستفتاء الموجه إليه بشأن المختار وحركته وتأريخه، فكان الجواب بصحة معتقَد المختار وحركته وأنّه لا إشكال في صلاحه كونه قتل قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وقد أثلج صدر النبي وآله. وهذا الجواب منه لم يقم عليه أي دليل. وكلاهما، أي السيد الخوئي والسيستاني، يرجعان بالأصل الى ما طرحه ابن نما الحلي في كتابه وبحثه الذي يدافع فيه عن المختار وحركته وسلوكه ومعتقده، لذا فمن الطبيعي جدا عند إبطال ما يطرحه ابن نما الحلي أنْ يُعَدّ ذلك إبطالا وتفنيدا لما يتبنّاه السيدان الخوئي والسيستاني. وهذه الخصوصية تفرضها طبيعة المباني الفكرية وما يحيط بها من أدلة، ففي حالة اتفاق جُملة من المستدلّين على رأي ومبنى معيَّن ورجوعهم الى أصل ومرجع عام في ذلك المبنى الفكري فإنَّ إبطاله كافٍ لإبطال آراء الآخرين فبإبطال الأصل يبطل الفرع.
ممّن استلم ابن طاووس المناصب؟ السيد الأستاذ الصرخي يخرق رجال التاريخ ويفجر حقيقة مخفية
وأكمل السيد الأستاذ الصرخي مناقشته للعلامة الحلي في رواية الثمالي، وأعطى حكمًا أوّليًّا أن الحلي جاء بهذه الرواية من كتاب فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاووس. ثم شرع بالتحقيق في السيرة الذاتية لابن طاووس متحدثا عن ولادته وأساتذته وطلابه وانتقال الحوزة من بغداد إلى الحلة ثم النجف معللا سبب الانتقال بالأحداث الطائفية آنذاك.
واستبعد السيد الأستاذ الصرخي إن ابن نما الحلي كان طالبا عند ابن طاووس بقوله: ’من المستبعد أنّ العلامة الحلي كان طالبا عند ابن طاووس‘ لعدم وجود مصدر يدلّ على ذلك.
وفي التفاته تاريخية كانت غائبة عن أهل التاريخ اثبت سماحته أنّ مَن عيّن ابن طاووس في مناصبه في الدولة هم المغول وليس الخليفة العباسي! فقال: ’بكل بساطة ووضوح لم نجد ولن نجد من الرجاليين وأهل النِحل أنّ السيد ابن طاووس استلم المنصب من الخليفة العباسي‘! مؤكدا ذلك بسنة ولادة ابن طاووس، فهو عند سن ثمان سنين يولَّى القضاء ومبرات الأيتام والنقابة!
وتطرق السيد الأستاذ الى السيرة الذاتية للسيد عبد الكريم بن طاووس أحد رجال التاريخ البارزين صاحب كتاب (فرحة الغري) وذكر سماحته أن سنة ولادته هي 648 هجري ووفاته سنة 693 هجري، في القرن السابع الهجري، وولد في كربلاء المقدسة وتوفي في الكاظمية ودفن بالنجف الاشرف. وأشار الى ما ذكرته المصادر التاريخية: ’لعلوّ منزلته وَلّاه الخليفة منصب النقابة الشريفة وكانت مهمته رعاية شؤون السادة العلويين وتولى القضاء وتسوية الخلافات والإشراف على المؤسسات الخيرية وعلى مبرات الفقراء والايتام‘ وأضاف سماحته: ’وكان منصب النقابة من أهم المناصب بعد الخلافة في عهد العباسيين‘.
وعقّب السيد الأستاذ قائلاً: ’بكل بساطة، إننا لم نجد ولا نجد من المؤرخين ولا الرجاليين ولا النسابين ولا أهل الملل والنحل ولا غيرهم ممن يقول إن السيد ابن طاووس استلم تلك المناصب من الخليفة العباسي وهو طفل‘!!
وتابع سماحته ’قلنا ولد في كربلاء، درس في الحلة وأكمل الدراسة في بغداد، هذه ثلاث مراحل انتقل فيها أو تواجد فيها، كم تحتاج المرحلة العمرية حتى يكون مؤهلا لاستلام هذه المناصب؟ كم نتوقع يكون عمر ابن طاووس حتى يستلم هذه المناصب…، أقلها منصب القضاء؟‘ وأضاف: ’لا يوجد من يقول إن السيد ابن طاووس استلم من الخليفة العباسي وهو طفل صبي دون التاسعة من عمره بل حتى بعد التاسعة لا نتصور‘!
وفي التفاتة رائعة غابت عن المؤرخين والرجاليين والنسابين وأهل الملل والنحل وغيرهم وعلى مدار قرون قال المحقق الكبير: ’لأن مقتل آخر خليفة عباسي في تلك المرحلة كان في سنة 656 هجرية على يد هولاكو، على يد المغول، وهذا يعني ان عمر ابن طاووس (656 – 648 = 8)‘.
أي ما معناه:
1- آخر خليفة عباسي قتل = 656
2- ولد ابن طاووس = 648
اي عمر ابن طاووس آنذاك 8 سنين !!
واستغرب سماحته من غفلة المؤرخين وكتاب السير التاريخية بقوله ’كيف غفل كل المؤرخين، كل من كتب، كل من دافع، كل من حكى عن هذه الحقيقة البديهية التي من المفروض أنْ لا تمر ولا تنطلي على أبسط انسان‘؟ وعلّل عدم ذكر ذلك بقوله: ’يستحي من كتب، يخجل من كتب لأن ابن طاووس قد استلم هذه المناصب من المغول، من حكام المغول، من المستعمرين‘!!!
رواية فاحشة يذكرها ابن نما الحلي
واستمر سماحته في طرح رواية أخرى واصفا إياها بأنّها أكثر فُحشا ذكرها الشيخ المجلسي في بحار الأنوار عن فرات الكوفي مؤكدا أنها مرسلة وضعيفة جدا وفيها مجاهيل وهي تستبطن القدح بالإمام السجاد (عليه السلام).
وعلى الصعيد ذاته طرح رواية للنقاش تحت عنوان (أصل مقبول وزيادة وتدليس مرفوض) التي ذكرها الصدوق في الأمالي واعتبر هذه الرواية هي الاصل، وأنّ المرتزقة هم من دسّ وحرّف فيها لصالح المختار الذي بالأصل لم يذكر مطلقا ولم يذكر فيها المشاهد الفاضحة ولا عطاء المختار الستمائة الف!
وفي ختام المحاضرة الثامنة تطرق سماحته إلى شخصية ابن الخطاب الذي كان أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) والذي عُرف عنه انه انحرف عن منهج أهل البيت (عليهم السلام).
بطل الفيدراليات الفاتح بين الرد العلمي وتحقيق المكاسب الشخصية
وانتقد سماحته الفاتح والمجدّد الذي أصبح فيما بعد بطلا للفيدراليات، وتكلم عن حالة قلب الحقائق والانتهازية المترسخة في بعض المتصدين لعنوان المرجعية، حيث قال: ’ذلك الفاتح وذلك المجدّد عندما صدر كتاب للردّ عليه، أصدر كتابا قال: من عنده فليأتِ للردّ. فأتاه الردّ وكان فيه تعليقات كثيرة وأبطل ما عنده من مباني على نحو الكلية الى حدّ ما. وبعد هذا، ما هو الجواب؟ الجواب: أنا عرفت الأخطاء، سأصحّح الأخطاء على الطبعة اللاحقة، سوف أصحّح الأخطاء!!‘
مضيفا “وهذا إقرار أنّ المقابل هو من يصحِّح له إذن المقابل هو الأعلم. وهو من يقول بتقليد الأعلم فالمفروض أن تقلّد من يصحِّح فلماذا تذهب الى من يخطئ؟ لكن مع هذا هي حيلة تنطلي على الاخرين‘، وسخِر سماحته من رد المتصدي معقبا بقوله: ’فقلت له أنا سوف أراقب كلما يخطأ أصحِّح، كلما يخطأ أصحِّح‘!
وتفاجأ السيد الأستاذ الصرخي من سرقة (دعوة الكفاية) التي وجهها له السيد محمد الصدر (قدس سره) من قبل ذلك المتصدي حيث قال: ’كما تفاجأنا لسنين طوال، قضية دعوة السيد محمد الصدر (رحمة الله عليه) لنا لدرس الكفاية، وجدناها.. ذلك الشخص يأخذ هذه الدعوى ويضعها في أولياته وفي – الى حد ما – ما يكتب عن حياته وسيرته العلمية وما ينشر له في المواقع وفي موقعه فليس بغرابة أن نجد هذه الأساليب الماكرة في الكذب والخداع‘.
وفي سياق متصل أشار سماحته الى دعوات الفيدراليات وقلب الحقيقة بقوله ’من الذي ساهم ومن الذي شارك ومن الذي اهتم في قضية بيان الفيدرالية وإبطال الفيدرالية؟ وبعد عام لما أبطلت الفيدرالية وذبحت الفيدرالية أيضا يظهر نفس الشخص (بطل الفيدراليات) يقول أنا أول من حارب الفيدراليات ووقفت بكل قوة لمحاربة الفيدراليات وأنا الذي أنهيت أطروحة الفيدراليات في الساحة!!‘
ونبّه السيد المرجع الى مشروع الاستخفاف الفرعوني بقوله: “فكلهم.. الجميع يراهن على الجهل عند المقابل، الغباء عند المقابل، على النسيان عند المقابل وعلى الحاجة عند المقابل ويراهنون على الزمن‘.
مواقف أتباع السيد الأستاذ الصرخي الحسني في مواجهة المحتل وحقيقة صور المرجعيات أثناء التحقيقات
وذكًر سماحته بجملة من المواقف التي سجلها أنصاره وأتباعه في مواجهة الاحتلال الامريكي وكيفية صمودهم وكونهم أول من خرج وتظاهر وواجه المحتل. كما انتقد سماحته من يدّعي الآن أنّه حارب المحتل ووقف ضده، مع أنه كان العون والمساعد للمحتل في دمار وهلاك العراق. كما تطرق إلى بعض المواقف التي تعرض لها من أعتقل بتلك الفترة وما وجدوه في أماكن التحقيق من مجموعة صور لمراجع الدين ومنها صورة لسماحته وتم توزيع تلك الصور على جانبين في أماكن التحقيق. وكان أحد الجانبين يحظى بدعم الاحتلال ومباركته، والآخر هو من يرفض المحتل. وكان السؤال يوجَّه وبحضور مترجم في المعتقل الى اي جهة تنتمي أو ترتبط؟ ويشيرون الى جانبي الصور، وكل جانب له حساب معيَّن بسبب موقف تلك العناوين مع أو ضد المحتل.
وعلّق سماحته على ادّعاءات المواقف الوطنية ضدّ المحتل قائلاً: ’الآن تسمعون وتقرأون، حاربوا الاحتلال ووقفوا ضد الاحتلال وقاوموا الاحتلال وهم الذين كان الدور لهم في إخراج الاحتلال. وهذه المساكين… قسم من المساكين ممن يجلسون هنا تظاهر ضد الاحتلال وأوّل من واجه الاحتلال وأوّل من تألّم وسُجن من قبل المحتلين… من ضمن الأشياء التي تذكر الآن ايضا… نذكرها… يوجد كثير منكم الان اعتقل في زمن الاحتلال،… كم منكم الان، ليحكي بعد هذا، من منكم اعتُقل وكان عندما يجلس في التحقيق أمام الامريكان يوجد المترجم معه، يوجد صور من هذا الجانب فيها صاحبكم، صورة، والسيد الحائري، السيد الهاشمي، السيد الخامنئي، من هذا الجانب وفي الجانب الاخر يوجد صور للسيد الاستاذ السيستاني، السيد الخوئي، الشيخ بشير الباكستاني، الشيخ اسحق الفياض الافغاني من هذا الجانب، يقولون من تقلد من هؤلاء؟ لا يعرف الاسم فيؤشر اما يقول من هؤلاء واما يقول من هؤلاء فاذا من هؤلاء يكون له حساب واذا من هؤلاء يكون له الحساب الآخر. هذه حقيقة. هذا التاريخ. علينا ان نثبّت هذه الوقائع، نثبّت هذه الأمور‘.
توجد إساءة وانتهاك أكبر من القانون الجعفري بحقّ المرجعية
وأعلن سماحته موقفه الداعم لكل ما يحفظ هيبة وسمعة المذهب والدين – بعنوان الدفاع عن هيبة المرجعية التي انتُهكت – مؤكدا استعداده للخروج بتظاهرة لرفض الإساءات التي تتعرّض لها المرجعية خصوصا تلك التي يوجهها قادة الاحتلال الامريكي وما يدوّنوه في مذكراتهم التي صارت تدرس في الجامعات والمؤتمرات، حيث أشاروا في أكثر من مناسبة إلى دعم المرجعية لقواتهم في العراق وإسهامها بشكل كبير في تقليل الخسائر الأمريكية، شاكرين تلك الرموز الدينية التي تعاملت معهم والتي تقبلت منهم الرشا والأموال تحت عنوان هدايا!!! كما استغرب سماحته (دام ظله) من تفاعل وانفعال مرجعية الشيخ بشير الباكستاني فيما يخص تمرير القانون الجعفري والذي عدّه انتهاكًا للمرجعية. وعلّق سماحته أنّه بالرغم من الرفض لهذا القانون لكن توجد قضايا أكثر خطورة منه وتمثل وصمة عار على المذهب وتأريخ المرجعية فيما لو لم تُتخذ بحقها مواقف صارمة وجريئة، فلماذا لا يتفاعل الشيخ الباكستاني معها بنفس الدرجة؟ وتلك القضايا الأهمّ هي تلك التهم التي ألصقت بالمرجعية وشراء دعمها للمحتل بالاموال والإعلام معتبرا أنّ التصريح بتلك الحقائق أمر ضروري لتبيين المبرّرات التي أدّت الى ذلك النوع من التعامل. وعلّق سماحته أنّ هذا الأمر هو نفس الحقيقة التي يخفيها علماء المذهب حول ابن طاووس والذي عُيّن من قبل المغول المستعمرين بقيادة هولاكو، فكان الافضل الاعتراف بتلك الحقيقة وتبيان المبرّرات التي أدّت الى ذلك التعاون والتعاطي مع المحتل، بدلاً من إخفاء الحقائق.
وهذا نص ما قاله سماحته:
“الشيء بالشيء يُذكَر.. أنا تفاجأت! قبل بضعة أيام وجدت أحد المراجع، الشيخ بشير الباكستاني (الله يحفظه والله يطيل في عمره)، حقيقة أعجبنا وأثار فينا الفضول عندما اهتم جدا وتعصب جدا في قضية الاعتداء على المرجعية. يمكن أن تكونوا قد سمعتم بهذه وتابعتم هذه. اهتم جدا بشكل غير طبيعي. تفاجأنا بهذه القضية، سألنا ماذا حصل؟ تبين أنّ القانون الجعفري مُرّر – أيضا صاحب الفتوحات الآن يريد أن يُرغم ويُمرّر القانون الجعفري على رقابنا، يريد الشهرة والسمعة – فالمهم، اهتم لهذه القضية. طبعا هذه القضية هي قضية تنافسية لها علاقة بهذا الطرف وذاك الطرف، لها علاقة بصاحب الفدراليات ولها علاقة بالآخرين، والعداء الذي بينهم، العداء غير علمي والعداء الهمجي! نحن أيضا تفاجأنا كيف أنّ هذا يعتبر مسًّا وقدحًا وهتكًا للمرجعية ولرمز المرجعية ولقادة المرجعية! جزاك الله خير شيخنا! نحيي الشيخ بشير الباكستاني أستاذنا من هذا المكان بالصلاة على محمد وال محمد. ونحن من يقبل بكلامنا باسمه نتحدث عن انفسنا وانا مستعد بنفسي أنْ أخرج بتظاهرة لنصرة رمز الشيعة وقائد الشيعة ومرجع الشيعة بهذه القضية. ولكن.. توجد قضية أخطر منها وألعن منها وأدهى منها لنخرج جميعا على هذا الشخص الذي انتهك حرمة المرجعية والمذهب ورموز المذهب ولنخرج على المسؤولين الامريكان الذين يذكرون المرجعية وكيف تعاملت وكيف تعاونت معهم وكيف أمضت الاحتلال، وظّفت الاحتلال ونظّرت للاحتلال! أليس تلك أخطر؟ ألم تُنشر في الوثائق؟ ألم تدخل في الدراسات الجامعية؟ ألم تُعقَد عنها المؤتمرات؟! هذا سيُسجَّل! هذا كل العار سيُسجَّل علينا إذا لم يخرج الناس ولم يدافعوا عن الرموز الدينية وعن المرجعية العليا.
هنا – في قضية ابن طاووس – يخجل أنْ يقول استلم المنصب من هولاكو، من المغول. يخجل! كم ذُبح من الشيعة لهذا الموقف؟ هذه السنين الكئيبة التي مر بها العالم الاسلامي من المغول كم قُتل من الشيعة بسبب هؤلاء؟ هذه المواقف بسبب التدليس، بسبب عدم مواجهة الوقائع‘.