أثبت المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) من خلال الاستدلال التاريخي بالإعتماد على الادلّة الروائية أن المارقة التكفيريين رجعوا الى جاهلية سوداء حيث جعلوا كلّ شيء بالمال “القتال والسلام والتوسّط للإصلاح والنميمة والمكر والغدر والنفاق،.. كلّ شيء بالمال.” جاء ذلك في المحاضرة التاسعة والعشرين من بحثه (وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي القاها يوم الثلاثاء 29 جمادي الاخرة الموافق 28- 3- 2017.
حيث قال المحقق الصرخي في المورد12:
قال ابن الأثير:
ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، سَيَّرَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ دِمَشْقَ وَمِصْرَ، عَسْكَرًا مَعَ وَلَدِهِ الْمَلِكِ الْأَشْرَفِ مُوسَى إِلَى مَارْدِينَ، فَحَصَرُوهَا، وَشَحَنُوا عَلَى أَعْمَالِهَا، وَانْضَافَ إِلَيْهِ عَسْكَرُ الْمَوْصِلِ وَسِنْجَارَ وَغَيْرِهِمَا، وَنَزَلُوا بِخَرْزَمَ تَحْتَ مَارْدِينَـ وَنَزَلَ عَسْكَرٌ مِنْ قَلْعَةِ الْبَارِعِيِّةِ – وَهِيَ لِصَاحِبِ مَارْدِينَ – يَقْطَعُونَ الْمِيرَةَ عَنِ الْعَسْكَرِ الْعَادِلِيِّ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْعَسْكَرِ الْعَادِلِيِّ، فَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ الْبَارِعِيَّةِ
ـ وَثَارَ التُّرْكُمَانُ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَأَكْثَرُوا الْفَسَادَ، فَتَعَذَّرَ سُلُوكُ الطَّرِيقِ إِلَّا لِجَمَاعَةٍ مِنْ أَرْبَابِ السِّلَاحِ
ـ فَسَارَ طَائِفَةٌ مِنَ الْعَسْكَرِ الْعَادِلِيِّ إِلَى رَأْسِ عَيْنٍ لِإِصْلَاحِ الطُّرُقِ، وَكَفِّ عَادِيَةِ الْفَسَادِ، وَأَقَامَ وَلَدُ الْعَادِلِ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ غَرَضٌ
ـ فَدَخَلَ الْمَلِكُ الظَّاهِرُ غَازِي بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ – صَاحِبُ حَلَبَ – فِي الصُّلْحِ بَيْنَهُمْ، وَأَرْسَلَ إِلَى عَمِّهِ الْعَادِلِ فِي ذَلِكَ، فَأَجَابَ إِلَيْهِ عَلَى قَاعِدَةِ أَنْ يَحْمِلَ لَهُ صَاحِبُ مَارْدِينَ مِائَةً وَخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَجَاءَ صَرْفُ الدِّينِارِ أَحَدَ عَشَرَ قِيرَاطًا مِنْ أَمِيرِيٍّ، وَيَخْطُبَ لَهُ بِبِلَادِهِ، وَيُضْرَبَ اسْمُهُ عَلَى السِّكَّةِ، وَيَكُونَ عَسْكَرُهُ فِي خِدْمَتِهِ أَيَّ وَقْتٍ طَلَبَهُ
ـ وَأَخَذَ الظَّاهِرُ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ مِنَ النَّقْدِ الْمَذْكُورِ، وَقَرْيَةَ الْقَرَادِيِّ مِنْ أَعْمَالِ شَبَخْتَانَ فَرَحَلَ وَلَدُ الْعَادِلِ عَنْ مَارْدِينَ}.
وعلق سماحة السيد الصرخي الحسني قائلا:
بأي عنوان أخذ الظاهر العشرين ألف دينار؟!! رشوة أو سَمسَرة (دلّالية) أو غصب أو سرقة أو هديّة؟! فكلّ شيء صار بالمال القتال والسلام والتوسّط للإصلاح والنميمة والمكر والغدر والنفاق، كلّ شيء بالمال، وكأنّنا رجعنا إلى جاهليّة سوداء!
المحاضرة: