المركز الإعلامي/ كربلاء المقدسة
رجّح سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ان منهج التكفير والسب الفاحش قد ابتدأ من معاوية في الجانب العملي بعد مقتل عثمان بن عفان وفي الجانب التنظيري عند ابن سبأ، وقد شخص سماحته الفارق بأن معاوية كانت لديه سلطة وتطبيق قانون اجتثاث اتباع ومحبي الامام علي (عليه السلام) حيث قال السيد الصرخي “يرجح ان يكون فعل ابن سبأ وتلبسه بقبح ورذيلة السب واللعن والتكفير وإشهاره لذلك جاءت نتيجة وكرد فعل لما سبقه به معاوية لعنه الله عندما جعل منهج ودستور وقانون الدولة متضمن لسب ولعن امير المؤمنين (عليه السلام) وكذا سب ولعن الصحابة الذين اشتركوا بالتحريض ضد الخليفة الثالث عثمان والخروج ضده وثم قتله”
وأكد سماحته ان السباب الأول في تاريخ الإسلام هو معاوية بن ابي سفيان والذي اعتبر أمير المؤمنين (عليه السلام) هو قاتل عثمان “من السباب الاول ابن سبأ ام معاوية؟ معاوية شهر وأعلن وحكى وسب فاحش بعد مقتل عثمان، اعتبر قتل عثمان والسبب في قتل عثمان والتغطية على مقتل عثمان وقتلة عثمان والشخص المسؤول عنها هو امير المؤمنين (عليه السلام) فكان يلعن ويكفر قتلة عثمان وكان يسب ويفحش قتلة عثمان” وأضاف “التكفير واللعن والسب الفاحش والطعن من قبل معاوية ترجم على الظن انه يحب علي (عليه السلام)”
وتابع سماحته موضحا قانون الاجتثاث الاموي “التكفير الذي صرح به ابن سبأ اقتصر على الجانب النظري الفكري الاعتقادي لأنه لا يملك السلطة أصلا أما التكفير الذي انتهجه معاوية فقد تُرجم وطٌبق على ارض الواقع حيث حكمت الدولة الاموية واصدرت قانون اجتثاث كل موال ٍ لعلي (عليه السلام) اجتثاث كل من لم يكفر بعلي (عليه السلام) اجتثاث كل من لم يتبرأ من علي (عليه السلام) فقطعت الأرزاق على أساس ذلك وقطّعت الأعناق وسفكت الدماء على أساس ذلك”
وفي السياق ذاته بيّن السيد الصرخي نتائج التكفير واستغلال قانون الاجتثاث الذي ولّد في المجتمع قاعدة عدائية تتقبل القوى التكفيرية حيث قال: “كيف استغل هذا القانون؟ من اليد التي كانت تتسلط في فترات زمنية على القانون؟ وكيف استغل القانون حتى الإضرار بالنساء وبالأبرياء؟ وكيف هذا الإضرار بالآخرين كيف يولد في المجتمع قاعدة عدائية؟ كيف يولد في المجتمع شريحة اجتماعية تتقبل العداء، تتقبل الخوارج، تتقبل النواصب، تتقبل القوى التكفيرية؟ تريد ان تنتقم لنفسها، تنتقم لذاتها، ان تنتقم لعائلتها، ان تنتقم لكرامتها، ان تنتقم لأموالها، ان تنتقم لإنسانيتها، فعلينا ان نوفر الحد الأدنى لإنسانية الإنسان حتى نعطيه المبرر والدافع النفسي للبقاء. اما عندما نجتث الإنسان من أساسه من مقره من إقامته من عائلته من تاريخيه ماذا يبقى عنده، يرتدي الحزام ويذهب”
وأكد سماحته ان الرموز الدينية والطبقة السياسية من المساهمين في تفعيل الحالة العدائية للمجتمع نتيجة قانون الاجتثاث الأموي مؤكدا ما طرحه في المبادرة لحل ازمة الانبار وباقي المحافظات المنتفضة “فنحن نكون من المساهمين في تقتيل أنفسنا. عندما نجعل الناس والمجتمع في حالة ضياع وفراغ فكري وتشرد وعدم استقرار وعدم أمان أين تلتجئ الناس؟ تلتجئ الى التكفيريين تلتجأ إلى النواصب تلتجئ الى الخوارج تلتجئ الى قوى الظلام تلتجئ الى دول الجوار فنحن ننبه ونحذر من هذا الأمر، وأيضا ندعوا مرة أخرى بأن يعجل في قضية الاقتتال الحاصل لأكثر من مكان في العراق”
ومن الجدير بالذكر أن السيد الصرخي قد وجه نداءا للحكومة والأطراف الي لها ثقلها في الانبار طارحا نفسه كوسيط لحل الازمة باسرع وقت قبل استفحالها ودخول القوى الخارجية بأكبر عدد وانضمام قوى داخلية في الاطار التحريضي ضد الدولة والأجهزة الأمنية.