اقيمت ظهر اليوم التاسع من صفر 1435 هـ ، صلاة الجمعة المباركة في هيئة الشعائر الدينية لبراني المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله المبارك بامامة اية الله الشيخ غسان البهادلي تناول في الخطبتين الشريفتين
التأكيد على اهمية الارتباط الحقيقي بمنهج اهل البيت عليهم السلام دون الاقتصار على الجانب العاطفي لذا فأن على الموالين استغلال الزيارة الاربعينية للاصلاح والامر بالمعروف والسير الحقيقي باهداف عاشوراء التضحية والفداء واما في الخطبة الثانية
فتناول الخطيب الاعجاز العلمي للقرءان الكريم لاهم ماجاء في (اتساع السماء وطيّها والإعجاز القرآني)
لبحث الاستاذ التربوي صباح العابدي
كما كان للنساء الزينبيات الطاهرات الحضور المميز لاداء الصلاة المفروضة على كل مسلم ومسلمة التزاما منهن في امتثال التكليف الشرعي الالهي المقتضي باداء الصلاة الواجبة .
مقتبس من الخطبة الاولى
أيها الأخوة والأخوات: إذا كان يوم الأربعين من النواميس المتعارفة للاعتناء بالفقيد بعد أربعين يوماً، فكيف نفهم هذا المعنى عندما يتجلى في موضوع كالحسين(عليه السلام) الذي بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة. لذا فإن إقامة المآتم عند قبره الشريف في الأربعين من كل سنة هي إحياء لنهضته وتعريف بالقساوة التي ارتكبها الأمويون ولفيفهم، ولهذا ت عادة الشيعة على تجديد العهد بتلكم الأحوال يوم الأربعين من كل سنة ولعل رواية أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء تلميحٌ إلى هذه الممارسة المألوفة بين الناس، وحديث- الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): الذي يتضمن معنى ان علامات المؤمن خمس صلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتختم باليمين وتعفير الجبين- يرشدنا إلى تلك الممارسة المألوفة بين الناس حيث أن تأبين سيد الشهداء في هذا اليوم إنما يكون ممن يمتّ له بالولاء والمشايعة ولا ريب في أن الذين يمتون له بالمشايعة هم المؤمنون المعترفون بإمامته؛ ولأننا كذلك ان شاء الله تعالى فالواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتاريخي يلزمنا إثبات أن الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته وتضحيته ليست فقط لطم وبكاء ونحيب مع لبس سواد، بل هو عظة وعِبرة وأُسوة ومدرسة وثورة وتضحية وإيثار وقول الصدق والحق والثبات على المبادئ ونصرة المظلوم والإصلاح في الأمة وإثبات وإعلان التوحيد وتجسيد حقيقة البراءة والكفر بالجبت والطاغوت واللات والعزى والهوى والشيطان والنفس والدنيا،
مقتبس من الخطبة الثانية
أيها الأخوة والأخوات: سنتكلم في هذه الخطبة عن إعجاز القرآن الكريم العلمي وسنتعرض فيها الى مقتطفات مضيئة في الإعجاز القرآني من محاضرة ألقاها الأستاذ التربوي صباح العابدي بعنوان (اتساع السماء وطيّها والإعجاز القرآني) جاء فيها : حتى بداية القرن العشرين كان العلماء يظنون بأن هذا الكون ثابت لا يتغير، وجد هكذا وسيستمر إلى مالا نهاية على ما هو عليه . فالشمس تطلع كل يوم من الشرق وتغيب من الغرب، والقمر أيضاً له منازل محددة طيلة الشهر، وفصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تتعاقب باستمرار، والنجوم كما هي. في ظل هذه الرؤية، من كان يتخيل بأن حجم الكون يكبر ويتوسع باستمرار؟ هل يمكن لعقل بشري أن يتصور بأن السماء كلها تتمدد وتتوسع؟ بالتأكيد لا يمكن. ففي النصف الأول من القرن العشرين تم اختراع أجهزة دقيقة قادرة على تحليل الضوء القادم من النجوم البعيدة، وكانت المفاجأة التي أذهلت العالم هي انحراف هذا الضوء نحو اللون الأحمر، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إذا نظرنا إلى نجم عبر التلسكوب المكبر وقمنا بتحليل الطيف الضوئي الصادر عنه، لدينا ثلاثة احتمالات: 1- إذا كانت المسافة التي تفصلنا عن هذا النجم ثابتة نرى ألوان الطيف الضوئي القادم منه كما هي. 2- إذا كان النجم يقترب منا فإن الطيف الضوئي في هذه الحالة يعاني انحرافاً نحو اللون الأزرق باتجاه الأمواج القصيرة للضوء، وكأن هذه الأمواج تنضغط. 3- إذا كان النجم يبتعد عنا فإن طيفه الضوئي ينحرف نحو اللون الأحمر، باتجاه الأمواج الطويلة للضوء، وكأن هذه الأمواج تتمدد. والنتيجة التي حصل عليها علماء الفلك أن معظم المجرات البعيدة عنا تهرب مبتعدة بسرعات كبيرة قد تبلغ آلاف الكيلومترات في الثانية الواحدة لذلك نجد ضوءها منحرفاً نحو اللون الأحمر . وبعد تطور أجهزة القياس والتحليل وباستخدام برامج الكمبيوتر تم تأكيد هذه الحقيقة العلمية، حتى إننا نجد اليوم أي بحث كوني ينطلق من هذه الحقيقة اليقينية. …………….
وبما أن ضوء المجرة ينحرف نحو الأحمر، واللون الأحمر كما قلنا ذو موجة طويلة، فهذا يعني أن الانحراف باتجاه الأمواج الطويلة، أي أن المجرات تبتعد عنا، ولذلك نرى طيفها منحرفاً نحو الأحمر. أي أن الحقيقة التي يؤكدها جميع العلماء هي حقيقة اتساع الكون، وهذا ما حدثنا عنه القرآن قبل ذلك بقوله تعالى : { وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } الذاريات47، وإذا ما تدبرنا هذه الآية وجدنا فيها أكثر من معجزة . فالأبحاث الجديدة في الفلك تؤكد أن الكون يتوسع وبسرعة أكبر مما نتوقع، وهذا التوسع سيستمر إلى مرحلة لن يعود الكون قادراً على التوسع بعدها، لأن هذا التوسع يحتاج إلى طاقة محرّكة، وطاقة الكون محدودة كما أثبت العلماء ذلك حسب قانون حفظ المادة والطاقة والذي يقضي بأن الطاقة لا تُخلق ولا تفنى إنما تتحول من شكل لآخر. ويقول بعض العلماء إن الكون سيتوسع حتى يصل إلى نقطة حرجة ثم يبدأ بالانطواء على نفسه، ويعود من حيث بدأ. وهنا يخطر ببالي قول الحق تبارك وتعالى عندما حدثنا عن نهاية الكون بقوله : { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } الأنبياء104 ، وهذا ما يؤكده قسم من العلماء اليوم ، سبحان الله