عبّر المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) عن نفيه الشديد لأي دور تاريخي للمذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري سوى التشريد والتطريد والإقصاء، وأكد نفيه أن كل الدول الشيعية في التاريخ الإسلامي لم تكن منتمية للمذهب الشيعي الإمامي حيث قال: “للمعلومة التاريخية نحن كمذهب -الأمامي الإثني عشري- نحن نعتقد به مذهب الحق هذا لم يكن له أي دور في التاريخ دائما كان مظلوما والى حد ما مشردا ومطردا أما ما نسمع في التاريخ من دول شيعية، لا يوجد دولة شيعية عبر التاريخ تنتمي وتعتقد بالأئمة الإثني عشرية (سلام الله عليهم)، كل الدول الشيعية في الخارج هي دول منحرفة عن المذهب الإمامي الإثني عشري”
وفي سياق متصل أكد سماحته أن تداعيات الإنتماء الانتهازي للمذهب الشيعي ما زال الى اليوم قائما حيث قال: “حتى نكون أمينين في معرفة الحقائق، تجد الآن هذه التداعيات والعراك والتناطح الطائفي والتسابق على الجريمة والرذيلة والقبح في ارتكاب الجرائم بين طائفيي هذا المذهب وطائفيي المذهب الآخر، هذا الشيء ينعكس أيضا على علماء المذاهب، عند زعماء المذاهب”
وطرح السيد الصرخي تساؤلا لتوضيح نهج أهل البيت (عليهم السلام) الحقيقي بقوله: “لو خيّرت بين سنيا أو(شيعيا) يعبد علي بن أبي طالب (سلام الله عليه)، فإذا اخترت الخيار الثاني كما هو المعتاد، كما صرنا نحسب كل من انحرف ومن اعترف بإلوهية علي بن أبي طالب نعتبره من الشيعة لأغراض سياسية أو غير سياسية أو أغراض نفعية فطبعا نكون خالفنا منهج أهل البيت (سلام الله عليهم)”
كما وقدم السيد الصرخي مشروعا جديدا على الصعيد التاريخي والعقائدي لدراسة حياة أهل البيت (عليهم السلام) قائلا: “ومن هنا نعيش الحالة التي عاشها أئمة الهدى (سلام الله عليهم) فنطلب من المشايخ والسادة الكرام من الباحثين، فالآن نحاول ننتقل من البحوث العلمية … إلى الجانب التاريخي والعقائدي فأرجو ممن يتصدى للخطابة حتى نفتح المجال للخطابة وللدروس والمحاضرات أن يكتب عن حياة الأئمة (سلام الله عليهم) ليس حياتهم الخاصة التي عاشوها إنما الحياة التي عاشوها مع الأصحاب، كيف كان يعيش الامام (سلام الله عليه) مع أصحابه؟
ونؤكد في البحوث على الأصحاب الذين انحرفوا عن نهج أهل البيت الذين اتحذوا جانب الانحراف وجانب الضلالة والذين كان لهم الدور والقرب من أهل البيت وهم من حملوا أحاديث أهل البيت وروايات أهل البيت ولا زلنا نحن نعتمد على رواياتهم هم ثقة في النقل لكنهم عندهم فساد في العقيدة وانحراف في العقيدة”
وفي خضم هذا التوضيح التاريخي للمذهب الإمامي أكد سماحته على الكيفية الصحيحة في التعامل مع المسلمين بقوله: “هذه قضية مهمة للطرح حتى نهيئ الجانب النفسي، حتى نعرف كيف نتعامل مع الاخرين، حتى نجسد معنى الاخوة بين المسلمين، بين من يرفع قول لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)”
يأتي هذا التصريح المهم في مقدمة سماحته (دام ظله) للمحاضرة التاريخية الرابعة التي ألقاها في برانيه بكربلاء المقدسة ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في التاريخ الاسلامي والعقائد.