بيّن المرجع الديني الصرخي الحسني أنّ مواقف سلاطين دولة التيمية جعلت منهم أذلاء أمام المحتلين مشيرا ً بذلك الى موقف الخليفة العباسي من هولاكو خلال حقبة احتلال بغداد من قبل جند المغول , فما كان للخليفة غير أنّ يكون ردّ فعلهم الخضوع والذلّ والهوان والخيانة والانحطاط بالتملّق للمحتلين , بعد أنّ رفض الخليفة نصيحة ابن العلقمي , حيث قال المحقق الصرخي أنّ : (( ابن العلقميّ نصحهم بأن يرسلوا بهدايا سَنيّة، لكن الخليفة ضحّى بابن الجوزي التيميّ وأرسله بهدايا قليلة حقيرة ذليلة مهينة فأثار هولاكو وحصل ما حصل، لاحظ: هو يعدهم بهدايا عظيمة لكن أخذ معه هدايا حقيرة وقليلة ))
إذ قال المرجع الصرخي :
ن ـ لنطّلع على الموقف الرجولي الحازم الحكيم للخليفة وأمرائه المماليك وأئمّة البلاط التيميّ، من خلال ما ذَكَرَه “ابنُ تغري بردي” في النجوم الزاهرة في ملوك مِصر والقاهرة،
حيث قال:{{(1) وكان تاج الدين بن صلايا نائب الخليفة بإربل، حذّر الخليفة وحرّك عزمه،
(2) والخليفة لا يتحرّك ولا يستيقظ !
(3) فلمّا تحقّق الخليفة حركة التّتار نحوه سيّر إليهم شرف الدين بن محيى الدين بن الجوزي رسولًا يعدهم بأموال عظيمة ،
ونوه المحقق الصرخي إلى موقف ابن العلقمي قائلاً : ((ابن العلقميّ نصحهم بأن يرسلوا بهدايا سَنيّة، لكن الخليفة ضحّى بابن الجوزي التيميّ وأرسله بهدايا قليلة حقيرة ذليلة مهينة فأثار هولاكو وحصل ما حصل، لاحظ: هو يعدهم بهدايا عظيمة لكن أخذ معه هدايا حقيرة وقليلة ))
(4) ثم سيّر مائة رجل إلى الدّربند يكونون فيه يطالعون الخليفة بالأخبار، فمضوا فلم يطلع لهم خبر، لأنّ الأكراد الذين كانوا هناك دلّوا التّتار عليهم، فهجموا عليهم وقتلوهم أجمعين.
(5) ثمّ ركِبَ هولاكو بن تولى خان بن چنكز خان في جيوشه من المغول والتّتار وقصدوا العراق،}}
س ـ رَضَوا بالذلّ والذلّ ما رضيَ بهم!! رضى خليفتُهم بأن يكون عاملًا تحت سلطة هولاكو يجبي أموال المسلمين لكن لم يرضَ إلّا بسحقهم وإبادتهم!!
ع ـ فحيّا الله الخليفة وأئمّة التيميّة عندما يكون ردّ فعلهم الخضوع والذلّ والهوان والخيانة والانحطاط بالتملّق للمحتلين واسترضائهم بأموال عظيمة، وبوفد يرأسه ابن الجوزي الإمام التيميّ التكفيريّ رئيس الأوقاف ومفتي الخلافة وواعظ السلطان، فذهبت الأموال العظيمة إلى خزائن المحتلّين التتار وقُتل وفد خليفة بغداد وذهبت بغداد ومن فيها وما فيها !!
ف ـ ويا تُرى هل هذه نفس الحادثة التي نصح فيها ابن العلقميّ الخليفة بمداراة هولاكو ودفع شروره بإرسال هدايا عظيمة له، لكن الخليفة لم يسمع لنصيحته فأرسل هدية هزيلة حقيرة امتثالًا لنصيحة بل لأمر المماليك المسيطرين على العساكر وعلى المقاليد في الخلافة!!
ص ـ ويا تُرى لماذا قال صاحب النجوم الزاهرة {يعدهم بأموال عظيمة} ؟ ، فهل يريد دفع ورفع المسؤوليّة عن الخليفة فيما حصل باعتبار أنّه لم يتصرّف بسفاهة وغباء بإرسال هديّة حقيرة لقائد الغازين، لأنّه مع الهديّة قد وعَدَهم بأموال عظيمة؟ أو هي حادثة أخرى مختلفة، فواحدة أرسل هديّة حقيرة، وأخرى أرسل فيها هديّة وواعده وتعهّدَ إليه بأموال أخرى عظيمة؟!!
ق ـ ففي تاريخ الإسلام: مجلد48/(ص:32) قال الذهبي{{[سنة خمس وخمسين وستمائة]: [مسير هولاكو إلى بغداد]:
(1)وفي سنة خمسٍ(655هـ) سار هولاكو من هَمَدان قاصدًا بغداد، (2)فأشار ابن العلقميّ الوزير على الخليفة ببذل الأموال والتحَف النّفيسة إليه،
(3) فثنّاه عن ذلك الدّويدار وغيره، وقالوا: غرض الوزير إصلاح حاله مع هولاكو.
(4)فأصغى إليهم وبعث هديّة قليلة مع عبد الله بن الجوزيّ،
(5) فتنمّر هولاكو وبعث يطلب الدوَيْدار وابن الدوَيْدار وسليمان شاه فما راحوا!! (( هذا رد على ابن تيمية وأئمّته وأتباعه وعلى إفكهم وافتراءاتهم ومنهم ابن كثير، ابن كثير قال: أول من خرج إليهم ابن العلقميّ. لاحظ: الذهبي هنا يبيّن أنّ ابن الجوزي هو أوّل من خرج إلى المغول ومعه وفد))
(6)وأقبلت المغول كاللّيل المظلم،
(7)وكان الخليفة قد أهمد حال الْجُنْد وتعثّروا وافتقروا، وقُطِعت أخبازهم، ونُظِم الشعْر فِي ذلك، فلا قوّة إلّا باللَّه }}
ر ـ لاحظوا بسبب سفاهات وتفاهات وصبيانيّة الخليفة تنمّر هولاكو، فلو استجاب الخليفة لنصيحة ابن العلقميّ لَما تنمّر هولاكو، ولَما تحرَّك أصلًا إلى بغداد، ولقبِل بحصّة من خراج وضرائب البلاد، وَلَأبقى الخليفة في منصبه كما أبقى لؤلؤ صاحب الموصل، فيكون دعاء الخليفة ومؤسسات الخلافة لهولاكو والمغول كما كانوا يدعون للسلاجقة من قبلهم.
ش ـ صار واضحًا جدًّا أنَّ موقف ابن العلقميّ الذي ينقله أئمّة التجسيم التيميّ أئمّة التدليس والافتراء، يُثبت يقينًا براءة ابن العلقميّ من كلّ ما قيل عنه من أكاذيب وأساطير، ويُثبت أيضًا تفاهة وخفة عقول وغباء أئمّة التدليس ومن يصدّقهم كالبهائم ]]