[رَزِيَّة الخَمِيس؛ مَنْعُ الكِتَابِ وَالكِتَابَةِ مَعْصِيَةٌ وَقَمْعٌ لِلسُّنَّةِ وَالعِتْرَة وَالنِّبيّ(جَدّ العِتْرَة)(ص)]

[رَزِيَّة الخَمِيس؛ مَنْعُ الكِتَابِ وَالكِتَابَةِ مَعْصِيَةٌ وَقَمْعٌ لِلسُّنَّةِ وَالعِتْرَة وَالنِّبيّ(جَدّ العِتْرَة)(ص)]

. {مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}[الأحزاب(36)]

 

رواية1: فِي صَحِيح مُسْلِم[5/76/1637/ط.التركية]:{{عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: « لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وَسلّم) وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، 

.فَقَالَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه وآله وَسلّم): [هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ] 

فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ(اللهِ صلى الله عليه وآله وَسلّم) قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ 

.فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وَآلِه وَسلّم) كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ

.فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله وَسلّم)، قَالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وَسلّم): [قُومُوا] 

.قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: [إِنَّ ‌الرَّزِيَّةَ كُلَّ ‌الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله وَسلَّم) وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ]}} [مسلم(5/76/1637/بَابُ تَرْكِ الْوَصِيَّةِ لِمَنْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ/ط.التركية)|||البخاري(1/34/114/باب كتابة العلم/ط.السلطانية)|||البخاري(6/9/4432/باب مرض النبي/ط.السلطانية)|||البخاري(7/120/ 5669/باب قول المريض قوموا عني/ط.السلطانية)||| البخاري(9/111/7366/باب كراهية الخلاف/ط.السلطانية)]

 

رواية2: فِي صَحِيحِ مُسْلِم(5/75/1637):{{عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ:يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ (ثُمَّ جَعَلَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ حَتَّى رَأَيْتُ عَلَى خَدَّيْهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ)

.قَالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وَسلم):[ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ (أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ) أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا] 

.فَقَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) يَـهْــجُـرُ }} [مسلم(5/75/1637/بَابُ تَرْكِ الْوَصِيَّةِ لِمَنْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ/ط.التركية)]

 

1ــ فِي رَزِيَّةِ الخَمِيس، لَمْ يَكُنْ لِسَيِّدِنَا عُمَر(رض) الخِيَرَةُ فِي مَنْعِ النَّبِيّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) مِن كِتَابَةِ الكِتَابِ العَاصِمِ مِنَ الضَّلَالَة 

أ. لَمْ يَكُنْ لِسَيِّدِنَا عُمَر(رض) أَيُّ صَلَاحِيّةٍ وَلَا أَيُّ حَقٍّ فِي مَنْعِ النَّبِيّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) مِن كِتَابَةِ الكِتَابِ العَاصِمِ مِنَ الضَّلَالَة

بـ. إنَّ قَمْعَ وَمَنْعَ عُمَرَ لِلنَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) عَنِ الكِتَابَةِ مَرْفُوضٌ شَرْعًا وَعَقْلًا وَأَخْلَاقًا

 

2ــ لَقَد قَمَعَ سَيِّدُنَا عُمَر(رض) رَسُولَ اللهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَمَنَعَهُ مِنَ الكِتَابَة؛

. وَالوَاضِحُ جِدَّا، إنَّ قَمْعَ وَمَنْعَ عُمَرَ لِلنَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) عَنِ الكِتَابَةِ هُوَ قَمْعٌ لِلسُّنَّةِ وَكَتْمٌ لِلسُّنَّة وَإعْدَامٌ وَتَضْيِيعٌ لِلسُّنَّة

 

3ــ إنَّ قَمْعَ عُمَرَ(رض) لِلنَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) عَنِ الكِتَابَةِ فِي رَزِيَّةِ الخَمِيس؛

. هُوَ قَمْعٌ لِلنَّبِيِّ جَدِّ العِتْرَةِ(صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى العِتْرَة)

. وَهُوَ قَمْعٌ لِعَلِيِّ أَبِي العِتْرَة(سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى العِتْرَة) 

. وَهُوَ قَمْعٌ لِلعِتْرَة وَأَئِمَّةِ العِتْرَة(عَلَيْهِم السَّلَام) 

. وَهُوَ قَمْعٌ لِوَصِيَّةِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) بِـ{الكِتَابِ وَالعِتْرَة}

 

4ــ الكِتَابُ النَّبَوِيُّ المَقْمُوعُ فِي رَزِيَّة الخَمِيس لَازِمُهُ {لَنْ تَضِلُّوا..}

. وَالوَصِيَّةُ النَّبَوِيَّةُ بِالكِتَابِ وَالعِتْرَة لَازِمُهَا {لَنْ تَضِلُّوا..}

. إذَن، الكِتَابُ النَّبَوِيُّ المَقْمُوعُ هُوَ الوَصِيَّةُ بِالكِتَابِ وَالعِتْرَة

 

5ــ يَتَحَصَّل: أَنَّهُ فِي رَزِيَّةِ الخَمِيس أَرَادَ رَسُولُ الله(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) أَن يُوَثِّقَ وَيُثَبِّتَ الوَصِيَّةَ الشَّفَوِيَّةَ{كِتَاب اللهِ وَعِتْرَتِي} بِكِتَابٍ مَكْتُوب

أي؛ بَعْدَ الوَصِيَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّفَوِيَّةِ المُتَكَرِّرَةِ بِـ{الكِتَابِ وَالعِتْرَة} أَرَادَ النَّبِيُّ الأَمِينُ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) أَنْ يُوَثِّقَ الوَصِيَّةَ وَيُثَبِّتَهَا فِي كِتَابٍ مَكْتُوب

 

6ــ لَكِن، مَعَ شَدِيدِ الأَسَفِ وَالأَلَم، وَبِغَضِّ النَّظَرِ عَن الأَسْبَابِ وَالدَّوَافِعِ وَبِغَضِّ النَّظَرِ عَنِ الأسْلُوبِ وَصِيغَةِ الكَلَامِ المُسْتَخْدَمَة فِي المَنْع:

. فَإِنَّ سَيِّدَنَا عُمَر(رض) قَدْ تَصَدَّى لِمَنْعِ كِتَابَةِ الوَصِيَّة، فَقَد مَنَعَ وَقَمَعَ النَّبِيَّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكِتَابِ وَالكِتَابَة، فِي رَزِيَّةِ الخَمِيس

 

7ــ إنَّ قَمْعَ وَمَنْعَ عُمَرَ(رض) لِلنَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) عَنِ الكِتَابَةِ هُوَ مَنْعٌ وَقَمْعٌ لِوَصِيَّةِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) بِـ{كِتَاب اللهِ وَعِتْرَتِيّ} 

 

8ــ إنَّ قَمْعَ وَمَنْعَ عُمَرَ(رض) لِلنَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) عَنِ الكِتَابَةِ هُوَ قَمْعٌ ومنعٌ عَن تَوْثِيقِ وَكِتَابَةِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) بِـ{الكِتَابِ وَالعِتْرَة}

 

9ــ نَتِيجَةٌ مُؤْسِفَةٌ مُؤْلِمَة: إِنَّ مَنْعَ سَيِّدِنَا عُمَر(رض) الكِتَابَ وَالكِتَابَة اسْتَلْزَمَ وُقُوعَ المُسْلِمِينَ فِي الضَّلَالَة، لِأَنَّ الوَصِيَّةَ وَالتَّمَسُّكَ بِهَا يَعْصِمُ مِنَ الضَّلَالَة{لَنْ تَضِلُّوا)

. فَيَكُونُ سَيِّدُنَا عُمَر(رض) قَدْ تَسَبَّبَ فِي إيقَاعِ الأُمَّةِ فِي الضَّلَالَة، إلَى يَوْمِنَا هَذَا وَإلَى أَنْ يَشَاءَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

. فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ عُمَرُ(رض) تَائِبًا..وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَد رَاضَى الإمَامَ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)

 

10ــ تَنْبِيهٌ وَتَنْبِيه: 

أـ هَذَا مَوْرِدٌ مِن عَشَرَاتِ المَوَارِد مِن القَمْعِ وَالمَنْعِ الَّتِي وَقَعَت فِي حَيَاةِ النَّبِيّ وَقَبْلَ وَفَاتِهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم):

.فَكَيْفَ إِذَن بَعْدَ وَفَاتِهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) 

.وَمَاذَا جَرَى مِن قَمْعٍ وَمَنْعٍ وَتَهْدِيدٍ وَتَرْهِيبٍ عَلَى فَاطِمَة وَعَلِيّ وَالعِتْرَة(عَلَيْهِم السَّلَام) بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيّ جَدِّ العِتْرَة(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)

بـ ـ دَائِمًا، نَأْخُذُ بِنَظَرِ الاعْتِبَارِ بِعُمُومِ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا الخَلِيفَةُ عُمَر(رض) خِلَالَ تَصَدِّيهِ لِلخِلَافَةِ وَالسُّلْطَة، إِضَافَةً لِسِيرَةِ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) مَعَه(رض)، وَخَاصَّةً المَدْح وَالتَّزْكِيَة الصَّادِرَة مِن الإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) الَّتِي جَاءَت بَعْدَ وَفَاةِ سَيِّدِنَا عُمَر(رض)

 

المَرْجِعُ المُهَنْدِسُ الصَّرْخِيُّ الحَسَنِيُّ 

 

تابع البث على اليوتيوب : 

https://youtube.com/@sarkhihusni?si=vJp_YTC4lIg5Xj3J

 

 

www.facebook.com/Alsarkhyalhasny1

 

….