خطيب جُمعة المهنـاويـة:-أنَّ عيد الغدير يمثل موضع تاريخي وعقائدي لترسيخ معنى الإمامة

 
المركز الإعلامي -إعلام المهنـاويـة
أكدَّ خـطيب صــلاة الجُـمـعـة الشاب حَيـدر الحُسيني فـي مسـجد الْمُرْسَلَاتِ وحُسينيــة ســفينة النَــجـاة ، الـيوم الجُـمـعـة 17 من شهر ذي الحجة 1441هجرية، الموافق السابع من آب 2020 ميلادية، أنَّ في الإسلام يوجد مناسبات واعياد ترتبط بامور فكل عيد يرتبط بمناسبة وعمل معين فمثلا عيد الفطر يأتي بعد فترة صيام وعبادة لله تعالى يتوج ذلك العمل العبادي بان يحتفل الناس بعيد شاكرين لله انه مكنهم ووفقهم ان صاموا شهر رمضان. هذه هي فلسفة عيد الفطرواما فلسفة عيد الأضحى فهي تاتي بعد اعمال الحج وأداء شعائر الحج الأكبر بمناسك معينة ومحددة في الأراضي المقدسة في الحجاز من الوقوف بعرفات ومزدلفة ومنى والطواف والسعي وغيرها وبعد الاتيان بتلك الشعائر تختم بعيد الأضحى،
مشيرًا إلى أن العيد الأكبر والذي يسمى بعيد الولاية وعيد البيعة او عيد الغدير وهو العيد الذي صار عيدا للمسلمين بعد ان بايع المسلمون الامام علي عليه السلام على ان يكون ولي الامر من بعد النبي والخليفة والامام والقائد الذي تناط به كل مهام الرسول الاكرم صلى الله عليه واله بعد انتقال النبي الى الرفيق الأعلى فهو شكر لله على نعمة الولاية وامرة المؤمن والتي هي تفضل من الله على المسلمين،
منوهًا إلى أن عيد الغدير هو عيد يحتفل به المسلمون يوم 18 من ذي الحجة من كل عام هجري احتفالًا باليوم الذي خطب فيه النبي محمد صلى الله عليه واله خطبة عيَّن فيها علي بن أبي طالب عليه السلام مولًى للمسلمين من بعده حسب نص الحديث، حيث أن النبي قد أعلن عليًّا خليفة من بعده فانه صلى الله عليه واله أثناء عودته مع المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ “غدير خم”،
مستدركًا إنَّ الولاية على شؤون الأمَّة، وبتنصيبٍ من الرَّسول(صلى الله عليه واله وسلم )، ليست موقعاً تشريفيّاً لتأكيد القرابة أو النَّسب، بل هي أمرٌ إلهيّ تكليفيّ بوجوب تصدّي الشَّخص المؤهَّل لقيادة الأمَّة، لأنَّ المصلحة هي مصلحة بقاء الإسلام واستمراريَّته وعزَّته، فمن هنا اعتبرت قضيَّة الولاية من القضايا المهمّة المصيريَّة في مستقبل الإسلام وقوَّته، ما يؤكّد ويؤيّد اعتبارها إكمالاً للدّين الّذي يحتاج إلى الرّعاية من الشّخص الّذي عاش فكره وشعوره وجهاده للإسلام، حتّى لم يعد هناك ـ في داخل ذاته ـ أيّ نوع من أنواع الفراغ الّذي يحتضن اهتمامات غير إسلاميّة.
وقد يمكن للإنسان أن يفكّر في أنّ النبيّ(صلى الله عليه واله وسلم ) لا يمكن له ترك قضيّة الولاية من بعده للاجتهادات المختلفة الّتي قد تختلف على أسس ذاتيّة أو تقليديّة، باعتبار أنّها لا تخضع لبرنامج إسلاميّ محدّد. فالدّين الّذي قد تعرّض لكلّ شيء في أحكامه وتشريعاته، حتّى أدقّ التّفاصيل، لا يتصوّر فيه أن يترك أمر الخلافة الكبير في أهميّته ونتائجه، ولا سيّما لجهة استمرار خطّ الرّسالة والنبوّة، حيث لم يكن الوضع الإسلاميّ، وكما هو معلوم تاريخيّاً، قد وصل إلى مستوى النّضوج الكامل بفعل الأحداث الصّعبة، ما يجعل تركيز مسألة الخلافة والولاية وتأكيدها أمراً أساسيّاً في حركة التّشريع،
مضيفًا: إنّ أثارة هذه الأفكار انطلاقاً من وعينا لأهميّة القيادة في حياة الأمّة، ليكون هذا الاتجاه في التّفكير أساساً للبحث من أجل مواجهة الموقف بجديّة ومسؤوليّة من ناحية المبدأ والمنطلق، فالإسلام بحاجةٍ إلى التقاء جميع قياداته وطاقاته ومن ينتسبون إليه على الكلمة السّواء، لأنّ بقاء الإسلجميعاً،زاً مسؤوليّة كلّ مسلم ولكنّنا في الوقت نفسه، ننفتح من موقع المصلحة الإسلاميّة على المسلمين جميعاً، لنقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء، تعالوا إلى أن نردّ الأمر إلى الله وإلى الرّسول إذا تنازعنا في أمر الإمامة أو الخلافة أو في أيّ شيء، علينا أن لا نتقاتل ولا نتحاقد ولا نتباغض، لأنّ الإسلام يحتاج إلى جهدنا وثقافتنا وحركتنا جميعاً، فلقد كان عيد الغدير محطّةً للتّركيز على دور وأهميّة القيادة الواعية والفاعلة في حياة الأمّة، وربطها بهويّتها الأصيلة، وخصوصاً أنّ موقع القيادة والولاية يتطلّب مؤهّلات تتناسب مع حجم هذا الموقع وطبيعته ومسؤوليّته، لأنّ القضيّة هي قضيّة من يصلح لقيادة الإسلام ككلّ، وبلوغه أهدافه الكبرى في بناء مجتمع إنسانيّ وحضاريّ جدير بدور خلافة الأرض،
ثـم أقيمت ركعتـا صـلاة الجمعة