المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي
تَحَدَّثَ خَطيب جُمعة الحمزة الغربي الأُستاذ خالد العزاوي -دامَ توفيقهُ- في خُطبتا صلاة الجُمعة المباركة عن الطفولة ومدى إهتمام ديننا الحنيف بها ،حيث أوضح العزاوي إن دولة الإسلام التي شيدها وارسى دعائمها الرسول الأعظم -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- تولي العناية الخاصة بالطفل والطفولة لأنها الامتداد الطبيعي للجنس البشري وفي الوقت نفسه فإن الرسالة الحقة التي أتى بها النبي -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- هي خاتمة الرسالات وهو خاتم الرسل لذلك فهي محيطة بكل جوانب الحياة ومن أهم الجوانب هو الاهتمام بالطفولة، فهي تحمي واقعَهم، وتؤمِّن مستقبلهم من الناحية المادية و المعنوية، فهي تؤمِّن لهم المعاش الطيب والعيشَ الرغيد من جهة، وتوفِّر لهم البيئةَ الطيبة والنافعة من جهة أخرى ،وبَيَّنَ الخطيب حقوق الأبناء على الآباء في نقاط عدة وهي :
أولًا: اختيار الأمِّ الصَّالحة الطيِّبة ذات الأصل الطيِّب والخُلُق القويم: لقول النبي -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- ((تخيَّروا لنُطَفكم، وانكِحوا الأكْفاء، وأنكحوا إليهم))
ثانيًا: اختيار الاسم الجميل : لأنَّه سيُنادى به بين النَّاس في الدنيا، ويُنادى به يوم القيامة ،وذَكَرَ العزاوي -دامَ توفيقه- من أهمِّ وسائل الوقاية تربيتهم على الفَضائل،وإبعادهم عن الرَّذائل، وتعليمهم علومَ الدِّين، وتدريبهم على الصَّلاة، وعلى العِبادات الأخرى، وتوفير سُبل حصانتهم من الوقوع في مصائد الشَّيطان وحبائله ،
وَمِن أهم مَحاسن التربية الإيمانيَّة أنَّها تحفظهم من الانحِرافات العقديَّة، والسلوكية، والفِكرية، وهي تحصنهم من مَظاهر الغلوِّ والتطرُّف ،وهذا مانراه جلياً في توجيهات سيدنا الأُستاذ حيث أولى اهتماما خاصًا في الأشبال والشباب ووضع المشاريع الإصلاحية والتربوية التي من شأنها بناء جيلٍ واعٍ ومعتدل ومن أهم تلك المشاريع هي المجالس التربوية والامسيات القرآنية وحلقات الدرس التي هي في حقيقتها روضة من رياض الجنة فلا تقصروا مع أبنائكم في الحث على حضورهم لحلقة الدرس أوالمجالس لأنكم ستسألون عنهم يوم القيامة وستحاجون لماذا تركتم أبنائكم في مهاوي الفتن والانحرافات والمستنقعات الموبوئة التي دائمًا ماينجر إليها الشباب هذا إن قصرتم وحينها لايوجد لكم عذر لأن الله سيقول لكم ألم يأتيكم السيد محمود الصرخي الحسني ألم يقل لكم إن طريق النجاة هو المجالس والدروس والدعاء وقراءة القرآن ؟ ألم يُلزمكم بوجوبات شرعية عديدة ؟ إن طبقتموها ستكونون شفعاء للناس .
رابعًا: الاهتمام بتعليمهم :وجاء عن النبي -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- أنَّهُ قال : علِّموا أولادَكم السِّباحةَ والرماية ،وبَيَّنَ الخطيب العزازي -دام عزه – في الخُطبة الثانية إن الدين الإسلامي هو دين التسامح والعزة والعدل والإنصاف، قال تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» فأمر الله عز وجل بالقسط مع غير المسلمين المسالمين، ومن هنا يظهر لنا التسامح، وأنه دين يجمع الناس، وليس دين التخريب والفساد كما يفعل البعض تحت مسمى الإسلام ،وأن دين الله هذا هو دين التسامح ولو كره المجرمون، الدين الذي يحاول البعض أن يشوهه ولكن هيهات هيهات، فالله خيرٌ حافظاً لدينه. يخطئ من يعتقد أن التسامح دليل على ضعف صاحبه وعجزه، بل هو رفعة لصاحبه وعزٌّ لأهله، كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام : «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، والحديث الآخر « ما زاد الله رجلاً بعفو إلا عزاً » .