المركز الإعلامي – إعلام غماس
قال إمام وخطيب صلاة الجمعة في مدينة غماس الشيخ صادق الشبلي : يوم غد ستمرُّ علينا ذكرى أليمة جدًا لاتقل في ألمها وماساتها عن يوم عاشوراء ألا وهي استشهاد الإمام الحسن بن علي عليهما السلام بيد الغدر والخيانة بيد ولدت من التزاوج بين الخوارج والأمويين وحري بنا أن نقف عند سيرة الإمام الحسن ولو بشكل مختصر وفق مايسعه المقام فنذكر :
جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة ، التي أقيمت في مدينة غماس ، اليوم السادس من صفر1439هـ ، 27 تشرين الأول 2017م .
كما واكد الشيخ الشبلي في خطبتة الثانية : على موضوع مهم الا وهو صلح الإمام الحسن” عليه السلام” مسلطًا الضوء على بعض الجوانب من صلح الإمام الحسن بن علي عليهما السلام مع معاوية بن أبي سفيان وقد أخذ هذا الصلح حيزًا كبيرًا لا من ناحية وصف الإمام الحسن بالسياسي بل فيسلوف السياسة الذي أجبرته الظروف عللى موقف الصلح وقد أجبر معاوية على الصلح ويكون الكلام ضمن ماطرحه المحقق الصرخي في بحثه( صلح الإمام الحسن ) وللوقف على شخصية معاوية وشخصية الحسن نقول: جاء في الطبري, وفي صفين للنصر بن مزاحم: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (يطلع من هذا الفج رجل يحشر على غير ملتي , فطلع معاوية ) ورأى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أبا سفيان مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : لعن الله القائد والراكب والسائق، وجاء في مسند أحمد – 4/421 ,صفين : النصر بن مزاحم: قال أبو مرزة الاسلمي: كنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعنا غناء فتشرفنا (اقتربنا) له فقام رجل فاستمع له وذلك قبل تَحْرُم الخمر فأتانا واخبرنا انه معاوية وابن العاص يجيب أحدهما الأخر، فلما سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) رفع يديه بالدعاء وهو يقول : { اللهم اركسهم في الفتنة ركساً , اللهم دعهم إلى النار دعاً } ، وذكرت الكثير من المصادر , أن معاوية كان لا يترك مناسبة تمر إلا وشتم علياً وخاصة في خطبتي الجمعة والأعياد حتى أصبح في مفهوم الناس سبّه من السنن التي لا تتم بدونها الصلاة وكان يردد في خطبه : (اللهم إن أبا تراب قد الحد في دينك وحاد عن سبيلك فالعنه لعناً وبيلاً وعذبه عذاباً أليماً ) .
واستمرَّ بقوله: عن شخصية الإمام الحسن “عليه السلام” أما شخصية الإمام الحسن(عليه السلام) وأخلاقه وكرمه وشجاعته وغيرها فهي كالشمس واضحة مشرقة لا تخفى على أحد كما ذكر بعضا منها في الخطبة الأولى، وعندما عمل معاوية على نشر الجواسيس ومراسلة الزعماء والوجوه والشخصيات في البلاد الإسلامية القي القبض على اثنين منهم في الكوفة والبصرة وتم قتلهما عندها أرسل الحسن(عليه السلام) مذكرة إلى معاوية قال فيها : أما فأنك دسست إليّ الرجال كأنك تحب اللقاء (الحرب) , لا شك في ذلك فتوقّعه إن شاء الله , وبلغني انك شمتّ بما لم يشمت به ذووا الحجى …[ أي انه شمت بمقتل أمير المؤمنين (عليه السلام)] وكان جواب معاوية نفاقاً وخداعاً وكذباً وجبناً (أما بعد فقد وصل كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ولقد علمت بما حدث فلم افرح ولم احزن ولم اشمت ولم آس .. ) .
وعندما بذرت الفتنة في صفوف جيش الحسن(عليه السلام) وبعد محاولات اغتياله اخذ يبيّن لهم النتائج المرة والأضرار الجسيمة التي تترتب على مسالمة ومصالحة معاوية بقوله : (ويلكم والله إن معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي وإني أظن إني إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين بدين جدي , وإني اقدر إن أعبدّ الله عز وجل وحدي , ولكن كأني انظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويطعمونهم بما جعل الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون , فبعداً وسحقاً لما كسبته أيديهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ./انتهى