قال خطيب جمعة غماس ، الشيخ رائد الشبلي، في خطبتي صلاة الجمعة المباركة، التي أقيمت وسط مركز المدينة، اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة 1438هـ ،الثامن عشر من آب 2017م :
قائًلا: “انَّ بلدَنا العراق الحبيب قد خصَّه اللهُ تعالى بالتفضيلِ والتشريفِ وخاصةً الكوفةَ والنجفَ وكربلاءَ ، فالعراقُ مهبطُ الأنبياء ومهبطُ الملائكةِ وفيه الكوفةُ عاصمةُ الدولةِ الإسلامية في عهدِ أميرِ المؤمنين(عليه السلام) والإمامِ الحسن(عليه السلام ) وتشرفت الكوفةُ بالجسدِ الشريف لإمام المتقينَ أميرِ المؤمنينَ(عليه السلام) بعد أن تشرفت بأجساد الأنبياءِ والصالحين منهم آدمُ ونوحٌ وهودٌ وصالح(عليهم السلام أجمعين) ، وتشرفت بمسجدِيها القديمينِ مسجدِ الكوفةِ ومسجدِ السهلة واليها سيتوجه الإمامُ القائمُ (عليه السلام) فيجعلها مقراً له وعاصمةً لدولتهِ العالميةِ العادلة ، ولا يخفى على الجميع أفضليةُ وأشرفيةُ كربلاءَ على بقاع الأرضِ وكذا الكلامُ في الكاظميةِ المقدسة وسامراءَ المطهرةِ وتشرفُهما بالأجساد الطاهرةِ الزكية ، فإذا كان بلدُنا قدوةً للبلدان ومقصداً للملائكة و الأنبياءِ والصالحين وملاذاً للخائفينَ ومقصداً لأنظارِ المحبينَ والمبغضينَ ، فالواجبُ الشرعي التأريخي والعقلي يلزمُنا ان نكونَ بمستوى هذه المسؤولية.
أيها المؤمنون والمؤمنات نجدُ رواياتٍ كثيرةً مستفيضةً ومتواترةً في مدح العراق وأهلهِ رغم وجودِ بعضِ الرواياتِ التي تُعارضها وهي يسيرةٌ لا مجالَ لنقدِها في المقام كانت من نتاج الحكمِ الأموي والعباسي وإعلامهِ المُغرض، ويشهدُ لذلك المدحُ ما ورد عن الإمامِ أميرِ المؤمنين عليه السلام وهو يتحدثُ عن الكوفة فيقول: هذه مدينتُنا ومحلُنا ومقرُ شيعتنا، وعن الإمامِ الصادق عليه السلام انه قال: إن ولايتَنا عُرضت على السماوات والأرضِ والجبالِ والأمصارِ، فما قبلَها قبولُ أهلِ الكوفة, وقال عليه السلام: (إن اللهَ احتجَ بالكوفةِ على سائرِ البلاد، وبالمؤمنين من أهلِها على غيرِهم من أهل البلاد ، ويروي عبد الله بن الوليد فيقول: دخلنا على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه، فسألَنا: من أنتم؟ قلنا: من أهلِّ الكوفة. فقال: أما أنه ليس من بلدٍ من البلدان أكثرُ حباً لنا من أهلِ الكوفة، ثم هذه العصابةُ خاصة، إن اللهَ هداكم لأمرِ جَهِلَهُ الناس، أحببتمونا وأبغضنا الناس، وصدقتمونا وكذبّنا الناس، واتبعتمونا وخالفنا الناس، فجعل اللهُ محياكم محيانا، ومماتكم مماتنا)، وفي مدحِ أهلِ العراق عموماً نجدُ الإمامَ الصادقَ (عليه السلام) يقول: (الحمدُ لله الذي جعلَ أجلّةَ مواليّ بالعراق)، ومن قبل ذلك وجدنا الإمامَ علي (عليه السلام) في نهج البلاغة يقول:(
ليس أهل الشام بأحرصَ على الدنيا من أهلِ العراق على الآخص”
وتطرق الشيخ الشبلي ؛الى اهمية العراق وأهلُ العراقِ مهبطَ الحضارةِ وعنوانَ التأريخ البشري واليه توجهت أنظارُ العالمِ القديم والمعاصر لأهميته الجغرافية ومواردهِ الطبيعيةِ وحضارتهِ المُوغلة في القدم فكان بلدَ اكتشافِ الكتابةِ والعجلاتِ والقانونِ وتنظيمِ الجيوشِ وبناءِ الدولةِ وإنشائِها ولهذا نقرأُ عن العراق ما ورد بخط سماحةِ المرجعِ الديني المجاهدِ السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف في كتاب أخيارِ العراقِ وراياتِ المشرق ./انتهى