المركز الإعلامي – إعلام سومرتطرق خطيب جمعة سومر في خطبة الجمعة ، المصادف السادس والعشرين من صفر 1439هـ ، إلى السيرة المحمدية فأكد أن : الرسول الأكرم صلى الله عليه واله منبع الخير والعطاء والفضل والاحسان نعم أيها المؤمنون أيتها المؤمنات جاء رسول الله صلى الله عليه واله إلى ذلك المجتمع المنهمك بعادات وثنية وطبائع قبلية تفرق بين الأبيض والأسود وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة فرفض رسول الله صلى الله عليه واله كل هذه الأشكال من التمييز العنصري والقبلي والاجتماعي والمادي وجعلهم سواسية كأسنان المشط وجعلهم أخوة في دين الله تعالى وكان مقياس التفاضل بينهم التقوى لا نسب يقربهم إليه ولا غنى يجمعهم به عليه السلام فأعزّ تلك الأقوام بعز الإسلام وهداها بهديه فجعلها خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله تعالى .
ثم تطرق سماحة الخطيب إلى المنحرفين عن طريق الحق : إلا أن الذين انحرفوا عن جادة الطريق وعن نهج رسول الله صلى الله عليه واله أركسوا بتلك الأمة التي بنى أسسها رسول الله صلى الله عليه واله فتكالبت على الأمة الشرور من قبل قادة غير شرعيين(كالامويين والعباسيين) تربعوا على منابر المسلمين فعاثوا في الأرض فسادا وقتلوا الحرث والنسل وأباحوا المحرمات قال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل …)، وهذا يحدث في كل مكان وزمان متى ما ترأس الظالمون والمفسدون على رقاب المسلمين فيعيثون فسادا ويخربون الأرض بعد اصلاحها ويبدلون عزة المؤمنين والمسلمين بحال من الذل والخنوع والفقر والجوع بسبب سياسات خاطئة وقرارت مجحفة لحقوق الإنسان يساعدهم في ذلك جهل الجهال وبساطة الناس الذين لا يفرقون بين الحق والباطل يخدعوهم بأماني لا تتحقق وبشعارات ليس لها أي صدق على مسرح الحياة ، ومتى ما تربعوا على كراسي الحكم تنصلوا من وعودهم الزائفة ومن شعاراتهم الكاذبة وتركوا الناس في ظلمات لا يعمهون . فها هي اليوم حياة النبي الأكرم لم تُعرف قط كعقيدة، بل صارت توظيف سياسياً لاصطناع فقه سياسي يسوّغ جور الحاكم السلطان، وينتج مشروعيةً لطاعته وتسليم الأُمة وانقيادها إليه. واوضح فضيلة الخطيب كلامه : من يتصفح السيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يرى حجم المعاناة الكبيرة التي لاقها رسول الله صلى الله عليه واله من ذلك المجتمع المختلف في توجهاته وانتماءاته القبلية والتي انعكست على شخصيته فكانت شخصية رافضة لكل ما هو يختلف عن عاداتها وتقاليدها ومع ذلك كانت الحنكة الكبيرة لرسول الله صلى الله عليه واله أن يروض تلك النفوس ويصقلها ويوجهها التوجيه الصحيح لتنسجم مع تعاليم الإسلام الحنيف فهي من قبائل شتى ومن أفكار متناحرة واعتقادات مختلفة ولكن مع ذلك جمعها رسول الله صلى الله عليه واله بقيادته الحكيمة وجعل من ذلك المجتمع القبلي مجتمعا إسلاميا دينيا يقدم رضا الله تعالى ورضا رسوله على رضا نفسه تلك التعاليم التي ارساها الاسلام وقادها رسوله الأقدس صلى الله عليه واله وسلم ، والتي اكملها سيد الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام الذي رفع شعار (اتباع الحق هو الوحدة)، وسار على ذلك النهج الامام الحسن عليه السلام واكمل ذلك النهج المبارك سبط رسوله الله الإمام الحسين عليه السلام فكان شعار الوحدة والخطاب الجمعي سمة بارزة في واقعة الطف وفي خطابات الامام الحسين عليه السلام وخطابه في تلك الحالة يدلل على تلك الروح الرسالية التي يحملها عندما خاطب القوم بقوله ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ، كونوا عربا كما تزعمون. فقد ركز الإمام الحسين عليه السلام على اهمية الحرية في حياة الشعوب والتي هي اساس الحياة الكريمة لكل انسان ولكل مجتمع كما ذكرهم عليه السلام بعروبيتهم التي يزعمون بها أي إن في قوله عليه السلام وتذكيرهم بالعروبية هو تأصيل الى ذلك الانتماء الذي يجعل من الإنسان رمزا وقدوة يحتذى بها ولأهمية هذه الصفة التي تذّكر الإنسان بانتمائه ذكرهم بها الإمام الحسين عليه السلام ومن هنا نوجه نداء وخطابا للمجتمع العراقي بمختلف مكوناته وأطيافه بجميع مذاهبه وقومياته فليتوحد العراقيون تحت راية الإسلام وراية القران وراية الرسول صلى الله عليه واله وليكن رسول الله أسوة لنا والإمام الحسين قدوتنا. ثم إختتم فضيلة الشيخ كاظم النائلي خطبته بالدعاء للعراق والعراقيين ورفع يديه بالدعاء لله بتعجيل الفرج لصاحب الزمان الحجة أبن الحسن (عجل الله فرجه). |