حذّر الشيخ الحلفي (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعةِ المباركةِ في مسجدِ العقيلةِ زينب (عليها السلام) في الهارثة شمال حافظة البصرة، اليوم 9 رجب 1438هـ الموافق 7/ نيسان/ 2017م، من الفكر التيمي الداعشي منبها على خطورة تقسيم السور والآيات القرآنية إلى مكي ومدني.
وقال مكرراً كلام المرجع الصرخي الحسني إن”احتمال الخطورة المترتبة على هذا التقسيم تكمن في وجود الغرض الماكر والدافع الخبيث والمستَغِل المدلِّس الذي أسَّس للتقسيم وشجع عليه فاستغله بِحيلَة ومَكْر لتحقيق ما يصبو إليه من فكر ومنظومة فكرية تختطف الإسلام وأصوله النقية وتؤسس لإسلام منحرف أسطوري خرافي عديم الفكر والأخلاق”مضيفاً”فيكون التفخيخ والعبوات الناسفة على طول الزمان ويكون التفجير للإسلام والمنظومة الأخلاقية الإسلامية من الداخل وباسم الإسلام ووسائله وأدواته بل وآياته وأحاديثه ورواياته، فلابد من الحذر والوعي الكامل لطرد كل مارق غريب وتكفير إرهابي شنيع”
واكد”لم يرد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قول ولا إشارة ولا إمضاء على تقسيم السوَر والآيات الى مكّي ومدني”مبيناً أن”المكي والمدني له اصطلاحات منها: المكي؛ ما نزل قبل الهجرة وإن كان نزوله بغير مكة. والمدني؛ ما نزل بعد الهجرة وإن كان نزوله بغير المدينة. وأيضا المكي؛ ما نزل بمكة وإن كان بعد الهجرة، ويدخل في مكة ضواحيها كمِنى وعرفات والحديبية. والمدني؛ ما نزل بالمدينة ويدخل في المدينة ضواحيها كبدر وأحد. والمكي؛ ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني؛ ما وقع خطابا لأهل المدينة. والمكي؛ ما جاء بخطاب يا أيها الناس أو يا بني آدم ونحوه. والمدني ما جاء بخطاب يا أيّها الذين آمنوا ونحوه. بغض النظر عن تمامية وعدم تمامية كل تقسيم وكونه جامعاً مانعاً أو عدم ذلك، فإنّ تعددها يكشف يقيناً أنّه لم يثبت في السنّة الشريفة التقسيم إلى المكي والمدني”
وتساءل”لماذا إذن أُوجد هذا التقسيم إن لم يكن قرآناً ولا سنّة نبوية شريفة؟! فهل التقسيم ضرورة؟ وإذا كان ضرورة فلماذا لم ينبّه عليه ويُرشد إليه القرآن ولا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله؟ فهل التقسيم بدعة، وهل أنّها بدعة حسنة أو أنّها بدعة ضلالة يُراد بها التدليس والتنطنط والشيطنة والتلبيس؟!”
ولفت قائلا”ولخطورة استغلال التقسيم إلى مكي ومدني فبالرغم من كونه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان ولم يرد أيّ إشارة عنها من رسول الله صلى الله عليه وآله لكن مع كل ذلك فإنّ خط التكفير الفكري والتفخيخ الداعشي يقدّم ويحكّم التقسيم المكي المدني على النص الوارد عن الصحابة وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)”مضيفاً”فبكل جرأة يأتي أحدهم برواية عن صحابي كابن عباس أو غيره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيرفضها ويبطلها مدّعياً أنّ هذه الآية مكية أو الأخرى مدنية وثالثة غير ذلك وهكذا حسب الموارد والمقامات، إنّه قياس باطل وأول من قاس إبليس”
يُذكر أن المرجع الصرخي الحسني يؤكد خلال بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري على ضرورة مواجهة التطرف والتكفير فكريا والقضاء على أساسه ومنابعه وإلا فإن الإرهاب التيمي الداعشي التكفيري سيستمر ويواصل تأثيره في الفتن واباحة الدماء والاموال والاعراض فالحلول العسكرية والإستخباراتية لا تأتي بالحلول الجذرية وإنما تبقى حلول ترقيعية لا تعالج أصل المشكلة واساسها التكفيري.