اشار الشيخ نعيم الصيمري (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ جمعة الهارثة في مسجد العقيلة زينب (عليها السلام) في قضاء الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف الثامن من ذي القعدة 1440 هـ الموافق 12 من شهر تموز 2019 م, الى ان النجاة هي باتباع المرجع الاعلم الذي يمثل نائب المعصوم في زمن الغيبة
وقال :اخوتي اخوتي قبل الدخول في صلب الموضوع اقول ان المتتبع لحياة الحيوانات بمختلف اصنافها يجد انها تعيش وفق انظمة وقوانين تمارسها وفق الغريزة التي قد جبلت عليها والتي هي من صنع الله تعالى الحكيم العليم وهذا يعني ان الله بحكمته اراد تلك الغرائز مع العلم ان الحيوانات بمجموعها ما عدا الانسان تدير مدركاتها بالوهم لينفرد الانسان وحده متميزا بنعمة العقل التي وهبها الله تعالى له ليكون هو سيد الموجودات وافضلها وهي مسخرة له وبخدمته ولعل ابرز قضية تمارسها الحيوانات بغريزتها هي قضية القيادة فانك اذا اطلعت علي حياة مجموعة من الحيوانات نجد ان عملها منظم ووفق شروط وقوانين ومنها وعلى راسها ان القيادة لاتكون لشخصين بل لشخص واحد حتى يحصل التنظيم والعمل ويحكي لنا اصحاب الاختصاص من درسوا مملكة النحل ان النحلة الملكة عندما يولد في الخلية نحلة اخرة لها صفات الملكة تقوم بطردها من الخلية ذلك حتى لا تتعدد القرارات ويفسد العمل ومثل هذا الفعل لابد ان يكون ايضا حاضرا عند بني الانسان باعتبار الانسان يمتلك العقل والحكمة والدراية اكثر مما تمتلكه الحيوانات التي تعيش بقوة الواهمة ولقد ضرب الله تعالى لنا مثلا في كتابه العزيز حاكيا عن هذا التشابه قال تعالى ( وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون )
واضاف: فيكون بهذا المعنى هو ان الله تعالى يريد من الانسان ان يصل الى ارقى درجات الكمال والحكمة والنظام المتكامل وهذا لا يتحقق الا في ظل وحدة القيادة وان يكون شخص القائد لعموم البشرية هو شخص واحد حتى تتحقق الوحدة والنظام والحياة السعيدة هذا الموضوع المهم المركزي والمحوري الذي حدثتكم عنه في بداية الخطبة ولان اطرح عليكم هذا السؤال هل يمكن ان تصل البشرية الى السعادة والخير والهناء إذا كان هناك في المجتمع قيادات متعددة ام انها ستعيش الوان من الاختلاف والتناحر ان لم يكن التقاتل بسبب اختلاف الرواى واصدار القرارت ان الواقع الذي نعيشه يجيب قبل الشرع المقدس عن هذا الاستفهام وان مانعيشه من ضياع وتشرذم وضعف وذلة امام المستعمرين ومن فساد في كل نواحي الحياة وتفشي الامراض الجسدية والاخلاقية وذهاب خيرات الامة بيد اعدائها وانحراف الاجيال عن جادة الشرع المقدس والقبول بالفكر الالحادي والافكار المتطرفة لخير دليل على ان الزعامة لاتقبل التعدد بل لابد ان تكون بيد الممثل الحقيقي لرسالة السماء وهو في عصرنا الذي يمثل مرحلة مرتحل عصر غيبة الامام عليه السلام يتمثل بشخص المرجع الاعلم الجامع لشرائط التقليد ومن اهمها الاعلمية التي تجعله قادار على صيانة الامة من الانحراف والضياع فان العقل والنقل بسير وبوضوح الى ضرورة ان يكون الاعلم في كل اختصاص هو المتصدي لقيادة الناس فمن باب اولى ان يكون الاعلم بالحلال والحرام هو من يقود الناس الى بر الامان
واشاربقوله:كما ورد عن اهل بيت العصمة عليهم السلام ما مضمونه ( ماولت امة امرها الى رجل قط وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل امرهم بذهب سفالا حتى يعودوا الى ماتركوا ) ونحن نستيقن ان شخص المرجع الاعلم اليوم هو سماحة المحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني دام ظله ومن خلال ما أصدره من بحوث في شتى مجالات الفكر الاسلامي كاشفة عن الاعلامية والريادة العلمية التي يتمتع بها في دام ظله فهمه للاطروحة الاسلامية واما على مستوى الواقع فقد صنع بفكره مرجعية محصنة بالعلم والمعرفة بعيدة عن الشبهات العقائدية والاخلاقية تتبنا منهح الاعتدال والوسطية والمجادلة بالحسنى زمءلك اساليبه المعاصرة التي جعلت الشباب بالدرس والدعاء وتلاوة القران في زمن ضاعت فيه قطاعات كبيرة من ابناء الامة ممن التحق بغير مرجعية الاعلم وفكره المعاصر المعتدل حيث استطاعت الافكار المنحرفة ان تدخل في اروقة دروسهم وحرف قواعدهم وارتباط الكثير منهم بدعوات مهدوية وافكار الحادية وهذا يكشف عن عدم قدرتهم على القيادة فضلا عن امور اخرى اجتماعية وأخلاقية القت بظلالها الفاسدة على المجتمع برمته