لمركز الإعلامي – إعلام الهارثة
قال الاستاذ نعيم الصيمري خطيب صلاة جمعة الهارثة في مسجد العقيلة زينب (عليها السلام) في قضاء الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف الرابع من ذي القعدة 1441 هـ الموافق 26 من شهر حزيران 2020م إنّ الإسلام هو دين السلام والمحبة والتآلف ونبذ الفرقة والخلاف والتباغض، وأنّ هذه من أسمى الصفات وأجلى المعاني التي تميز بها الاسلام.
وأورد الصميري صلح الجديبية مثالا على دعوة الإسلام إلى السلم، وقال: “طبق ذلك المبدأ الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) في صلح الحديبية.. وكان هذا الصلح في السنة السادسة للهجرة في شهر شوال والسبب أنَّه في شهر ذي القعدة من السنة الهجرية السادسة قرر رسول الله (صلَّى الله عليه واله وسلَّم) وأصحابه السير والزحف نحو مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، فدعا رسول الله أصحابه للمسير، وسار باتجاه مكة ولم يحملوا معهم إلَّا سلاح المسافر فلم تكن نيتهم نية حرب ولا قتال، بل نية أداء مناسك العمرة فقط، فلبس المسلمون ملابس الإحرام وساروا إلى مكة المكرمة، وعندما وصل المسلمون إلى منطقة تُسمَّى “ذي الحليفة” أحرموا للعمرة بأمر من رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) وعندما صاروا على مقربة من مكة المكرمة جاءهم خبر مفاده أنَّ قريشًا جمعت الرجال وأعدت العدة لقتال المسلمين وصدهم عن مكة خوفا أن يسمع العرب بأنّ محمّداً دخل عنوة إلى مكّة وكسر شوكتها، فبعثوا إليه بوفد يرأسه سهيل بن عمرو بن عبد ودّ العامري، وطلبوا منه أن يرجع في هذه المرّة من حيث أتى على أن يتركوا له مكّة في العام القادم ثلاثة أيّام،…
واضاف: وقد اشترطوا عليه شروطاً قاسية قبلها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وبالرغم من ظلم بنوده يعتبر صلح الحديبية نصرا للمسلمين وتثبيتا لأركان الدول الإسلامية،وقد أثبت صدق الذين دخلوا في الإسلام حديثاً.ويمكن للجميع أن يستوحي أن هذه التخطي والسلوك الذي أتخذه النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) تعبيرا عن معنى النص القراني بقوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(سورة الأنبياء)علما أن المفاوض والمحاور هم مشركون فهذه أوثق رسالة عن سلمية وعفوية الأسلام بغض النظر عن المعتقد أو الدين ليضفي من ذلك عنوانا مشتركا عن معنى الأنسانية ومن أهم الشروط التي نص عليها صلح الحديبية أن يعود المسلمون إلى أراضيهم هذا العام، وألا يتم السماح لهم بدخول مكة وتأدية المناسك.وقد رأى سهيل بن عمرو ذلك، حتى لا يقال أن قريش قد خافت من محمد، وأنهم دخلوا مكة غصبا عن أنفسهم، على أن يعود المسلمين العام الذي يليه لتأدية المناسك.وأن يأتي المسلمون مكة لمدة ثلاثة أيام وذلك بسلاح المسافر.
واشار بقول:واذا جاء أي شخص من قريش يريد الدخول في الدين الإسلامي، لا يقبله الرسول بدون أن يأذن وليه له، وإذا حدث العكس وارتد أحد المسلمين تقبله قريش في الحال ولا يتم إقامة أي حروب بين المسلمين وقريش ولمدة عشر سنوات ولا يكون هناك أي غل في النفوس أو حروب نفسية ومن أراد من قبائل العرب أن يكون بجانب الرسول الكريم، فله من أراد، ومن أراد أن يدخل لجانب قريش، فله ما أراد ومن أهم النتائج التي ترتبت على صلح الحديبية حيث أن هذا الصلح ترتب عليه دخول عدد كبير من قريش في الإسلام،و ظهر الإسلام بشكل كبير، واتجه المسلمون لنشر دعوتهم، حيث أنهم أمنوا جانب قريش، بالإضافة إلى أنهم فرغوا لليهود ومكرهم فكان الصلح نصراً على كل الجوانب و أعطى هذا الصلح الوقت الكافي لكي يقوم المسلمون بتجهيز جيوشهم واسلحتهم، حتى يكون على أستعداد لرد أي عدوان وفتح أي مكان.وأستغل الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) فترة الصلح؛ وذلك بإرسال الرسائل إلى ملوك الفرس، والروم، والقِبط؛ لدعوتهم إلى الإسلام.