المركز الإعلامي-إعلام الهارثة
الاستاذ نعيم الصيمري خطيبُ صلاةِ جمعة الهارثة في مسجد العقيلة زينب (عليها السلام) في مدينة الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف ٢٠ من رجب الاصب ١٤٤٢ هـ الموافق الخامس من آذار ٢٠٢١
وقال:: قال الله العليِّ القديرِ : { الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} الزخرف/٦٧ .ايها الاخوة :يُخبرُنا اللهُ تباركَ وتعالى في هذه الآيةِ الكريمة ان الذين كانوا في هذه الدنيا أَخِلاءَ أحِبّاءَ ينقلبونَ في الآخرة أعداء بعضهم لبعض إلا المتقين فإنهم تبقى مودتُهم بينهم في الآخرة.والمتقون إخوةَ الإيمان همُ الذينَ يقومونَ بحقوقِ اللهِ وحقوقِ العباد، هم الذين أَدَّوْا ما افترضَ اللهُ عليهم واجتنبُوا ما حرّمَ عليهم وعامَلُوا العبادَ معاملةً صحيحةً انسانية موافقةً لما جاء به المصطفى … وما سببُ ذلكَ اي عداوة الاخللاء إلا البعدُ عن مجالسِ علمِاء الدِّين الربانين ، فالمُتَّقونَ مِنْ شأنهم أن يتعاونوا على ما يُرضي اللهَ تعالى ، ويجتمعوا على محبة وطاعةِ الله ، الصديقُ الصالحُ و خيرهم اهل العلم الربانيين المخلصين العاملين هم الذين يُرشِدُوكَ إلى طاعةِ الله ، يرشدك لحضور مجالسِ العلمِ مجالس الوعض يبلغوك ان تحضُرُ اليومَ بإذنِ الله، الى المجالس القرآنية ، مجالس الذكر والتوعية ويرشدك إلى متابعة المحاضرة التي تعلمك دينك وتعاليمه وتبين لك المرويات الصحيحة والضعيفة والمرسلة والموثوقة منها ، ويكشف الخرافة والأكاذيب المدسوسة فيه . وفي الوقت ذاته يرشدك الى الابتعاد وعدم الحضور إلى مجالس اللهو و المقاهًى التي تتعاطى فيها الحشيشة والحبوب والخمور ، ويحبب ويقرب ويرغب لنا صفة التقوى ومن هم المتقون وما صفاتهم ، فصفة المتقونَ انهم يجتمعونَ على طاعةِ اللهِ ويَفترقونَ على طاعةِ الله . وقالَ صلى الله عليه واله وسلم: “إنَّ المتقينَ يتحابُّونَ بنورِ الله” .ومعنى نورِ الله أي مرضاةِ الله، يتحابُّونَ ؛ لأنَّ طاعةَ اللهِ تجمعُهم مِنْ غيرِ أرحامٍ بينهم ولا أنسابٍ ولا علاقةٍ مالية، هؤلاء همُ المتحابُّونَ في اللهِ الذينَ يتعاونونَ على البِرّ والتقوى ولا يتعاونونَ على الإثمِ والعُدوان .لا يغشُّ بعضُهم بعضًا، ولا يخونُ بعضُهم بعضًا، ولا يدُلُّ بعضُهم بعضًا ولا يخوض بعضهم بدعةِ او ضلالةٍ أو فِسقٍ أو فُجورٍ أو ظُلم ، اجتَمَعُوا على محبةِ بعضِهم في اللهِ وهذا هو الصديقُ في المحبة، ثم إن حصلَ مِن أحدٍ معصيةٌ ينهاهُ أخوهُ ويزجُرُهُ لأنَّه يُحبُّ لهُ الخير. فقد قالَ رسولُ الله صلى الله عليه واله وسلم: “المؤمنُ مِرآةُ المؤمِن” .المؤمنُ مِرآةُ لأخيهِ المؤمن، ينصَحُه حتى يَصلُح حالُه .
واضاف:: لما ارتكبوا من جرائم الدس والتحريف والكذب حين وضعوا ونقلوا الروايات الكاذبة والموضوعة والخرافة في موروثنا الاسلامي نعم حقا انها، جريمة بحق الانسانية أجيبوا عن أسئلتهم المستحيلة النابعة عن طغيانهم وكبرهم وعتوهم،وانحرافهم عن منهج الاسلام المحمدي الأصيل من حيث يوم القيامة، يتبرأ الطغاة بعضهم من بعض، وهم يعضون أصابع الندم على ما اقترفوه وما وضعوها من روايات تهدف الى التشنج والتناحر الطائفي مع مخالفتهم لنبي الإسلام صلى الله عليه واله وسلم) الذي جاءهم بالحق.يومئذٍ تأكل الحسرة قلبه، والندم نفسه، يعض على يديه من الحنق والندم على الفرصة التي فاتته فلم يتبع سبيل الرسول هم الآن؟! لقد تخلوا عنه، ليته لم يتخذهم أخلاء في الحياة الدنيا، إنهم كانوا أعداء حقيقيين ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾هذه أحوالهم في الحياة الدنيا، التزيين، والإغواء، والصد عن الحق، فإذا جد الجد وتكشفت الحقائق كان التخلي وإظهار العداوة والبغضاء ﴿ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ [سورة ق: ٢٧].ومن صور الحوار بين الأخلاء والقرناء والأتباع والمتبوعين هذه الصورة: ﴿ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: ٢١ –
وتابع :: وجسّد الإخوة والمحبة والصديق الصالح السيد الأستاذ دام ظله حين تفضل علينا وعلى والأمة الإسلامية جمعاء حيث رفع عن كاهلها جذور التفرقة والطائفية العمياء والتناحر والتقاتل وذلك من خلال التنقيح والتدقيق في مورثنا الإسلامي الذي كان ولا يزال يغذي الأمة ويحركها يمين وشمالا ، أي فيه الغث والسمين و يحركها تارة في المحبة والتآلف والتعاون … وتارة نحو البغض والكراهية بعضها من البعض وبين التقاتل و التناحر الطائفي تارة أخرى ، بينما سماحة السيد الأستاذ ( دأم ظلة) يعمل على رفع تلك الخرافات والأكاذيب الموجودة في الموروث الإسلامي ، فبدأ ينقي وينقح ويحقق به يكشف الخرافة والأكاذيب الملفقة والمدسوسة … ايها الاخوة لنختار لأولادِنا مجالس العلم والنصح وجلبهم اليها للحفاظ عليهم وتوعيتهم وكذلك نختار لهم الصديقَ الصالحَ الذي تجمّلَ بالصفاتِ الحميدةِ، بالمحبةِ والتناصُح، يحبُّ ولدك لله وينصحُه لله ، يعينُه على البِرّ والخيرِ الذي يرضاهُ اللهُ عزّ وجلّ ، يرشده الى الحبُّ الكاملُ وهو اتِّبَاعِ الرسولِ صلى الله عليه واله وسلم ومن يمثله في تطبيق نهجه وشريعته السمحاء فقد قالَ رسولُ الله صلى الله عليه واله وسلم في الحديثِ القدسي: “قالَ اللهُ تعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي للمُتحابِّينَ فِيَّ، والمتجالسينَ فِيّ والمتزاوِرِينَ فِيّ ” .وقال صلواتُ ربي وسلامُه عليه: “المتحابُّونَ في اللهِ يكونونَ يومَ القيامةِ في ظلِّ العَرْشِ يومَ لا ظِلّ إلا ظلُّه يَغبطُهُم بمكانهمُ النبيونَ والشّهداء” . أيِ الأنبياءُ والشهداءُ يُسرُّونَ لِرؤيتِهم في ظلِّ العرش . .