المركز الإعلامي / إعلام الناصرية
تكلم خطيب جمعة الناصرية الشيخ رافد الطائي ( وفقه الله ) بتاريخ اليوم الجمعة ‘ 12 ربيع الاول 1439 هـ – الموافق 1 كانون الاول 2017 م
بقوله الله تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) .
قال رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلم): (لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم واحد لبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي
يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً) فان مسألة لإمام المهديّ المنتظر جديرة بالإهتمام لأنها عقيدة مهمّة من العقائد الإسلاميّة والشيعية بصورة خاصّة فلا يجوز عدم الإهتمام بها كما لا يجوز عدم الإهتمام ببقية العقائد الإسلاميّة. لأنَّ هذه المسألة كانت ولا تزال نافذة أمَلٍ للمستضعفين، وهي خير حافزٍ للعمل والجدّ في سبيل نشر الإسلام وإشاعة المذهب تمهيداً لقيام الحكومة المهدوية العالمية بحيث اصبحت اليوم غرضاً لسهام المغرضين والمبطلين من الكفار والمنافقين نظراً لأهمّيتها في حياة المسلمين، وخاصّة في هذا العصر. من هنا لا بدّ من العمل بشتّى أنواعه لبثّ وتعميق وعولمة هذه العقيدة الحيوية والبنّاء ة وتكوين حالة عامة من الاعتقاد بالإمام المهدي الموعود لتهيأ العالم لمجي ء ذلك المنقذ الكبير وذلك المُخَلِّص العظيم للبشرية من شرور الاستكبار والاستعمار ومن براثن الظلم والجور، والفساد والانحراف، وليتحقق به وعدُ اللَّه الذي لا يتخلّف.لذا كان الاهتمام البالغ من علماء المسلمين بالقضية المهدوية ودراستها او بحثها من جميع جوانبها على ضوء الكتاب والسنّة، كما تطرق لبحثها غير واحدمن رجالات العلم والمعرفة في الأديان والمذاهب السماوية الأخرى لأنَّ الإيمان والإعتقاد بظهور المنقذ والمصلح العالمي المنتظر الذي يشكل ويمثّل جوهرة الفكرة المهدوية في الإسلام كما هو موجود عندنا موجود في تلك الأديان والمذاهب أيضاً،والإيمان بفكرة حتمية ظهور المنقذ العالمي تعبّر عن حاجة فطرية عامة للإنسان وتتقوم هذه الحاجة على تطلّع الإنسان إلى الكمال فهي فكرة قديمة وليست مقصورة على الإسلام، وقد تعرّض القرآن لهذه الفكرة والوعد الإلهي بقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِى )الصَّالِحُونَ) (5). فالزبور كتاب داوود، والذّكر هو التوراة كما جاء في التفاسير ولابدَّ أن يتحقق هذاالوعد الإلهي يوماً ما، وإن كان هذا اليوم هو آخر يومٍ من عمر الدنياكما ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم واحدلبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً) والآية الأخرى التي تشير إلى هذا الوعد الإلهي، قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) وهذه الآية وإن وردت في شأن بني إسرائيل واستيلائهم على زمام الأمور بعد تخلّصهم من قبضة الفراعنة – ولكن هذا التعبير (ونريد) يشير إلى إرادة إلهية مستمرة، ولذلك طبقت الآية في الكثيرمن الروايات على ظهور المهدي (عليه السلام) وهناك شواهد على أنَّ قيادة العالم ستنتهي لعباد اللَّه الصالحين،وهذا الأمر لا خلاف فيه بين الأديان والمذاهب، وهذه الحقيقة من شأنها أن تساعد على إسقاط أربع شبهات في المسألة المهدوية في آن واحد
الشبهة الاولى // بطلان الشبهة القائلة بتفرّد الشيعة بالقول بالمهدوية.
وثانياً: بطلان الشبهة القائلة بأن المهدوية أسطورة إذ ليست هناك اسطورة تحظى باجماع الأديان السماوية وغير السماوية ويتبناها العلماء والمفكرون والفلاسفة.
وثالثاً: بطلان الشبهة القائلة بدور اليهود في ايجاد العقيدة بالمهدوية بحجة أن الفكرة موجودة عند اليهود وغيرهم.
رابعا// بطلان الشبهة القائلة بأنَّ فكرة المهدوية وليدة الظروف السياسية الحرجة التي عاشها أتباع أهل البيت (عليهم السلام)،فما أكثر المظلومين والمضطهدين على مَرِّ التاريخ وعبر الزمن وفي شتى بقاع الأرض ومع ذلك لم يعرف عنهم هذا الإعتقاد، وما أكثرالأفراد والجماعات التي آمنت بهذه الفكرة بدون معاناة لظلم واضطهاد.
نعم لا ريب بحصول عوامل ضغطٍ واضطهادٍ دفعت باتجاه التمسّك بالفكرة المهدوية أكثَرْ لا أنها تنشئ هذه الفكرة وهذاالإعتقاد واوجدتها من حيث الأساس.
إذن الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي وإقامة الدولة الإلهية العادلة في كل الأرض من نقاط الاشتراك البارزة بين جميع الأديان والمذاهب، والإختلاف بينهم إنما هو في تحديدهوية ومصداق هذا المصلح العالمي الذي يحقق جميع أهداف الأنبياء والأوصياء. على أنّه قد وجد ولا زال موجوداً ولكن غاب عن الأنظار لمصلحة علمها عند اللَّه سبحانه وتعالى، وعن علي (عليه السلام)، عن النبي صلى الله عليه وآله: (المهدي منّا أهل البيت،يصلحه اللَّه في ليلة ) وعن حذيفة بن اليماني رضى الله عنه قال: خطبنا رسول اللَّه( صلى الله عليه وآله وسلم) فذكّرنا بما هو كائن، ثم قال: (لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل اللَّه عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي) فقال سلمان الفارسي (رض): يا رسول اللَّه من أي ولدك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم ): (من ولدي هذا) وضرب بيده على الحسين (عليه السلام)
وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (أنا سيد النبيين،وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثناعشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم المهدي وهناك الكثير من الروايات والأحاديث الواردة في المهدي (عليه السلام) قد بلغت حدّ التواتر كما صرّح بذلك الكثير من علماء مدرسة الخلفاء، منهم الشوكاني في كتاب عون المعبود وابن كثيرفي البداية والنهاية والحافظ الكتاني في كتاب نظم المتناثر في حديث المتواتر فمع الوضوح في الروايات والأحدايث المتواتره بذكر الامام (عليه السلام ) ولكن الفكر المتطرف المبيح للقتل وزهق الأرواح المتجسد بالفكر الداعشي التيمي لايرضى بهذه الحقيقه ويعتبرها من نسج الخيال بل ينعتها بأاوصاف فاقده لمعنى الامانه العلمية عندما يصفها بالأمامه المزعومه او بالامام المسردب انتهى .