المركز الإعلامي – إعلام الناصرية
تحدث الشيخ رافد الطائي (وفقه الله) في بداية الخطبة الاولى التي ألقاها اليوم , الجمعة 24 ربيع الثاني 1439هـ – الموافق 12 كانون الثاني 2018 م , في مسجد وحسينية النبأ العظيم , في مدينة الناصرية قائلا” : لقد سطر التاريخ بصوره المختلفة والمتنوعة الأحداث كما هائلأ من الأرهاصات والتداعيات التي تصل بمستوى البشرية ان تعيش ضمن نطاق التيه وضياع النظام الذي يجسد حقيقتة دورها الأساسي من خلقها مما أحدث الفكر بصورة عامة ثغرات وفجؤات بسبب تعاقب الثقافة الخاطئة من جيل الى جيل مما يصل الامر ان تستخدم المفاهيم الداعية الى القتل واباحته الأعتداء من خلال سفك الدماء وزهق الأرواح وهذا بذاته يصنع سلوك للتطرف الديني المصحوب بعناوين تحمل صبغة الاسلام والدين لغرض التغرير وخداع الناس البسطاء ولأعطاء الصورة القبيحة المصطنعه للأطاحة بالتراث الاسلامي من خلال الغاء الأفكار والنظريات وأطروحات الأخرين وتسير كل ذلك بأاسس يعتقد بها انها نابعة من ثقافة الاسلام وسنن العقائد الاسلامية المثبتة لمعنى وعنوان المفاهيم والأفكار الصحيحة وفي كل زمان تلاحظ وتلمس ان المنهجية الخاطئة والقاتلة للعقل والوجدان والشعور الذاتي تترجم على بث الأفكار المسمومة التي يصل بها الأمر ان تتعدى على حضرت الساحة الألهية فكل ماتقدم هو بيان عن الحالة النفسية التي يعيشها النهج التكفيري والذي تجسد بشخص ابن تيمية الحراني من خلال اتخاذ منهج تكفير الأخرين ونسب لهم الأوصاف اللاذعة هو سيرة عملية يمضي صدقها واستتباعها على نهج القران والسنة النبوية كما يعتقد وبهذه الصورة من العمومية والشمولية فلا يتصور ابن تيمية ابدأ وهو شيخ الاسلام انه يكذب بهذه الطريقة اي ان الانسان البسيط لايصدق بأن شخصا بمستوى شيخ الاسلام يصل الى هذا المستوى من الكذب فأسلوبه يرعب البسيط من الناس بسبب حديثه بالعموم والمجموع والكلية مع ملاحظة ان الكثير من العلماء السنة والشيعة يتردد ويخاف من عدد الكتب او كبر حجمها ولاينظر الى مافيها من فكر سقيم متناقض ولهذا ربما يقتبسون بعض عباراته ويردون عليها فتكون الردود غير تامة ويستغل اتباعه الجهال هذه الحيثية فيصورون ان فكر ابن تيمية لايمكن رده قياسا على الكثرة والحجم بينما في الحقيقة انها فارغة ومتناقضة وسقيمة مع العلم ان ابن تيمية بارع وفنان في جانب العدد وقياس الحق باعتبار العدد فتجد عنده الجزء العاشر والعشرين وأكثر مع ان الجزء نفسه لايقارن بالأجزاء الحالية من الكتب بل صارت أجزاء لوجود الشارحين والمعلقين عليها مما كان الكشف عن جذور التطرف ، والعنف والإرهاب ومعرفة أسبابه هو موضوع الساعة وهو في نظرنا من أشد الموضوعات خطورة وأثرًا وأجدرها بالدرس المتأني ذي النفس الطويل ؛ ذلك لأن المسلمين اليوم وهم يواجهون مشكلات الحضارة وتحديات العصر ومعركة البقاء لا يواجهون ذلك كله وهم على منهج واحد كما تواجهه الأمم الأخرى بل هناك مناهج لدينا نشأت أو قل نبتت من الابتعاد عن المنهج الأمثل المنهج الحق الذي ارتضاه لنا رب العالمين بقولة تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)ولذا ابتليت الأمة الإسلامية ولشد ما ابتليت به اليوم! قضية العنف والغلو والتطرف التي عصفت زوابعها بأذهان البسطاء من الأمة وجهالها ، وافتتن بها أهل الأهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع الحق فكانت النتيجة الحتمية أن وقع الاختلاف بين أهل الأهواء وافترقوا إلى فرق متنازعة متناحرة همها الأوحد إرغام خصومها على اعتناق آرائها بأي وسيلة كانت ، فراح بعضهم يصدر أحكامًا ويفعل إجراما يفجِّرون ويكفِّرون ويعيثون في الأرض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف إفراطا وتفريطا ، فان الأرهاب والتطرف الذي اصبح ظاهرة تعيشها الشعوب في وقتنا الحاضر لم يأتي اعتباطأولم ينشأ جزافًا بل له أسبابه ودواعيه ، ومعرفة السبب غاية في الأهمية ذلك لأن معرفة السبب تحدد نوع العلاج وصفة الدواء ، فلا علاج إلا بعد تشخيص ، ولا تشخيص إلا ببيان السبب أو الأسباب والأسباب متنوعة وكثيرة فقد يكون مرجع هذا الفكر أسبابًا فكرية أو نفسية أو سياسية أو اجتماعية أو يكون الباعث عليه دوافع اقتصادية وتربوية . . إلخ . وبالنظرة الشاملة المتوازنة نستطيع أن نجزم بأن الأسباب متشابكة ومتداخلة ، ولهذا لا ينبغي أن نقف عند سبب واحد ، فالظاهرة التي أمامنا ظاهرة مركبة معقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة فالمعالجات التأصيلية لقضايا المنهج القويم في الاعتقاد والفكر والفقه والآداب والسلوك لم تعد من نوافل الجهود أو هوامش الاهتمامات ، بل أضحت مطلبًا ضروريًّا ملحًّا وحاجةً مصيريةً لازمة لتوجيه المسيرة وتقويم من انحرف عن النهج المستقيم خاصة في هذا العصر الذي رزئت فيه الإنسانية بما أتلف أعصابها من كثرة التفرق والانحراف وانتشار الأهواء والمغرياتوالمفاسد ، لهذا كان المسلم في هذا العصر وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات بحاجة إلى ضوء كاشف ينير له الطريق ويجلي له الأمر في جميع المشكلات والعقبات التي تعترض طريقه ويقدم له الحلول الناجعة والمعالجات التأصيلية الجادة المعمقة على ضوء المنهج الصافي السليم وهذا ما تأكد ورسم بسطورنابعة من نهج معتدل وبأاسلوب وسطي الغاية منه انقاذ المجتمعات من كابوس الأرهاب والتطرف الديني الذي تجسد بالنهج التيمي الداعشي وكشفيه بالأساليب العلمية المستمدة من الشرع والاخلاق مما كانت المحاضرات العقائدية والتاريخية التي تصدى بطرحهما سماحته السيد الاستاذ الصرخي (دام ظلة المبارك ) خير شاهد على وضع الحلول الناجعة للمجتمعات بصورة عامة سواء كانت الاسلامية منها او غير الأسلامية .