أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) في محافظة البصرة-المعقل ، بإمامة الأستاذ احمد الشميلاوي ، اليوم الجمعة الرابع من رجب 1441 هجرية ، الموافق 28 / شباط / 2020 ميلادية ، وقد تناول الأستاذ الشميلاوي في الخطبة الأولى جانباً من حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام) تزامنًا مع ذكرى استشهاده لافتاً الى ان الإمام علي الهادي (عليه السلام) لم يَكُنْ سِياسِيًّا بِالسِّياسَةِ الدُّنيوَيَّةِ ، وَلَمْ يَكُنْ قَائِدًا عَسْكَرِيًّا كَقادَةِ الجِّهازِ الحَاكِمِ الظَّالِمِ ، وَلَمْ يَكُنْ مَسؤولًا أَو زَعِيمًا لِجنَاحٍ مُسَلَّحٍ كَعِصَابَات السَّلبِ وَالنَّهبِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ وَالإِرْهَابِ ، وَلَمْ يَكُنْ مُنتَهِزًا وُصُوليًّا عَابِـدًا لِلمَناصِبِ وَالوَاجِهَات كَالمُنتَفِعِينَ الوُصُولِيَّينَ العُمَلاءِ الأَذِلَّاءِ فِي كُلِّ زَمانٍ ، وبِالتَّأكِيدِ فَإِنَّهُ لا يُمثِّلُ جِهَةً وَحِزبًا مُعارِضًا ، كَالأَحزَابِ المُتصَارِعَةِ عَلى الدُّنيَا وَالمنَافِعِ الشَّخْصِيَّةِ الخَاصَّةِ ، وأشار خطيب الجمعة الى دور الإمام علي الهادي (عليه السلام) باتخاذ طريقُ العلمَ والتقوى والوسطيةَ والاعتدال في الردَّ على شبهةِ تحريفِ القرآنِ او في الرد على الشبهاتِ التي تقعُ سواء كانت من غلاةِ الشعية أو من الفرقِ الإسلامية الاخرى ، و بيّن ايضا حجم المعاناة والتضييق الذي كان يتحمله الإمام الهادي (عليه السلام) من الحُكَّامِ الظَّالِمينَ وتصرفات كهنتهم المضلّين المتصفة بالتَشَنِّجَ والوَحْشِيَّةً العَنِيفَةً ، اذن فعلينا ان نسال أنفسنا لِماذَا هَذَا العَداءُ وَالنَّصبُ وَالبُغْضَاءُ؟! وَلِماذَا التَّجَسُّسُ وَالمُراقَبَةُ وَالتَّضْيِيِقُ وَالمُداهَمَةُ والتَّروِيعُ وَالاِعْتِقَالُ ..
وتطرق خطيب الجمعة الأستاذ الشميلاوي في الخطبة الثانية إلى (فضل شهر رجب الاغر) مبينًا : ان شهر رَجَبٌ شَهْرٌ عَظِيمٌ عند الله ففيه يُضَاعِفُ اللَّهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُو السَّيِّئَاتِ ، وهو شهرُ الغفران ، كما رُوي ذلك عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في احاديث وروايات كثيرة مشيرة الى ذلك ، كما وإنّ هنالك الكثير من النصوص الشرعية الواردةِ الى فضل شهر رجب ، وفيه يوجهنا ويامرنا الله ومن على لسان اهل بيت العصمة (عليهم السلام) بان نطلبَ في هذا الشهرِ الهدايةَ من اللهِ تعالى، والهدايةُ تعني ان تُرفعَ جميعُ الموانعِ التي تحجبُ عن سلوكِ طريقِ الحق والابتعادَ عن اهلِ الفسادِ والظلمةِ والقتلةِ وكما قال المحقق الاستاذ الصرخي في بحثه الموسوم السفياني : (فالمنجى في العزلةِ والصبرِ على البلاءِ والحصارِ والصبرِ على الطاعاتِ والعباداتِ والصبرِ على المعاصي والمحرّمات ، فعلى كلِ انسانٍ يطلبُ النجاةَ وقبولَ الاعمال أن يزكّي نفسَهُ ويحصّنَ فكرَه من الانحرافات ، وأن يتّصفَ بالأخلاقِ الفاضلة ، لأنّ مجردَ الكلامِ والدعاءِ بتعجيلِ الفرجِ وبدونِ عملٍ جسدي ونفسي فإنّه لا يُجدي نفعًا .. والجدير بالذكر يُعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل لإقامتها .
ركعتا صلاة الجمعة المباركة