المركز الاعلامي – اعلام المعقل
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) بإمامة الشيخ حيدر الزيدي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 24 / 8 / 2018 م الموافق له 12 / ذو الحجة / 1439 هـ ،
حيث تناول الشيخ الزيدي في خطبته الأولى تزامنا مع ذكرى استشهاد سفير الحسين وبن عمه وثقته من اهله مسلم بن عقيل (عليهما السلام) ” اهم الاسباب التي جعلت الناس يخذلون هذه النهضة العظيمة ” التي يفترض ان تطيح بعرش الظالمين وجبروتهم ولكن بسبب الخذلان من قبل مما يسمى بالشيعة في ذلك الزمان تغير الامر الى ما جرى من مصائب وويلاة ومن المؤسف جدا ان هذا الخذلان والتقاعس ولا مبالاة من قبل هؤلاء بنصرة من فترضت طاعته عليهم صار سمة يعرفون بها من عهد امير المؤمنين (عليه السلام) مرورا بعهد الإمام الحسن (عليه السلام) وحتى الكوفة وكربلاء حتى وصل الحال ان يكون من اجلى ظواهر ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) واكثرها حرقة هي قلة الانصار وكثرة المتخاذلين عنه ،،،
وأشار خطيب الجمعة إلى المشاركين في خذلان وعرقلة ثورة ونهضة مسلم بن عقيل فالقسم الاول هم الذين لم يعقهم عن نصرة رسول الإمام الحسين (عليه السلام) ونائبه جهلهم به والشك في شرعية نهضته ، كما لم يكن ظلم الامويين واستيلاؤهم على مقدرات المسلمين بدون وجهة حق خافيا عليهم ولا بعيدا عن فهمهم ولم تمحا من ذاكرتهم تصرفات معاوية واساليبه الجاهلية في اجبار المسلمين وساداتهم على قبول خلافة ابنه الفاسق يزيد لكنهم كانوا يعيشون حالة خوف وهلع شديدين فهم لم يفكروا يوما بالمواجهة ولم يخطر في بالهم ان يقولوا للظالم كلمة (لا) فقد كان الجبن والخوف يسيطران عليهم بشكل واضح وجلي ، والقسم الثاني هم ماكان يمنعهم الخوف والهلع على عكس حالة القسم الاول فهم واجهوا الامويين في مابعد ورفضوا بيعة يزيد اذن لم يكن الخوف هو الذي اعاقهم عن نصرة مسلم بن عقيل (عليه السلام) بل امر اخر ، انه الطموح السياسي والمجد الشخصي ، عندهم طرحا خاصا بهم ومشروعا يريدونه حتى ولو على حساب مشروع المعصوم (عليه السلام) ولكن طرحهم هذا لم يكن على اساس السعي لتخليص الامة من الظلم ونهب … والقسم الثالث هم ابناء نعمة وميسوري الحال وفي سعة من العيش الرغيد ومتعلقين بالدنيا وزخارفها لايحبون التضحية في سبيل الله سبحانه ويكرهون المواجهة مع التيارات المنحرفة ويحبون ان يبقوا بعيدا عن الاحداث لايشاركوا ولا يعطوا ولا يضحوا لكي يحافظوا على رفاهيتهم ولسان حالهم يقول ، ماذا يريد منا الاسلام ان نصوم ونصلي ونزكي ونؤدي فريضة الحج الا يكفي ذلك كله لماذا يراد منا المواجهة والوقوف بوجه الطغاة المتسلطين وماذا نفعل لواقع فاسد مرير ،،،
وتتطرق الشيخ الزيدي في الخطبة الثانية الى (مراحل حياة الانسان) فهو يبدأ بمرحلة الضعف الاولى وهي الطفولة ضعف جسدي وحاجة الى الابوين وهناك مرحلة الضعف الثانية وهي الشيخوخة والهرم حيث ضعف الطاقة الجسدية وقد تضعف حتى القدرات الذهنية ايضا ، فتبقى مرحلة القوة التي تعني الحيوية والعطاء والخير ، فالطفولة حالة ترقب وانتظار لمرحلة الشباب والشيخوخة حال تذكر واستثمار لفترة الشباب ايضا ، فالحياة كلها تتركز في مرحلة الشباب فهي اما سعي لها واما استمتاعا بها او ركونا الى ذكرياتها وخيراتها ، اذن اذا صلح الشباب صلحت الامة ولذا توجه مؤمرات الاعداء الى هذه الشريحة الاجتماعية المهمة ، والشباب قوة وعطاء وانفتاح ولذا يقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل الا ظله ، ويعد اول هؤلاء السبعة ، امام عادل وشاب نشأ في طاعة الله… ) فيجعل (صلى الله عليه واله وسلم) الشاب الملتزم في دوره واهميته بعد الحاكم العادل في المجتمع من حيث التاثير والعطاء ، ثم تاتي احاديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم) التي تكشف عن اهتمام الاسلام بالشباب الملتزم ، فعنه صلى لله عليه وعلى اله ( فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ماكبرت سنه كافضل المرسلين على سائر الناس ) ، والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .
ركعتا صلاة الجمعة المباركة