أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) بإمامة الشيخ احمد الشميلاي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 3 / 11 / 2017 م الموافق له 13 / صفر / 1439 هـ ، حيث تطرق الشيخ الشميلاوي في خطبته الأولى الى جانب مهم من الجوانب المهمة في انتصار ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ألا وهو (الجانب الإعلامي) فهو يعد من أبرز الوسائل التي يُعتمَد عليها في التبليغ والإفصاح عما يراد إبرازه للآخرين ، بحيث يكون أسهل وسيلة في ايصال المراد للمخاطبين بوسيلة سهلة للغاية ، ولذا تعتمد عليه كثير من الحركات الإصلاحية لإبراز أهدافها وأطروحاتها الفكرية وقد اعتمد الأنبياء والمرسلون (عليهم السلام) في دعوتهم الصادقة لتوحيد الحق سبحانه وتعالى
وأشار الشيخ الشميلاوي إلى إلتفات الإمام الحسين (عليه السلام) إلى هذا الجانب مع إعطاءه الأهمية في إبراز ثورته المباركة وبيان أهدافها ، وإيضاح أطروحاتها وعليه فمن البعيد إغفاله (عليه السلام) له بل الصحيح أنه قد خطّط له تخطيطاً واضحاً ، وعمل على الإستفادة منه مع الأخذ بنظر الاعتبار علمه بوجود الإعلام المضاد لثورته المباركة في الجهة الثانية الذي اتخذه الأمويون من بعده كالتضليل والتشويه حيث سعى الأمويون الى تشويه الصورة الحقيقية لأهداف ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد أشاعوا على الإمام الحسين (عليه السلام) بأنّه شقَّ عصا الطاعة ، وفرّق كلمة الأمة بعد اجتماعها على خلافة يزيد ، وها نحن اليوم نعيش شيئاً من ترويج تلك الإشاعات الأموية التي تحمل في مضمونها تبرئة ساحة يزيد وطهارة يده عن الاشتراك في قتل أبي الأحرار الحسين(عليه السلام) أو دعوى أن الحسين (عليه السلام) إنما قتل بسيف جده (صلى الله عليه واله وسلم) لما ورد عنه (صلى الله عليه واله وسلم) من الأمر بقتل كل من شق عصا الطاعة على المسلمين ،،،
وتتطرق الشيخ الشميلاوي في خطبته الثانية إلى أمر اخلاقي رائع وصفة حسنة طيبة ألا وهي (خفض الجناح وحسن السيرة) فعرف الجناح من الناحية اللغوية على الميل والكنف ، فمن لا يملك مالاً فليس له كنف مال ، والجاهل ليس له كنف علم ، إنّ ما يستفيده الطائر من جناحيه متوفّر لدى الإنسان أيضاً ولكن بصفة أخرى ، فكما أنّ الجناح يعدّ مصدر قوّة ووسيلة يستعين بها الطير على الطيران ، فكذلك الإنسان ومن باب المجاز يكون له جناح متمثّلاً بقواه التي يستعين بها على الخوض في أمور الحياة ، فالعلم والمال والقوة الجسمانية والذكاء والعشيرة وغيرها ، كلّها تعدّ أجنحة يستطيع الإنسان التحليق بها في حياته ،،،
فيما أكد الشيخ الخطيب على كل من يمتلك هذه المؤهلات وهذه المقومات المتعلقة بجوانب الحياة من علم وسلطة وأموال وقوة وأبناء خفض جناحه والتواضع بها مع الناس لانها تُعدّ من مصاديق الخلق الحسن فينبغي عليه أن يكون أهلاً لها واهلا لاستحقاق هذه النعمة التي انعم الله عليه بها لأن يشقّ طريقه في الحياة بقليل من الصعوبة والمجاهدة ، وهذا يوجب له المحبوبية عند الناس ، ومع أنه أمرٌ صعب جدّاً ، إلا أنّه ممكن تحقيقه ، والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .
ركعتا صلاة الجمعة المباركة