خطيب جمعة المعقل / إن العفو والتسامح فيما بين الاخوة موقف أخلاقي يكشف عن قوة الشخصية وسلامة النفس من الحقد والضغينة

المركز الاعلامي – اعلام المعقل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة عليها السلام في محافظة البصرة بإمامة الشيخ حيدر الزيدي-دامت بركاته – وذلك في يوم الجمعة المصادف 30/11/2018 ميلادية الموافق 22 ربيع الاول 1440 هجرية ، حيث تناول الشيخ الزيدي في الخطبة الأولى عن -المحبة والألفة بين المسلمين- فلقد حرص الإسلام على تماسك المجتمع فما لم نحب بعضنا بعضاً فلسنا مؤمنين، لأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ربط الإيمان بالحب، إن لم تحب أخاك المؤمن فلست مؤمناً، إن أبغضته فلست مؤمناً، وإن أبغضك ليس مؤمناً، إن كنت مستقيماً على أمر الله، قائماً بواجباتك الدينية، واقفاً عند حدود الشرع، متخلقاً بأخلاق الإسلام، متبعاً لسنة النبي (عليه وآله الصلاة والسلام) ومع ذلك يبغضك، لماذا يبغضك؟ هناك مشكلة، هناك خلل، النبي عليه وآله الصلاة والسلام يقول: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ)) واشار خطيب الجمعة الى تحذير الله ونهيه عن التدابر والهجران بين المسلمين، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- :: “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث” فينبغي لكل طرف أن يتسع صدره للآخر، ويتغاضى عن زلاته، ويتخير الكلمات الطيبة، والألفاظ الحسنة، قال تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً” {الإسراء:53}، إنّ الشّريعة الإسلامية قد أمرت المسلمين بأن يحققوا الأخوة بينهم، وأن يجتنبوا التدابر والتقاطع وهجْرَ بعضهم بعضاً فوق ثلاث، وغير ذلك ما هو منافٍ للمحبة والألفة بين المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى: -إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ -[الحجرات: 10].

 

وتطرق الشيخ الزيدي في الخطبة الثانية عن -الأخلاق الحسنة ورذائل أخلاق – فبما إن الروح والباطن كما تستقذر بالمعاصي والذنوب فإنها تستقذر بالأخلاق الرذيلة فلابد من تطهيرها عن القذارات المعنوية والأخلاقية بالابتعاد عن سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق لتكميل النفوس الناقصة وترقيها وقربها من المبدأ الفياض وحصولها على السعادتين الدنيوية والأخروية .والمولى سبحانه وتعالى صاغ الأحكام الشرعية وأصدرها بالطريقة والصورة التي تعالج الجانب الأخلاقي أيضاً، ومن تلك الأحكام أحكام الطهارة بالمعنى الأعم حيث نجد فيها العديد من الأوامر والإرشادات والأذكار التي تحث وترشد إلى التكامل الأخلاقي….. والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها


ركعتا صلاة الجمعة