اكد خطيب جمعة المجر الكبير الشيخ عماد الزيداوي دام عزه في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في مسجد الامام الهادي عليه السلام اليوم الجمعة الموافق 26 جمادي الاول / 1438 هـــ. المصادف 24 / شباط / 2017 م… ان علاقة الإنسان بربه علاقة ذاتية متأصلة في نفس الإنسان، ولكلِّ امرىء طريق من قلبه إلى خالقه، وثمة باب في القلوب يفتح إلى من بيده مجريات الأحداث وهو بكلِّ شيء محيط، فحتى أشقى الأشقياء نجده عند الابتلاء بالمصائب والمحن، وعندما توصد في وجهه الأبواب، وتنقطع به العلل والأسباب، يفزع إلى خالقه وينقطع إليه متضرعا منكسرا، وهذا أمر ذاتي يتساوى فيه الناس مهما كانت اتجاهاتهم وميولهم.
و بيّن الطيب ان الدعاء هو الاقبال والتعبير الحي عن الصلة الموضوعية بين الخالق والمخلوق، وعن شعور الإنسان بحاجته الدائمة إلى ربّه تعالى في جميع أموره واعترافه الخاضع بالعبودية لله تعالى، والتي تتجسد في الشعور بالارتباط العميق باللّه سبحانه.
واضاف -دام عزه- ان جوهر العبادة هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة، فهو إذن مخ العبادة وحقيقتها وأجلى صورها وبه تسمو النفس وتشرق بالروح وتوصل الإنسان بربه بارىء الكون،
مؤكداً على ضرورة أن لا ينحصر في وقت الشدة والاضطرار بل يجب أن يكون في جميع الأحوال، نابعا من التسامي النفسي والانفتاح الروحي والكمال الانساني لانه في حالة اقتصر الإنسان على الدعاء في حال الاضطرار والشدة، فان ذلك لا يمثل كمالاً إنسانيا ولا إخلاصا عباديا، بل هو جفاء وقسوة وابتعاد عن رحاب الرحمة والمغفرة.