تكلم الشيخ كاظم المالكي (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعةِ المباركةِ في جامع سيد الكائنات – صلّى الله عليه وآله وسلّم – في مدينة القرنة شمال محافظة البصرة، في الخامس من ذي الحجة 1439هـ الموافق 17 آب 2018 م ،عن حياة الإمام الباقر – عليه السلام – قائلًا:
ستمر علينا بعد يومين ذكرى شهادة خامس أئمة أهل البيت – سلام الله عليهم – وهو الإمام الباقر – عليه السلام – ونحن نقف على اعتاب هذه الذكرى الحزينة على قلوب شيعة أهل البيت – عليهم السلام – لابد لنا من أن نأخذ العظة والعبرة من سيرته العطرة الطاهرة ، حيث نشأ الامام الباقر في رعاية ابيه زين العابدين عليهما السلام واخذ منه علمه وحلمه وعبادته وتولى الامامة بعده في عمر اربعين سنة، وقد استفاد الإمام الباقر – عليه السلام – من هامش حرية التحرك الناتج من ظروف سياسية واكبت مرحلة إمامته، حيث انشغل الحكم الأموي بالصراعات الداخلية فيما انشغل الإمام بالعمل على حفظ أصالة رسالة الإسلام .
وأضاف قائلًا :
لقد أرسى الإمام الباقر – عليه السلام – أساسات جامعة، تخرج فيها آلاف العلماء، وتشهد لجهوده غزارة الأحاديث التي وردت عنه والمسائل التي أجاب عنها والمناظرات التي حصلت بينه وبين أصحاب العقائد والأفكار المختلفة وما أخذ به العلماء عنه من شتى المذاهب الإسلامية.
واختتم خطبته قائلًا :
إنما فصلنا بشيء من الإسهاب في حوارات الإمام وحججه في المسائل العقائدية، لنبين مسألتين أساسيتين..
أولًا: إن الإمام – عليه السلام – كان يبذل الكثير من الجهد والصبر والوقت في المواضيع العقائدية وفي درء الشبهات ورد حجج الآخرين، إلا ان لغته أو منطقه لم يكن تكفيرًا ووعيدًا.
أما المسألة الثانية، فهي أن اظهار الليونة والمرونة في حواره مع الآخر، كان يقابله موقف حاسم وصلب في تحديد المعايير، التي يجب أن يلتزم بها كل الذين يمثلون الدين وخصوصًا حين تغيب الأمانة والصدق في احاديثهم وكتاباتهم، حيث كان الإمام يشدد على كل الباحثين عن حقيقة دينهم إلى الاحتياط في تبني الأفكار والآراء، حتى لا يقعوا في قبضة المتلاعبين بالعقول والعقائد والمفاهيم والأفكار، لا سيما عندما يصل الأمر إلى الأفكار المتطرفة والإلغائية كما هو الحال في هذه الأيام.. فقال – عليه السلام – : “الكمال كل الكمال في التفقه في الدين”.
ركعتا صلاة الجمعة