سلّط فضيلة الشيخ كاظم المالكي (دام توفيقه) خطيب صلاة الجمعة في جامع سيد الكائنات (صلى الله عليه و آله وسلم) اليوم 29 محرم الحرام 1439 هـ الموافق 20 / 10 / 2017 م , الضوء على أهميّة تماسك المُجتمع ووحدة الكلمة قائلًا :
“نستخدم كثيرًا وحدة الكلمة في التعبير عن الوحدة بشكلٍ عام، وعند الحديث عن الوحدة في العالم الإسلاميّ فهذا الأمر من الضروري وجوده، وذلك لأنَّ الشريعة الإسلاميّة جاءَت تحُثّ على الوحدة وعلى التضامُن والتكافل “.
مبينًا : لقد أدرك المستعمر الغربي مبكّرًا تأثير الوحدة الإسلاميّة وخطرها عليه؛ لذلك سعى بكافة الوسائل لثني المسلمين عن التّفكير بها من خلال سياسات التّغريب المختلفة، كما دقّ الغرب الأسافين بين الشّعوب والدّول الإسلاميّة بإشعال النّزاعات المختلفة بينهما حتّى لا تصل يومًا إلى مرحلة الوحدة .
وأضاف : حينَ تتحقّق الوحدة الإسلاميّة تكون قُلوبُ المُسلمينَ جميعًا كأنّها على قلب رجلٍ واحد، وهذا بلا شكّ يزيد من محبّة المُسلمين لبعضهِم البعض وبالتالي ينعكس على الصالح الخاصّ (المصلحة الفرديّة)، وعلى الصالح العامّ ( مصلحة المُجتمعات).
وأشار إلى جملة من الآثار المترتبة على الوحدة بين المجتمعات قائلًا : من جملة الآثار يختفي الحقد والحسد من قُلوب الناس لأنّ من المحبّة أن تُحبّ لأخيكَ ما تُحبّهُ لنفسك، وبالتالي تقضي على أسباب الفشل الذي ينخر في قوام المُجتمعات الإسلاميّة نتيجةً لفُرقة الحسد والبُغض.
وبوحدة الكلمة فإنّ الاختلافات التي كانت في السابق تُحدث فروقات كبيرة في الصفّ الواحد تتلاشى فتحلّ مكانها المودّة والرحمة والتآخي، كما كانت الحالة بين المُهاجرين والأنصار وكذلكَ بينَ الأنصار أنفسهُم حين كانوا قبلَ الإسلام يتقاتلون فيما بينهُم، فأكرمهُم الله بهذا الدين الذي جعلهم أخوة.
من الجدير بالذكر : إنّ الوحدة الإسلاميّة تجعل الشّعوب العربيّة والإسلاميّة كالجسد الواحد والبنيان المرصوص الذي لا يستطيع اختراقه أحد، بينما يمثل التّشرذم والتّفرق علامة الضّعف والهزيمة والفشل، لذلك وعندما كان المسلمون أقوياء عندما كانوا موحّدين، ولم يستطع أعداء الأمة تحقيق ما أرادوه إلاّ عندما تفرّق المسلمون وتشتّتت أهدافهم، وقد كان من أجل أهداف القادة المسلمين عبر التّاريخ أن تبقى الأمّة الإسلاميّة موحّدة.