المركز الإعلامي ـ إعلام القرنة
تكلم الشيخ أنس المالكي (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعةِ المباركةِ في جامع سيد الكائنات – صلّى الله عليه وآله وسلّم – في مدينة القرنة شمال محافظة البصرة، في 19 من ذي الحجة 1439هـ الموافق 31 آب 2018 م ،
عن عيد الغدير الأغر قائلًا:
لو تأملنا في الغدير وماذا كان يقصد بتبليغها سيد الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وتجردنا عن العواطف والطائفية والمذهبية لاكتشفنا حقائق وحقائق!! ولكن للأسف الشديد لم نأخذ منها ولم يرسخ في أذهاننا إلّا الجانب السياسي!! والذي لم يؤكد عليه صاحب الغدير نفسه ـ عليه السلام ـ أمام هداية واستقامة المجتمع، لذلك روت الكتب التاريخية والروائية أنّ عليًا ـ عليه السلام ـ أخذ بإصلاح المجتمع في ظل النظام السياسي القائم آنذاك ولم يجعل لهذه الحادثة أهمية أمام إصلاح المجتمع واستقامته، فقد شارك في بناء المجتمع وإصلاح الثغرات الاجتماعية والقبلية والنعرات الطائفية لأكثر من ثلاثين عامًا قبل استلامه منصب الإمامة الظاهرية وفي ظل دولة ومجتمع بدائي ودين غض طري جديد.
وتساءل قائلًا :
ترى لو كان عليٌّ ـ عليه السلام ـ حاضرًا بيننا هل سيتباكى ويتقاتل ويتناحر على زعامة سياسية زائلة؟!! في ظل هذا المجتمع الذي نخره الفساد من كل صوب وحدب!! وأشد الفساد فساد الذين يرفعون شعار الموالاة والحب لعلي!! , أما المتباكين على ضياع سلطة علي ـ عليه السلام ـ بعد الغدير في هذا الزمان فقد كشفهم علي ـ عليه السلام ـ منذ مئات السنين عندما قال: “الولايات مضامير الرجال“ فقد سقطوا وبان زيفهم من أول مضمار.
واختتم خطبته قائلًا :
ينبغي أنْ نفهم معنى الاحتفاء بالغدير و أنْ نعي ما هو المغزى منه والتركيز عليه وأنه احتفاء بعلي ـ عليه السلام ـ ونهجه القويم والذي هو بالمطلق نهج وخط سيد الأنبياء والمرسلين ـ محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وخط ومنهج آل البيت ـ عليهم السلام ـ وخط ومنهج الصحابة وأمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ وهو مغاير لخط التكفير والعنصرية والطائفية وخط المليشيات والقائم على تهميش الآخرين على أسس بعيدة عن الإسلام وقادته العظام.
ولا أجد من كلمة تحدد معنى وتظهر صفات المنتمين لعلي ـ عليه السلام ـ وغديره الخالد أروع مما قالها حفيد خاتم الأنبياء والمرسلين الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ حيث وصفهم قائلًا: “والله ما شيعتنا إلَا من اتقى الله وأطاعه، وكانوا يعرفون بالتواضع والتخشع وصدق الحديث وأداء الأمانة، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء، أفحسب الرجل أن يقول أحب عليًا وأتولاه ثم لا يكون فعالًا، فرسول الله خير من علي، أفيكفي الرجل أن يقول أحب رسول الله ثم لا يعمل بسببه؟ ثم قال: والله ما معنا براءة من النار، من كان وليًا لله فهو لنا ولي ومن كان عدوًا لله فهو لنا عدو والله ما تنال ولايتنا إلَا بالورع” .
ركعتا صلاة الجمعة