خطيب جمعة الفهود : دور الإمام السجاد ” عليه السلام ” فعالًا في إحياء الثورة الحسينية المباركة
المركز الإعلامي _ إعلام الفهود
أوضح خطيب جمعة الفهود الشيخ مظفر الخاقاني اليوم الجمعة 22 من شهر محرم الحرام 1439هـ , الموافق 13 من شهر تشرين الأول 2017م عن دور الإمام السجاد ” عليه السلام ” في إحياء الثورة الحسينية المباركو قائلًا : اهتم الإمام زين العابدين(ع)، من خلال سيرته العطرة، ببناء المجتمع الإسلامي بناء عقائديا وأخلاقيا عناية بالغة، سيما في الفترة التي أعقبت فاجعة الطف، بسبب ما وصل إليه حال المجتمع آنذاك من انهيار في الجانب العقائدي والأخلاقي، وابتعاد الناس عن دينهم من جراء سياسات الحكم الأموي التضليلية، التي حملت معول الهدم على القيم الأخلاقية والعقائد الحقة، فانبرى (عليه السلام) إلى إصلاح المجتمع وتثبيت العقائد الحقة وتهذيب الأخلاق بالقول والفعل, وكان المسلمون يرون في سيرة الإمام زين العابدين(ع) امتدادا حقيقيا لسير جده الرسول الكريم(ص)، وتجسيدًا حيًّا لقيم الإسلام، حتى ملكَ حبه القلوب، وانشدت إليه النفوس، بما كان يحمل من الملكات العالية وجوامع الكمالات، التي عزّ وجودها في ذلك الزمان, وقد استطاع الإمام زين العابدين(ع)، وهو في قيد المرض، ورهن الأسر الأموي والإقامة الجبرية، أن ينشر أهداف الثورة الكبرى التي فجرها أبوه سيد الشهداء(ع)، وذلك بالسعي إلى إصلاح المجتمع الإسلامي، وبث روح التدين والأخلاق الفاضلة فيه. فتمكن –برغم العقبات والصعوبات– أن ينشر الحياة في جسد الأمة الذي دبت فيه أمارات الموت، بسبب ابتعاده عن قيم الإسلام، والاستسلام لسياسة التجهيل والتضليل الأموي لشل حركة المجتمع الإسلامي، وتعطيل تفكيره، وأخلد إلى الراحة وطلب العافية. وكانت الخطة الإصلاحية للإمام زين العابدين(ع) تعطي الأولوية لتدارك ما أصاب الأمة من ابتعاد عن القيم الروحية، وسلوك الاتجاه المادي البعيد عن كل ما يمت للآخرة بصلة. وذلك من خلال انقطاعه إلى الله تعالى بالعبادة والمناجاة، حتى سمي لكثرة عبادته بـ(زين العابدين) و(سيد الساجدين) و(ذي الثفنات)، ولم يعرف المسلمون في زمانه رجلا أعبد منه ولا أزهد. وظهرت آثار العبادة على جسده الشريف، وكان يطوي كثيرا من لياليه في المسجد الحرام يؤدي نسكه وعباداته، وقد رويت مشاهد كثيرة لعبادة الإمام زين العابدين(ع) أدهشت من حوله، وأعادت إلى الناس صورة عبادة رسول الله(ص) وجده أمير المؤمنين(عليه السلام ).
وأضاف الخاقاني : لقد كان الإمام زين العابدين (ع) من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه، وذلك بمواقفه الشجاعة فحينما أدخلوا الإمام (ع) مع عماته وأخواته على الطاغية عبيد الله بن زياد، لم يكتف بإظهار الشماتة بهم، حتى التفت إلى الإمام (ع) وقال” من أنت فقال: أنا علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله عليا بن الحسين؟ فقال له (ع): قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس. فقال: بل الله قتله، فقال علي ابن الحسين(ع) الله يتوفى الأنفس حين موتها. فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد عليّ. اذهبوا به فاضربوا عنقه، فتعلقت به عمته زينب وقالت يا ابن زياد، حسبك من دمائنا. فقال علي بن الحسين عليهما السلام لعمته: اسكتي يا عمة حتى أكلمه، ثم أقبل عليه فقال: أ بالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت (أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة)” وهكذا كان الحال في مجلس يزيد في الشام حين عرَّفَ الرأي العام الشامي والإسلامي بشاعة الجريمة التي ارتكبها يزيد في استئصاله للعترة الطاهرة، وأيقظ فيهم الرأي والشعور والتفكر، مما جعل الناس يتحدثون بإعجاب وإكبار عن خطاب الإمام الذي كان من ثمرات النهضة الحسينية، وصفحة من صفحاتها المشرقة,ومن جهة أخرى، أحدث بكاؤه على أبيه لوعة في نفوس المسلمين، إذ إن الإمام زين العابدين(ع) كان يمثل ألمع شخصية إسلامية في ذلك الوقت عند المؤالف والمخالف، وكان البقية الباقية من العترة الهادية لرسول الله(ص)، وأبناء علي وفاطمة(سلام الله عليهما). فكان بكاؤه المستمر لأكثر من ثلاثين عاما مع تخلله بيان ما جرى من المصائب ورزايا على أهل بيت رسول الله(ص)، من العوامل الرئيسة في تحريك المشاعر وكسب تعاطف المسلمين على اختلاف آرائهم ومبتنياتهم العقائدية. وكان ذلك سببا لاستمرار الذكرى في الأذهان، وحياتها على الخواطر، وبقاء الأهداف حية نابضة في الضمائر ووجدان التاريخ، وتكدس النقمة والنفرة من القتلة الظلمة.