المركز الاعلامي / اعلام ميسان
اقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ( قدس الله سره ) ليوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الاول لعام 1439 هـ الموافق للاول من شهر كانون الاول لسنة 2017 م حيث كان الخطيب الشيخ عماد الزيداوي ( دام توفيقه )
وتحدث في الخطبة الاولى عن ولادة النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) قائلا :
في مثل هذه الأيام المباركة قبل أكثر من أربعة عشر قرنا أشرقت الأرض بنور ربها وتنزلت رحمة السماء وتعطرت الأكوان بتلك الولادة المطهرة المقدسة للنور الأقدس والسراج الأنور المقدس النبي الخاتم أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق المصدق في القول والفعل صلوات الله عليه وآله الطاهرين . فقد ورد في الروايات ان آمنة بنت وهب قالت: لما حملتُ برسول الله صلى الله عليه واله لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، ورأيت في نومي كأن آتياً أتاني وقال لي: قد حملت بخير الأنام، فلما حان وقت الولادة خف ذلك علي حتى وضعته صلى الله عليه واله، وهو يتقي الأرض بيديه، وسمعت قائلا يقول: وضعتِ خير البشر، فعوذيه بالواحد الصمد، من شر كل باغ وحاسد،وقالت ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء، وسمعت في الضوء قائلا يقول: إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا،… وعندها صاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما الذي أفزعك يا زعيمنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال إبليس لعنه الله: أنا لهذا الأمر، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة، فذهب ليدخل فصاحوا به، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرى، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله، فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل، ما هذا الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له: ولد محمد صلى الله عليه وآله، فقال له: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم، قال: رضيت
ونحن في هذا الشهر المبارك نتبرك بالسيرة العطرة لنبي الرحمة الرسول الأعظم وخاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه واله وسلم لابد لنا من تسليط الضوء قدر المستطاع على تلك السيرة الرائعة والتي دلت وتدل على أن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله كان احكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ولا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت سنته فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ثم يعود إلى قوت سنته، فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام، أن لم يأته شيء .
ثم قال دام توفيقه والحديث عن النبي الاكرم طويل لا تكفيه كل الكلمات فلقد كان صلى الله عليه وآله حريصا تمام الحرص على تجسيد دين الله (تعالى ذكره) كمنظومة أخلاقية متعالية الرفعة قائمة باركان الخلق الرفيع حيث يذكر لنا صلى الله عليه وآله مقالته الشريفة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فكان صلى الله عليه وآله مع كل عظمته ومكانته الإلهية يحترم الآخرين وان أساؤوا فكان يعيش في بيئة صحراوية قاسية كانت منطلقا لدعوته الإلهية الفذة فتعامل صلى الله عليه وآله مع تلك الظروف الحادثة وهو القائد والحاكم تعاملا موضوعيا صادقا ،
ثم خاطب الحاضرين بقول أيها المؤمنون أيتها المؤمنات
جاء رسول الله صلى الله عليه واله إلى مجتمع منهمك بعادات وثنية وطبائع قبلية تفرق بين الأبيض والأسود وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة فرفض رسول الله(صلى الله عليه واله) بأقواله وافعاله كل هذه الأشكال من التمييز العنصري والقبلي والاجتماعي والمادي وجعل الناس سواسية كأسنان المشط وجعلهم إخوة في دين الله تعالى وكان مقياس التفاضل بينهم التقوى فلا نسب يقربهم إليه ولا غنى يجمعهم به فأعزّ تلك الأقوام بعز الإسلام وهداها بهديه فجعلها خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله تعالى، إلا ان الذين انحرفوا عن جادة الطريق وعن نهج رسول الله(صلى الله عليه واله) أركسوا الأمة التي بنى أسسها رسول الله(صلى الله عليه واله) فتكالبت على الأمة الشرور بسبب قادة غير شرعيين تربعوا على منابر المسلمين فعاثوا في الأرض فسادا وأهلكوا الحرث والنسل وأباحوا المحرمات ، وهذا يحدث في كل زمان متى ما ترأس الظالمون والمفسدون على رقاب المسلمين فيعيثون فسادا ويخربون الأرض بعد إصلاحها ويجعلون أعزة اهلها أذلة…… وها نحن نرى اليوم كل مسلم وهو يعيش بقلبه وينتظر بعقله ذكرى يحبها ويسعد بتذكرها وهي مولد نبيه الأعظم محمد(صلى الله عليه واله) ذلك المولد الذي كان إيذاناً بإنتهاء عهد الضلال وإبتداء عهد الهدى، وكان البشرى الفارقة بين عهد الظلام والشرك والوثنية والسلب والنهب والضياع لكرامة الإنسان وعزته، وبين عهد النور والتوحيد والعبودية لله تعالى وإرجاع الإنسان لكرامته وعزته .
وتحدث في الخطبة الثانية عن القراءة واهميتها قائلاً :
كما تعلمون اطلقنا يوم امس في محافظة ميسان المركز حملة توعوية لبيان اهمية القراءة ودورها في رقي الفرد والمجتمع تزاماً مع ولادة منقذ البشرية ومحرر العقول من رواسب الجاهلية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله ) تحت شعار ( القراءةُ غذاءٌ للعقلِ وارتقاءٌ بالفكرِ ) وستستمر هذه الحملة حتى يتحقق المطلوب وهو عودة الناس إلى القراءة لأن القراءة تعد وسيلة هامة لرقي الانسان و التواصل عبر الحضارات و الثقافات الاخرى يكون عن طريق القراءة و المعرفة و الاطلاع على جميع سبل المعرفة و تقاس حضارات الشعوب بمدى ثقافة ابناءها و مدى تقدم العلوم و التكنولوجيا.
و حث الدين الاسلامى على القراءة و الاطلاع و المعرفة.
للقراءة أهمية كبرى فى حياتنا فهى سبيل التنوير و درب التقدم و الوصول الى الازدهار و التقدم و الرقى يكون عن طريق القراءة و تفتح القراءة مجالات كثيرة امام الانسان و بها يبصر و يشق طريقه فى عالم المعرفة و لا يكون الانسان عالما الا عندما يقرأ و عندما يريد الانسان الشروع فى مجال معين معين او دراسة مجال معين فعليه بدخول بوابة القراءة و التبحر فى جميع العلوم و المعارف و تفتح القراءة للانسان آفاق العلم و المعرفة و تؤدي القراءة حتما الى تطور الانسان و تطور البلاد و الشعوب و تعمل القراءة على حل المشاكل عن طريق التفكير العلمى و الاستنباط حيث تزيد القراءة فرص الشخص فى المعرفة العامة بكافة المجالات و العلوم .
و حث الدين الاسلامى على القراءة و ان الشخص المسلم الذى يقرأ و يعرف حدود دين الله يتبحر فى العلوم الدينية و جميع العلوم الاخرى حتى يصبح مدرك لما يحدث حوله و يستطيع ان يواكب العصر و أول ما نزل من القرآن الكريم آية تحثنا على القراءة و المعرفة حيث قال عز و جل فى القرآن الكريم و هو أول ما نزل من الوحى على رسول الله صلى الله عليه وآله .
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) .
و بهذا نرى ان الله عز و جل قد أمر عباده بالقراءة و المعرفة و الاطلاع مما يؤكد لنا مدى أهمية القراءة و المعرفة و لان القراءة تثرى الثقافة و المعرفة العامة و للقراءة شأن عظيم فى الدين الاسلامى الا ان البعض يعزف عن القراءة و يضيع أوقاته فى أشياء لا تعود بالنفع على الانسان و من يريد العمل على نفعه و تقدمه و تقدم أمته عليه بالقراءة و الاطلاع حيث ان القراءة تمد جسور التواصل ويستطيع الانسان ان يتواصل مع الاخرين مهما كانت ثقافتهم و مكانتهم عن طريق القراءة و التعرف على حضارات البلدان الاخرى و عاداتها و تقاليد كل دولة يكون ايضا عن طريق القراءة و معرفة حضارات الأمم السابقين و الحضارات القديمة يكون بالقراءة و نرى ان القراءة تستطيع ان تمد الشخص بالمعرفة و العلم و الوصول الى سبل الرشاد .
و القراءة هى غذاء العقل و الروح و القراءة هى عبارة عن جسر طويل يعبر عليه الانسان فى سبيل الوصول الى القمة و المعرفة و تكمن المعرفة فى البحث و القراءة هى كنز الانسان يسلكها المتعلم و المثقف و يعبر عليها العلماء و الادباء و ذوى المعرفة و أهل العلم و التنوير و فئات المجتمع المثقفة.
واختتم الخطبتين بقوله:
نسأل الله العلي القدير ان ينير طريقنا وسلوكنا بنور الهداية المحمدية الأصيلة ونسأل الله ان يجعلنا من القراء الذين يحسنون القراءة وينتفعون بها بحق الولادة الميمونة للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ويجعلنا من الرفضين لكل أشكال العنصرية والتعصب والطائفية وان تكون مناسبة لتوحيد الكلمة تحت راية النبي الامين الذي ضحى بكل شيء من اجل إقامة الإسلام الحنيف، لنهتف لننقش لننادي لنحكي لنقل بخالص النية والعمل … في السراء والضراء… في الليل والنهار.. في الاعلان والاسرار… قولا وفعلا … صدقا وعدلا.. لبيك يا رسول الله لبيك . لبيك يا حبيب الله لبيك … لبيك يا رحمة الله لبيك… لبيك لبيك لبيك.. يا اشرف الخلق لبيك .