أوضح خطيب جمعة الشامية السيد الحسيني ان ابرز الاسس والقوانين التي ارسى دعائمها النبي الاعظم “صلى الله عليه واله” عمد ملوك المسلمين في الفترة التي أعقبت الخلافة الراشدة الى تمويعها او الاعراض عن الامتثال لها…
كان ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة الشامية وفي جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر”قدس سره” بتاريخ 31-3-2017م …
السيد الحسيني اوضح ان تلك المضامين والقيم السامية التي جاء بها الاسلام سرعان ما خفتت وبردت جذوتها لدى ملوك المسلمين في الفترات التي اعقبت حقبة الخلافة الراشدة فعطلت فريضة الجهاد او جيّرت لغيرغرضها وصار الصراع والنزاع بين ملوك المسلمين انفسهم وراحوا يقاتلون بعضهم البعض او يحرضون الكفارَ على قتال اخوانهم المسلمين!! او يتوانون في جهاد الغزاة.
و أضاف الخطيب “كما فعل الملك الناصر صلاح الدين الايوبي بعد ان احس بخطر الفرنج وزحفهم الى “عسقلان فعمد الى تخريبها وطمس معالمها كي لا يطمع فيها الغزاة الفرنج!! حيث يروي ابن الاثير في الكامل10/(98): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (586)]: [ذِكْرُ رَحِيلِ الْفِرِنْجِ إِلَى نَاحِيَةِ عَسْقَلَانَ وَتَخْرِيبِهَا]، قال (ابن الأثير): فَلَمَّا رَأَى الْأَمْرَ كَذَلِكَ سَارَ إِلَى عَسْقَلَانَ، وَأَمَرَ بِتَخْرِيبِهَا، فَخُرِّبَتْ تَاسِعَ عَشَرَ شَعْبَانَ، وَأُلْقِيَتْ حِجَارَتُهَا فِي الْبَحْرِ، وَهَلَكَ فِيهَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ الَّتِي لِلسُّلْطَانِ وَالرَّعِيَّةِ مَا لَا يُمْكِنُ حَصْرُهُ، وَعُفِيَ أَثَرُهَا حَتَّى لَا يَبْقَى لِلْفِرِنْجِ فِي قَصْدِهَا مَطْمَعٌ”
مشيرا الى تعليق المحقق الصرخي الحسني حول هذه الحادثة حيث يقول سماحته((البطل الفاتح الملك الناصر محرِّر القُدْس يعجز عن حماية مدن الإسلام، فيضطر لتخريبها ومَحوِها عن الوجود!!!)) مقتبس من بحث” وقفات مع.. توحيد التيمية الجسمي الاسطوري”..
وهنا نبه السيد الحسيني الى المستوى الذي انحدر اليه قادة وملوك المسسلمين وكيف البسوا تلك المبادىء السامية صبغة الانكسار وراحوا يفكرون في مصالحهم ومناصبهم معطلين فروض الاسلام وتعاليمه وصار الملك والجاه غاية ما يطمحون اليه.