المركز الإعلامي_إعلام الشامية
قائلا :
من الذي يجب ان نطيعه ونعمل بقوله، ولا يجوز لنا مخالفته، بل ولا حتى التفكير بالمخالفة؟ وننطلق لذلك من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، وهنا امر المولى جلة قدرته بالطاعة، ولم يحدد سبحانه وتعالى مدى تلك الطاعة ولم يشر الى تطبيقها في أي مجال، انما اطلق وهذا يعني ان لا حدود لطاعة من اشار اليهم، ولا يخفى على الجميع ان تلك الطاعة نابعة وتاخذ مشروعيتها من كونها امر المشرع الخالق والرازق والمنعم، وانها صادرة عن جهة تعلم بالمصالح والمفاسد وطرق التعامل معها، بحيث يعجز الفرد البسيط عن ادراكها بعقله المحدود وتفكيره القاصر، ولهذا اُوكلت للمشرع الحقيقي ولمن ينوب عنه ويخلفه في التوجيه، من الرسل والانبياء والاولياء والصالحين.
وأضاف خطيب الجمعة الكعبي – وفقه الله- قائلًا :
لقد اعطى الشارع المقدس صلاحية الأمر والتوجيه والنصح، وقد حذر من مخالفتهم او الرد عليهم كما جاء في الاثر/ عن الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف : ((وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله))، فالمجتهد الجامع للشرائط الاعلم هو نائب الامام المعصوم حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق. له ما للامام من الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الامام والراد على الامام راد على الله تعالى، وهو حد الشرك بالله. كما جاء في الحديث عن الصادق (عليه السلام)..
وأكد خطيب الجمعة الشاب علي الكعبي – وفقه الله – بقوله:
لا قيمة للطاعة والامتثال اذا كانت الأوامر صادرة من جهة لا تملك الحجة الشرعية والدليل على التصدي والنيابة عن الامام في ولاية امر الامة. لان تصدي غير الاعلم يؤدي بالامة الى السفال لانه سيكون سببا في تسليط الظالمين والفاسدين المنحرفين. فلابد لكل انسان ان يبحث عن شخص المرجع الاعلم الجامع الذي هو نائب الامام (عليه السلام)، وبهذا الصدد يقول المحقق الاستاذ السيد الصرخي (دام ظله): النجاة النجاة لمن أدّب نفسه وحصّن فكره وثبََت قلبه على الايمان ومعرفة الحق وامام الحق وانتصر له صدقا وعدلا، فمن كان قائده العقل والفكر والعلم والايمان والتقوى وقد طبع وتطبع عليه، فان الله تعالى سينعم عليه ويوفقه ويسدده لمعرفة امام الحق ويوفق لاتباعه (عليه الصلاة والسلام).
من جانب أخر ذكر خطيب الجمعة -اعزه الله-
بعد ان يوفق الانسان الى معرفة صاحب الحق والجهة الشرعية عليه ان يبذل جهده في امتثال ما يصدر عنها بلا كلل ولا ملل ولا اعتراض بل بتسليم مطلق وانقياد تام بحيث لا يملك من امر نفسه شيء اذ قال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ***1751;)) فلا يسمح لنفسه او يفكر فيما ينافي امر الجهة الشرعية لان النجاة في الطاعة، ولا اثر ولا فعالية للعقل في مخالفة اوامر جهة الحق، لان دور العقل ينتهي عند مرحلة البحث عن الحجة الله وولي الامر بعد النبي والامام.
مشيرًا في خطبتهِ -وفقه الله – قائلا :
وقد تبرز تلك الممارسة من الطاعة في القران، كما نقلها سماحة السيد المحقق في احدى محاضراته تحت عنوان// الابتلاء والاختبار هو المحك في معرفة الإيمان.. قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}.
ويعلق سماحته: أقول لمن يدّعي أنّه يمتلك العقل: جنود طالوت عندهم معركة، حرب، قتال، تجهيز، هجوم، اقتحام.. ويوجد نهر، هل يوجد من يأتي بجواب لماذا مُنعوا من شرب الماء؟!!، وجود الماء وعدم وجوده ممكن أنْ يترتب عليه النصر والهزيمة، الماء سلاح في المعركة، ممكن أنْ يقلب النصر إلى هزيمة ويقلب الهزيمة إلى نصر، لماذا يمنع هؤلاء من شرب الماء من هذا النهر؟ لا نعلم، الحكمة الله يعلم بها.. وعلى الجندي الإطاعة على المكلف الإطاعة، لا يدخل هنا التفلسف والمغالطة والسفاهة هذا أمر الله!! هذا هو كتاب الله، وجاء على لسان نبي الله، وسياتي مثله على يد ولي الله او نائبه وممثله بالحق والحجة على خلقه.. فهل نعترض او نسلم بما جاء؟؟، اما ما هي الحكمة؟ وما هي العلة؟، فهذا ليس من شأننا، الله- سبحانه وتعالى- أعلم بها.. وما علينا الا التسليم والطاعة.