المركز الإعلامي-إعلام الشامية
تطرق خطيب جمعة الشامية سماحة السيد يوسف الحسيني (دام عزه) في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) المصادف 26 من ذي الحجة 1439هـ الموافق السابع من أيلول 2018م
الى الآية الكريمة : قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
حيث ذكر أن الآية يوجد فيها خطاب موجه للمؤمنين والتحذير لهم من الارتداد المتوقع منهم، وهذا الخطاب شامل للصحابة (لان هناك من يعتَبِر الصحبة طوق نجاة من الاختباروالفتن والعذاب)، كما أنه يشمل باقي المؤمنين إلى يومنا الحاضر، وإلى اليوم الموعود.
وتتضمن هذه الايات، تهديدا للمسلمين عند الردة عن الدين التبديل، وأن الله سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه، وهذا التبديل الذي جاء في النص القرآني، لا يشترط فيه المزامنة اوالملاصقة بين المبدل والمبدل به؛ فيمكن ان يكون البديل في زمان، والمبدل به في زمان اخر.
وأضاف سماحة السيد الحسيني (دام توفيقه) قائلاً:
أن الله تعالى قد بين المعنى الحقيقي للولاية بقوله: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا..) وننبه هنا إلى أن الخطاب والتحذير من الارتداد وولاية غير المؤمنين، موجه للصحابة خاصة والمسلمين عامة مباشرةً، وفي نفس السورة والشاهد القراني، حدد وحصر الولاية الحقيقية الشرعية،{بالله (تعالى))، ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم)، والذين آمنوا..حيث حدد صفة الذين آمنوا، بانهم يعطون الزكاة وهم راكعون، وهو وصف لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) المعطي للزكاة وهو راكع؛ لان ليس هناك غيره توفرت فيه تلك الخصوصية.
وأشار سماحة السيد الحسيني (دام توفيقه) :
الى أن سماحة السيد الاستاذ المحقق الصرخي (دام ظله)،أكد في بحث {الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول م/5 قائلاً:((باننا نتمسك بهذا ونؤكد عليه، ونفتخر به، بل هذا هو الحجة وهو البيان وهو البلاغ. نحن نقبل بالقول: بأن التصدق حال الركوع ليس فيه فضيلة.ولو ان قائلاً قال: بأن له فضيلة، نقول: ليس له فضيلة، وهو في الحقيقة وفي الواقع ليس له فضيلة.
و(النواصب) ايضا يقولون ليس له فضيلة؛ لكنهم بغضاً بعلي واهل بيت النبي (صلوات الله عليهم اجمعين)، هؤلاء النواصب يحاولون سلب أي خصوصية وفضيلة لعلي وآل علي، بل يسجلون عليه عكس الفضيلة، يقولون: ان التصدق حال الركوع فيه سلبية وفيه لهو، وانشغال عن الصلاة.. ادعاءات واستحسانات باطلة،كلها من أجل القدح بعلي،متناسين وغافلين وجاهلين.. ان سلب هذه الفضيلة، هو المقصود في الخطاب القرآني..
وختم سماحته الخطبة قائلا:
للاستدلال ولإتمام الحجة البالغة، على ذوي العقول، بما يرضي الله (سبحانه وتعالى)، نقول: عندما لا يكون للتصدق حال الركوع أي فضيلة، اذن: لماذا اتى به القران الكريم؟؟هل اتى به على نحو اللغوية، والعياذ بالله؟؟ اذن لابد ان تكون هناك غاية اخرى.واذا انكروا تلك الغاية، فهو يعني ان هذا الخطاب القراني جاء لغواً، فماذا تقولون يا نواصب بهذه النتيجة؟؟!!!. وكيف الخلاص وما هو المناص لدفع اللغوية؟ نقول: لا يبقى مجال إلا بالتسليم بقوانين اللغة والعرف الظاهرة والدالة على أن المقصود قضية خارجية وتشخيص خارجي..إلى أن المراد بالولي، هو هذا الشخص الذي أعطى الزكاة وهو راكع، فهو تحديد وتشخيص قرآني إلهي في أن الولاية منحصرة فيه، بعد ولاية الله (تعالى) وولاية رسوله الكريم..
إذًن:فالقران ذَكَرحال الركوع، لكي يُميز هذا الشخص عن باقي الأشخاص، ويميز هذا الولي عن باقي الأولياء، فلا يبقى أي شك في الأمر، وما بعد الحق إلا الضلال.