المركز الإعلامي – إعلام الشامية
جاء في خطبةٍ ألقاها خطيب جمعة الشامية الأستاذ الخطيب جلال الجحيشي اليوم الجمعة الثاني من شعبان 1441 هجرية الموافق 27 من آذار 2020 ميلادية ، في محافظة النجف الأشرف – الشامية في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، بعد ان رفع أحرَّ التهاني والتبريكات لمقامِ سيدي ومولاي بقيةِ اللهِ في أرضهِ الحجةِ بنِ الحسنِ المنتظرِ المهدي وإلى جدهِ رسولِ اللهِ وأميرِ المؤمنينَ وآبائهِ -صلوات الله عليهم أجمعين-، وإلى العلماءِ العاملين لا سيما المحققُ الاستاذُ الصرخي، والأمةِ الإسلاميةِ جمعاء بذكرى ولادةِ الاقمارِ المنيرةِ الامامِ الحسينِ وابي الفضلِ العباس والامامِ عليِ بنِ الحسين واخيه علي الاكبر -عليهم السلام- ،
مبينًا إنَّ القراءةَ الواعيةَ التحليليةَ المُستوحاةَ من النصوصِ الشرعيةِ لاقوال الامام الحسين -عليه السلام- تكشفُ عن مشروعٍ إلهيٍ دائمٍ عظيمٍ، لانَّه اراد أنْ يُحيي فريضةَ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ التي بها تحيا الشعوبُ وترتقي وتنجو من الهلاك. فالحُسينَ -عليه السلام- أرادَ أنْ يُعيدَ الأمةَ الى المسارِ الإلهي المحمدي الأصيل، مسارِ الفكرِ والعلمِ والأخلاقِ والانسانية.. والدعوة الى سبيل الله بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة، والمجادلةِ بالتي هي أحسن والاعتدالِ والوسطية… واحترامِ حريةِ الرأي والمعتقد ،
وأشار الجحيشي الى قول المحقق الاستاذ الصرخي (دام ظله) عن هذا المعنى في بحثه الموسوم الثورة الحسينية والدولة المهدوية بقولِه: ” ثورةُ الحسينِ عليه السلام هي النبضُ والحياةُ لكلِ ثورةِ حقٍ وكلِ كلمةِ حقٍ تصدرُ من مظلومٍ، أو مستضعف، وهي الأنيسُ لكلِ حزينٍ ومكروب، وهي الأسوةُ لكل مُعذَّبٍ ومُضطهدٍ ومظلوم” وقالَ سماحته في موطنٍ اخرَ ” ليس الطفُ كواقعةٍ حصلت، وليسَ الإمامُ الحسين كشخصٍ معصومٍ مفترضِ الطاعةِ قُتِلَ.. فعلينا ذرفُ الدموعِ على تلكَ الحادثةِ المأساويّةِ الحزينة؛ بل إنّ طفَّ كربلاء يُمثّلُ الخيرَ والشرَّ والصراعَ بينهما منذ خَلْقِ آدمَ إلى يوم الدين.. إنّ الإمامَ الحسين -عليه السلام- يُمثّلُ الصدقَ والحقَّ والقسيمَ والمحكّ بين الخيرِ والشرِّ والجنّةِ والنار وفي جميعِ تلكَ العوالم” ،
وازاءَ ما يمرُّ بهِ العالمُ بصورةٍ عامةٍ والعراقُ بصورةٍ خاصةٍ بخصوص فايروس كورونا بيّن الخطيب : إنَّ هذا الفايروس كشفَ المتلبسينَ باسمِ الحسينِ كشفَ الجهالَ والمنتفعينَ الذين غرروا وخدعوا الناسَ باسم الحسين.. فنجدُ اليوم من يخدعُ باسمِ الدين بتوزيعِ الفُتاتِ الفتاتَ امامَ ملايينِ الظلاماتِ والحرمانِ والماسي والقتلِ والترهيبِ.. وقالَ المحققُ الاستاذُ في موضع اخر : {أما يكفيكُم سبعةَ عشر عامًا من التجاربِ القاسيةِ القاتلةِ المدمّرةِ المهلكةِ للحرثِ والنسل..} فيتجاهرونَ بالتصويرِ بالكاميراتِ.. وهذا مما لا يرضاه الفقير وقد يكونُ في إظهارِ الصدقةِ عليه، هتكٌ لكرامته، وإظهارٌ لفقره. وقد يكونُ في إظهارِه إذلالٌ له وهو غيرُ جائز ،
وأضاف الخطيب قائلًا : تضمنت الشريعةُ السمحاء مواسم يتزود فيها المؤمن، ليتسامى بروحه ويترفع عن الماديات، ليصل الى مراتب الكمال والرفعة، ومن هذه المواسم شهر شعبان الذي نعيش اطلالته المباركة علينا و تتشعب فيه الخيرات، فهو شهر رسول الله -صلى الله عليه وآله- الذي دعى بالرحمة لمن أعانه على شهره هذا، بالعبادة والطاعة، فهو مقدمة لشهر رمضان المبارك، فيعد المؤمن فيه نفسه ليكون على أُستعداد لاستقبال شهر الصيام. وقد وردت في فضله أحاديث شريفة عن رسول الله وأهل بيته -عليهم السلام-، تُبين عظمته وحرمته، وتحث على اغتنامه ولزوم العمل فيه ،
والتزاما بهذا المنهج، نجد المُحققُ الاستاذُ الصرخي -ذام ظله- يقول: ((أننا نُلزمُ الجميعَ بل نُوجبُ عليهم قراءةَ جزءٍ من القرانِ وزيارةَ الامامِ الحسين كلَّ يومٍ وزيارةُ ائمةِ الهدى -عليهم السلام- حسبَ الايام وصيامُ سبعةِ ايامٍ من شعبان , وغيرُها من الاعمالِ المستحبةِ التي يؤكدُ عليها -دام ظله- لأن لها الاثرُ الكبيرُ في تربيةِ الانسانِ المسلمِ، والاستعدادُ لنصرةِ الامامِ صاحبِ العصر والزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف ) فلا يجوزُ تركُ الاعمال من والواجباتِ والمستحباتِ لانها هي أساسُ استعدادِ الانسانِ المسلم روحياً وفكرياً ونفسياً حتى يكونَ من جندِ وأنصارِ الامام المهدي -عليه السلام- .