المركز الإعلامي – إعلام السماوة
أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة الأستاذ أمير في جامع وحسينية النبي المختار صلى الله عليه واله وسلم
اليوم الجمعة 20 من محرم 1441 هجرية الموافق 20 من أَيـْلُول 2019 ميلادية،
حيث اوضح في خطبتة إن من يمثل الإسلام هو الإمام الحسين وليس كما يتصوره بعض المسلمين ممن ينظر للإسلام ويقرنه بشخص يزيد وأمثاله وعلى هذا يعتمد الملحدون في قراءتهم للإسلام ومنه يدخلون للطعن بهذا الدين الحنيف، وهذه القراءة لها أسبابها ومنها جهل الناس وسطوة أصحاب السلطة الذين يهدفون لتغييب صاحب الحق ومحاولة تشريده وأصحابه بكافة الوسائل وعلى مرّ العصور.. واكمل الاستاذ في خطبتة ويرى السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) في كتاب (أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية) أن الأمة الإسلامية اليوم مات ضميرها كما مات ضميرها في عصر معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد، الأُمّة الإسلامية اليوم تقطع من أطرافها وتُنتهك حرماتها، فلا تتحرّك حركةً حقيقية، فهي ميّتة، ويتساءل هل يمكن إحياء هذا الميّت؟ لا يوجد عندنا شخص يتمتّع بكلّ ملابسات الظروف التي كان يتمتّع بها الحسين عليه السلام، إنسان واحد بمفرده لا يمكن أن يحرّك ضمير الأُمّة الإسلامية، ولكن العمل وعلى الخطّ الطويل المتلاحق هو الذي يحرّك ضمير الأُمّة الإسلامية، ينقذ هذا الضمير من حالة الركود والموت إلى حالة الحياة والحركة، يجب أن نوطّن أنفسنا، ويجب على المسلمين أن يوطّنوا أنفسهم على أن يضحّوا باللحظات والساعات المرحة، ويجب أن لا ينتظروا من هذه الأُمّة أن تستفيق لوحدها، بل تجب علينا التضحية بالغالي والنفيس، بالوقت والدم لكي نحقّق المكسب الذي حقّقه الإمام الحسين عليه السلام في تضحيته، بل يجب أن نشعر أيضاً بأنّ تضحيتنا هي جزء من خطٍّ طويل، هذا الخطّ الطويل بامتداده التاريخي قد يحقّق حينئذٍ جزءاً من ذلك المكسب العظيم الذي حقّقته تضحية الإمام الحسين عليه السلام.
إنّ الإسلام اليوم يتطلّب منك قدراً قليلاً من التضحية بوقتك، براحتك، بمصالحك الشخصيّة، برغباتك بشهواتك، في سبيل تعبئة كلّ طاقاتك وإمكانيّاتك وأوقاتك لأجل الرسالة. أين هذه التضحية من تلك التضحية العظيمة التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام؟ لا بدّ أن نعيش دائماً هذه التضحية، ونعيش دائماً مدلول هذا الدم الطاهر لكي يكون ثمن دم الإمام الحسين عليه السلام حيّاً على مرّ التاريخ. لذا نجد السيد الصرخي الحسني (حفظه الله) ، يدعو من يحزن على الإمام الحسين إلى أن يبكي الحسين ويحزن للحسين (سلام الله عليه) وآل الحسين (سلام الله عليهم) ويستحضر المعاني السامية التي خرج الحسين من أجلها فنجد من يحزن للإمام ومن أجل الإمام حزناً رسالياً إلهياً، يحزن حزناً لله وفي الله والى الله. ويدعو سماحته إلى تظافر جهود المخلصين الأخيار بمعرفة وتعريف الناس حقيقة الحسين وحقيقة نهضته وثورته ومركزيتها وامتدادها الزماني والمكاني منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين،
فثورة الحسين(عليه السلام) هي النبض والحياة لكل ثورة حق وكل كلمة حق تصدر من مظلوم ومستضعف وهي سيف بوجه كل طاغي وظالم وهي الأنيس لكل حزين ومكروب وهي الأسوة لكل معذب ومضطهد ومظلوم يقتدي بالحسين وبما خرج به الحسين ومن أجله خرج الحسين، من أجل الإصلاح في الأمة.
حيث اشار الأستاذ ان ما جرى على الحسين وآل الحسين (عليهم السلام) لا زال يجري على كل من يحمل المنهج الإصلاحي الحسيني، وخير شاهد ما جرى على السيد الصرخي وأصحابه الشهداء، الذين جادوا بالنفس أقصى غاية الجود، إذ خاطبهم سماحته بقوله: طوبى لكم وطوبى وقد هجرتم الأهل والأحباب والأصحاب وانتقلتم لرب منعم كريم، طوبى لكم وطوبى وقد واسيتم إخوانكم العراقيين كل العراقيين بالآلام والعذاب والحبس والتضييع والتهجير، طوبى لكم وطوبى وقد دافعتم عن الحق وأهل الحق وعن الدين والأخلاق فتعرضتم للتنكيل والاعتداء وسفك الدماء والقتل والتحريق والسحل والتمثيل.