أكّد خطيب صلاة الجمعة في مدينة الزبيدية التي تقع غرب مدينة الكوت محافظة واسط السيدعاصم الحسيني (دام عزه) والتي أقيمت هذا اليوم 18 جمادى الآخرة 1438 هـ على أهمية التناصر في حياةِ الأمةِ، مشدداً على أنه بدونهِ يُصبحُ المجتمعُ الإسلامي مكشوفًا أمامَ أعدائِه مُعَرَّضًا للهزيمة وأن التزامَ أبناءِ المجتمعِ بنصرِ اللهِ من ناحيةٍ ونصرةِ بعضِهم البعضِ من ناحيةٍ أخرى يؤدي حتمًا إلى فوزِ المسلمين بكلِ خير وظهورِهم على عدوهمِ..
وقال الحسيني: فمتى ثارتِ الخلافاتُ بينَ فردينِ تولتْ كلُ قبيلةٍ نصرةَ من ينتمي إليها ولو كان ظالمًا معتديًا. لكن لما جاء الإسلامُ ألغى هذا المفهومَ العصبي الذي يتنافى مع أولياتِ الأسسِ التي تقومُ عليها مكارمُ الأخلاق، وأحل محلَه المفهومَ الأخلاقيَ الكريمَ الذي يتمثلُ في نصرةِ المظلومِ على الظالمِ ولو كان المظلومُ بعيدًا وكان الظالمُ من ذوي القربى وكان مما أمرَ به النبيُّ (صلى اللهُ عليه واله وسلم) أمتَهُ نصرُ المظلومِ بغضِ النظرِ عن لونهِ وجنسِه.
وأوضح الخطيب : أيها الأخيار الأنصار أيها الإبرار الأطهار أيها الناصرون لدينِ اللهِ ولأن الظلمَ والعدوانَ على حقوقِ العبادِ لا يحدثُ في فراغٍ وإنما يحدث امامَ أعين الناسِ فهناك مسؤوليةٌ ملقاة على عاتقِ الجماعةِ الإنسانية في إدانة العدوانِ ومواساةِ المظلومِ والتخفيفِ عنه في محنتِه.. إنه الدور الذي يتعينُ على الجماعةِ الإنسانيةِ وعلى الامةِ القيامُ به.. ولو انها وقفــــت من الظلمِ موقــفَ اللامبالي فهـي داخلةٌ من دونِ ادنى شك في زمرةِ المعتدين الخائنين لله وللرسول….. لو لم تتقاعسِ الجماعةُ البشريةُ عامة والامةُ الإسلاميةُ خصوصا عن نصرةِ المظلومِ والوقوفِ بوجهِ الظلمةِ والحيلولةِ بينهم وبين من ظلمَهم لما كان هناكَ مجالٌ للعدوانِ على العباد… لتقلصتْ حاجةُ الناسِ للقصاص ومن بابٍ أولى للانتقامِ بنوعَيهِ العادِل والعشوائي… انه ليس كلاماً نظريا او تصورا مثاليا.. بل حاجه أخلاقية وضرورة بقاء للمجتمعات حتى وان لم تدرك كلها.
وفي الخطبة الثانية أشار السيد الحسيني الى بعض النقاطِ المهمةِ التي ذكرَها سماحةُ السيدِ الصرخي الحسني (دامَ ظلُه) فـي بحث وقفاتٍ مع توحيدِ التيمية الجسمي الأسطوري، قائلاً:
“… تخلي صلاحِ الدين عن التحريرِ المقدّس والغدرِ بالزنكي وخذلانهِ وتعجيزهِ عن فتحِ وتحريرِ البلدان وعمّا اضطرَ الزنكي للتحركِ لمصر أولاً وتحريرها من صلاحِ الدين للاستفادةِ من رجالِها وأموالِها في تحرير بلادِ الإسلام ومقدساتِهم، وقلنا أيضاً بأَنّ صلاحَ الدين لم ينشغلْ بقتالِ الروافض أصلًا ولم ينشغل بقتالِ الشيعةِ والفاطميين أصلًا، وأَنّ الأمورَ أتت له جاهزة، وأنَّهُ انشغلَ بقتال أهلِ السنة، وبقتال المدنِ الإسلاميّةِ والملوكِ الإسلاميين، مع باقي السلاطين المسلمين وذكرنا بأنَّ صلاحَ الدين تحالفَ مع الفرنج لحمايةِ نفسهِ من أخيهِ المسلم أو للهجومِ على أخيهِ المسلم…”
وتابع:
ليس بغريب أن يصلَ حالُ الأمةِ إلى ما وصلت إليه، لأنّه جزاءٌ محتوم لأمّةٍ رفضت وجحدت بكل إصرار وعناد، رفضت وجحدت بالإمامة الإلهية المجعولة بالحكمة والإرادة الإلهية واللطفِ الرباني في خُلقِ وتهذيب وتربية أئمة طَهّرَهُم اللهُ تعالى تطهيرا، قال تعالى{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} هذا كلُّه جعلُ وتمهيد وتهذيب وتربية وإشارة وتوجيه للإمامةِ ونصيحةُ للبشر وللمسلمين بالإمامةِ الحقةِ وبالإمامة الصالحة العادلة الإلهيةِ الرسالية، لكنَّ الناسَ تركت ورفضت وابتعدت، فماذا نتوقع في مثلِ الوقتِ الحالي وهذا الزمان، فنقولُ: لماذا يتسلطُ هذا الفاسدُ أو ذاك الفاسد؟ ألا يوجد غير هؤلاء؟!!
نفسُ السؤال يُوجَّه إلى تلكَ العصور، وتلك الفترات، إلى تلك الحكومات والمجتمعات الإسلامية.