أكد خطيب جمعة الديوانية الأستاذ محمد البديري – في خُطبتهِ التي القاها في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر محافظة الديوانية اليوم الجمعة 14 من رمضان 1441هجرية الموافق الثامن من أيار 2020 ميلادية ، إن العلم والعبادة جوهران لأجلهما خلقت السماوات والأرض وما بينهما، ولأجلهما اُنزلت الكتب من السماء واُرسلت الرسل، فهما كلّ شيء، ولولاهما لكان الإنسان كالأنعام بل أضلّ سبيلا، ولكان قلبه كالحجارة بل أشدّ قسوة. فحقيق علينا وعلى كلّ إنسان فهم الحياة وكشف سرّ الخلقة، أن لا يشتغل إلاّ بهما، ولا ينظر إلاّ فيهما، فما سواهما لغو لا حاصل له. ولمثل هذا يقول الإمام السجّاد (عليه السلام): (لو علمتم ما في طلب العلم لطلبتموه ولو بسفك المُهج وخوض اللجج).
وأكمل الأستاذ البديري قائلًا : العلم قضية ضرورية بالنسبة للإنسان، فنحن لا نرى العلم ولا نعتبر العلم كغاية، العلم ليس غاية، العلم وسيلة من الوسائل، العلم خير الوسائل الموصلة إلى الغاية، والعلم خير الوسائل الموصلة إلى الهدف، أنت لديك هدف أن تعيش حياة سامية، حياة ترفعك عن مستوى الحيوانات وترفعك عن مستوى سائر الكائنات الحية، تعيش كإنسان يطلب الكمال ويطلب السمو، والعلم خير الوسائل الموصلة إلى تلك الغاية.
وأستدل الأستاذ محمد ” عن وجوب طلب العلم وتحصيله بما جاء عن رسول ” الله صلى الله علية واله وسلم” حيث قال تعلموا العلم فان تعلمه لله تعالى خشية , وطلبة عبادة , ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعلمه لمن لا يعلمه صدقة , وبذلة لأهلة قربة , لأنه معالم الحلال والحرام ,ومنار سبل أهل الجنة , ,وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة , والدليل على السراء والضراء ,والسلاح على الأعداء , والتزين عند الإخلاء يرفع الله سبحانه وتعالى به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتفي آثارهم ويقتدي بفعالهم , ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم , يستغفر لهم كل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة والتفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام ,
وأشار” الأستاذ البديري : ويعتبر أهل العلم هم أسرع الناس إدراكاً للحق وإيماناً به، فقال تعالى: { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ***1751;}، وهنا تبين هذه الاية الشريفة أن اهل العلم هم اولى الناس بمعرفة الحق والايمان به واتباعه، فهم نذروا كل وجودهم من اجل نصرة الحق واحقاقه، فنراهم هجروا الاهلين والاصحاب، وعادوا الاقربين والاحباب من اجل نصرته واعلاء كلمته، وهذا ما نراه اليوم واضحًا وجليًا متجسدًا بشخصية السيد الاستاذ المحقق الصرخي الحسني ( دام ظله الوارف)، فقد تحمل من الاذى في سبيل الحق ونصرته ما تنأى به الجبال الشم، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم، فمنذ أن تصدى سماحته للمرجعية لم يألُ جهدًا في سبيل الحق والدفاع عنه والوقوف بوجه ادعاءات المضللين والمنحرفين، فقد خط قلمه المبارك العديد من المؤلفات والمحاضرات في النقد والتحليل المناقشات العلمية، التي كان من شانها كشف اصحاب البدع والضلالة والمتلبسين بلباس الدين والعبادة.