المركز الإعلامي / إعلام الديوانية
أكد خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ عباس الزيدي ( دام عزه ) أن ما مرت به الأمة الإسلامية من نكسة وانحراف فكري وعقائدي أدى إلى ظهور حركات وأفكار منحرفة كالدهرية والقدرية والزنادقة والملاحدة وغيرها هو بسبب أبتعادها عن الخط الاسلامي العام الذي رسمه لها الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكان هذا الأمر يحتم على الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) التصدي وأخذ دوره الرسالي الذي أنيط به للعودة بالأمة إلى مسارها الصحيح الذي تربت عليه وليعيد للامة هيبتها وقوتها ورصانة دليلها ومرتكزها ويثبت منهج التوحيد لله عز وجل بعد أن عادت من جديد الجاهلية الوثنية الجاعلة له جل وعلا انداداً وشركاء كيف لا يكون كذلك وهو ذلك البحر الزاخر المتلاطم وصاحب المقام العلمي الرفيع الذي لا ينازعه فيه أحد الذي شهد له القاصي والداني والمؤالف والمخالف من حكام وأئمة مذاهب وعلماء ومؤرخين وأصحاب السير وتراجم الرجال تزدحم بكلمات الثناء والإكبار والإعجاب عليه ( سلام الله عليه )، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم 22 شوال 1439 هـ الموافق السادس من تموز 2018 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وسط المدينة ، ولأن الظروف التي كان يعيشها الإمام الصادق ( عليه السلام ) كانت ملائمة لطرح مشروعه الإصلاحي لأنه عاش في فترة نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي وبطبيعة الحال فأن الدول عادة ما تكون في نهايتها ضعيفة وفي بدايتها ضعيفة فأستغل الامام (عليه السلام ) هذه الظروف وبدأ بطرح مشروعه التربوي والأصلاحي حيث عمد إلى فتح حلقات الدرس والعلم في شتى العلوم والمجالات لينتج كم هائل من العلماء والفقهاء القادرين على مواجهة موجات الألحاد والتشريق التي بدأت تغزوا البلاد الإسلامية جراء تسلط المنحرفين والطغاة ، كما وأشار الزيدي إلى الضغط والمضايقة التي كان يتعرض لها الإمام الصادق ( عليه السلام ) من الحكام الذين عاصروه فهم يرونه الخطر الرئيسي الذي يهدد كيانهم وملكهم رغم أعترافهم بفضله وعلمه ومكانته وتفوقه على أعلام زمانه فلم تثني هذه الأمور عزم الأمام من الاستمرار في اتمام مهمته الآلهية وتكليفه الشرعي ليصبح بذلك عميداً للجامعة الإسلامية التي تتلمذ فيها وعلى يديه فقهاء وعلماء الأمة الاسلامية أجمع هذه الجامعة التي خرجت الألاف من الطلاب العلماء كلهم يشير لجعفر بن محمد الصادق بالرواية والحديث ، فحري بالأمة الاسلامية اليوم أن تأخذ من مدرسة هذا العملاق الذي أفنى حياته التي فاضت بالعطاء والعلوم الغزيرة المتعددة وسخر كل طاقته وعلمه من أجل انتشال الأمة من مستنقع الأفكار المنحرفة الدخيلة على الإسلام بفعل وأرادة الحكام المتسلطين إلى أن أنتهى به المطاف ( سلام الله عليه) أن يكون ضحية غدر وكيد الطغاة وليذهب مسموما شهيدا وشاهدا على الامة تاركاً خلفه أرثاً علمياً كبيراً لازالت الامة تستفيد منه في كل علوم ومناحي الحياة البشرية . أنتهى