المركز الإعلامي / إعلام الديوانية
أكد خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ علي الجليحاوي ( دام عزه ) أن ما مرت به الأمة الإسلامية من نكسة وانحراف فكري وعقائدي أدى إلى ظهور حركات وأفكار منحرفة كالدهرية والقدرية والزنادقة والملاحدة وغيرها هو بسبب أبتعادها عن الخط الاسلامي العام الذي رسمه لها الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكان هذا الأمر يحتم على الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) التصدي وأخذ دوره الرسالي الذي أنيط به للعودة بالأمة إلى مسارها الصحيح الذي تربت عليه وليعيد للامة هيبتها وقوتها ورصانة دليلها ومرتكزها ويثبت منهج التوحيد لله عز وجل بعد أن عادت من جديد الجاهلية الوثنية الجاعلة له جل وعلا انداداً وشركاء ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم السادس والعشرون شوال 1438 هـ المصادف الحادي والعشرون تموز 2017 م في جامع وحسينية النور وسط المدينة ، ثم أكمل سماحة الشيخ حديثه قائلاً : ولأن الظروف التي كان يعيشها الإمام الصادق ( عليه السلام ) كانت ملائمة لطرح مشروعه الإصلاحي لأنه عاش في فترة نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي وبطبيعة الحال فأن الدول عادة ما تكون في نهايتها ضعيفة وفي بدايتها ضعيفة فأستغل الامام (عليه السلام ) هذه الظروف وبدأ بطرح مشروعه التربوي والأصلاحي حيث عمد إلى فتح حلقات الدرس والعلم في شتى العلوم والمجالات لينتج كم هائل من العلماء والفقهاء القادرين على مواجهة موجات الألحاد والتشريق التي بدأت تغزوا البلاد الإسلامية جراء تسلط المنحرفين والطغاة ، كما وأشار الجليحاوي إلى الضغط والمضايقة التي كان يتعرض لها الإمام الصادق ( عليه السلام ) من الحكام الذين عاصروه فهم يرونه الخطر الرئيسي الذي يهدد كيانهم وملكهم فلم تثني هذه الأمور عزم الأمام من الاستمرار في اتمام مهمته الآلهية وتكليفه الشرعي ليصبح بذلك عميداً للجامعة الإسلامية التي تتلمذ فيها وعلى يديه فقهاء وعلماء الأمة الاسلامية أجمع هذه الجامعة التي خرجت الألاف من الطلاب العلماء كلهم يشير لجعفر بن محمد الصادق بالرواية والحديث ، فحري بالأمة الاسلامية اليوم أن تأخذ من مدرسة هذا العملاق الذي أفنى حياته وسخر كل طاقته وعلمه من أجل انتشال الأمة من مستنقع الأفكار المنحرفة الدخيلة على الإسلام بفعل وأرادة الحكام المتسلطين إلى أن أنتهى به المطاف ( سلام الله عليه) أن يكون ضحية غدر الطغاة وليذهب مسموما شهيدا وشاهدا على الامة تاركاً خلفه أرثاً علمياً كبيراً لازالت الامة تستفيد منه في كل علوم ومناحي الحياة البشرية . أنتهى