قال خطيب جمعة الديوانية الأستاذ قاسم المياحي في خطبته التي ألقاها في مسجد النور محمد باقر الصدر ، اليوم الجمعة ١٩ من شهر ذي الحجة ١٤٤٢هجرية الموافق ٢٩ من شهر تموز لعام ٢٠٢١ميلادية، إن رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلّم _ لاينطق عن الهوى وإن الله أوصانا أن نأخذ كل ما أتى به الرسول وأن ننتهي بما ينهى عنه, فأصبح ثابتًا عقلًا وشرعًا وأخلاقًا أن ما جاء به النبي ليس من عنده وإنما من عند الله وهو مأمورا بتبليغه .
ووضح الخطيب الأستاذ قاسم المياحي ان القيادة والخلافة على المسلمين وقيادة الرسائل السماوية قد صرّح الله في كتابه أنها مجعولة من الله تعالى ولا يمكن للبشر ان يختارها لأن الإنسان عقله قاصر ولا يعلم ما يسر الإنسان او القائد المنصب و الله سبحانه يعلم بسرائر الإنسان وظاهره ولهذا هو الأولى بأن ينصِّب الخليفة على دينه ومَن يُقيم شرائعه.
وأشار المياحي الى ما أكّد عليه المهندس الصرخي حول الخلافة والإمامة وانها جعل من الله وعلى الناس الإمتثال، لأن لهم فيها الخير والصلاح, حيث قال ما قاله القرطبي: {{فيه سبع عشرة مسألة: الأولى… الثانية… الثالثة: قوله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، {جاعل} هنا بمعنى خالق ، لاحظ قضية التأكيد هنا على الجعل التكويني وهو الإمامة، فلم يقل إني جاعل في الأرض آدم أو خالق في الأرض إنسان أو بشر وجاعل آدم خليفة، وإنّما الخطاب والجعل والخلق بالمباشرة توجه إلى جعل وخلق الإمام، خلق الخليفة، وضمنًا طبعًا الخليفة آدم سلام الله عليه ))
ووضح المياحي ان حادثة غدير خم قد تجلَّت فيها إرادة السماء ومَن تختار لقيادة الأمة بعد النبي الأكرم_صلى الله عليه وآله_ وهي يوم تنصيب الإمام علي _عليه السلام_ خليفة من بعد النبي, فبعد إتمام حجّة الوداع من قبل نبي الرحمة وتوجهه للمدينة المنور, نزلت الآية الكريمة التي تقول: (يا أيّها الرّسُولُ بَلِّغْ مـا اُنزِلَ إليكَ مِنْ رَبِّكَ وَإنْ لَم تَفعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ( سورة المائدة ، ٦٧ ) فكان الخطاب موجّه للنبي وإنذار له, فإنه إن لم يبلغ فإن رسالته لم يكتمل تبليغها.