قال خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ وميض العامري ” دام عزه ” إن الله عز وجل قد شرف العلم والحكمة ومدح طالبهما وأثنى عليه فالعلم هو ضد الجهل والسفسطة والجربزة فلا ريب أنه أفضل الفضائل الكمالية وأشرف النعوت الجمالية بل هو أجل الصفات الربوبية وأجمل السمات الالوهية فهو الموصل إلى جوار رب العالمين والدخول في أفق الملائكة المقربين والمؤدي إلى دار المقامة التي لاتزول ومحل الكرامة التي لا تحول فالعقل والبرهان واجماع أرباب الأديان تطابق رأيهم بإن السعادة الأبدية والقرب من الله عز وجل لا يتيسران بدون العلم ، وأعلموا أن العلماء هم خلفاء الرسول الذين يروون حديثه وسنته ويبينون أحكام الشريعة للناس وإن لجلوس ساعة في مذاكرة العلم أحب إلى الله من قيام ألف ليلة وألف غزوة ومن قراءة القرآن وعبادة سنة يصام نهارها ويقام ليلها كما ورد هذا المعنى في الكثير من الأخبار عن النبي المصطفى وآله الأطهار الهداة الميامين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) ، وأن الدين كماله بالعلم والعمل به وطلب العلم أوجب ضضعلينا من طلب المال لان المال مقسوم ومضمون من الرب العادل فالله قد ضمنه لعباده جميعاً قد قسمه بينهم بعدله وسيفي لهم بذلك إلا أن العلم مخزون عند أهله فعلينا أن نطلبه فالسعيد من فعل ذلك وطوبى لمن طلبه ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم الجمعة 23 من جمادى الآخرة 1440 هـ الموافق الأول من أذار 2019 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ” قدس سره ) وسط المدينة ، وأكمل سماحة الشيخ العامري حديثه قائلاً : اعزاءي قد ورد بالأخبار عن أهل بيت العصمة وجدهم الصادق الأمين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) أنه لو يعلم الناس ما في فضل وفضيلة طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج وما مدوا أعينهم إلى ما متع به غيرهم من أعداء الله من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وزخرفها وزبرجها وكانت الدنيا عندهم أ دنى وأقل مما يطؤن بأرجلهم فعلينا أحبتي أن نسعى في طلب العلم من مظانه ونقتبسه من أهله ففي تعلم العلم حسنه وفي طلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والعمل بالعلم جهاد وتعليمه الآخرين فيه صدقة وقربة إلى الله لأن العلم معالم الحلال والحرام ومناراً لطريق الجنة وهو المؤنس في الوحشة والصاحب في الغربة والوحدة والدليل على السراء والضراء وسلاح على الأعداء فيه يرفع الله أقواماً يجعلهم قادة في الخير يقتدى بافعالهم ويقتبس أثرهم وينتهى لرأيهم وترغب الملائكة فيهم وبخلتهم وتمسهم بأجنحتهم وتبارك عليهم في صلاتها ويستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وانعامه ، فالعلم حياة القلوب وضياء الابصار وقوة الأبدان يبلغ فيه بالعبد منزلة الأخيار ومجالس الابرار ودرجات العلى في الآخرة والأولى فبه يطاع الرب ويعبد وبه توصل الارحام ويعرف الحلال والحرام والعلم أمام والعمل به تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء فطوبى لمن لم يحرمه الله من حظه .