قال خطيب جمعة الديوانية فضيلة الشيخ الشاب مرتضى البديري ( دام توفيقه ) أن التاريخ ذكر لنا مقدار التضحيات والجهود التي بذلت من أجل إيصال صوت الحقيقة الإلهية إلى المجتمع الجاهلي الذي كان يعج بالتخلف والوحشية والقبلية وما نعيشه اليوم ما هو إلا ثمرة تلك الجهود والتضحيات فحري بنا أن نفهم ونعي أن كيان الإسلام قام على الدعوة فهي مسؤولية كبرى وأمانة عظمى جعلها الله في أعناقنا ينبغي تحملها وصونها
وأكد الشيخ “دام عزه”
أما من يرفض العمل ويريد أن يعيش على جهد الآخرين فهذا قد خرج عن حقيقة أساسية من حقائق هذا الدين فهو يتخذ من الهوى ما يبرر له القعود فلنكن على قدر المسؤولية في عصر الغيبة الذي نعيشه ومسؤوليتنا أن ندعو إلى الحق فالمسلم أينما كان ومتى ما كان عليه العمل أولاً وأخيراً فالعمل ضرورة في الإسلام وليس أمراً طارئاً فالتدين هو العمل للحق ومن أجله والتدين هو العمل على مستوى ذاتك وعلى مستوى الآخرين فعلينا أن نوطن أنفسنا على مضاعفات العمل فأي عمل بلا مضاعفات لا تتوقع منه أن يوجد في الأرض ، فلننفض عن أنفسنا غبار الكسل والخمول ونصبر أنفسنا مع الذين يدعون للحق ولا نلتفت للذين يثبطون عن العمل فهم أشباه أبي موسى الأشعري فمن قبل خذل الناس عن علي ( عليه السلام ) وهؤلاء خريجو مدرسته ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم 22 من ربيع الأول 1440 هـ المصادف 30 من تشرين الثاني 2018 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ” قدس سره ” وسط المدينة ،
وأضاف فضيلة “دام عزه ”
من المعلوم أن هنالك صنفان من الناس كلنا مخيرين مع أيهما نكون فصنف لا يعرفون سوى ذواتهم وأهون عليهم أن يتركوا الدين ويرفضوه من أن يقدموا من عندهم حبة شعير أو يمسهم حر الصيف أو ينالهم برد الشتاء كما خاطبهم القرآن بذلك في مواطن كثيرة وبين للرسول حقيقتهم بأن هؤلاء ليس من مدرستك يامحمد ولا مدرسة أهل بيتك ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، وأما الصنف الآخر فهم الذين عرفوا أن الحق بحاجة إلى رجال وانتصار بلا عمل لا يمكن أن يكون وعمل بلا تضحية لا تعرفه البشرية مطلقاً إذا جمع لهم الناس لا تهتز عزائمهم أبداً لأنهم حينما قدموا كانوا على علم ويقين أن الجهاد والعمل باب فتحه الله لأوليائه ، فمما تقدم صار واضحاً وجلياً عندنا أن الواجب الشرعي والأخلاقي يلزمنا تلبية النداء والتوكل على الله عز وجل لإيصال صوت الحق والحقيقة إلى أبعد نقطة في الوجود فهذا واجبنا ومسؤوليتنا وجوهر عملنا وتكليفنا في عصر الغيبة الكبرى فعلينا أن نصول ونجول ونحكي ونتكلم ونناقش لإيصال صوت الحق ودليل الحق إلى كل طبقات المجتمع وعلينا أن لا نكسل ولا نفتر ولا نمل بل نقل كلمتنا ونصدح بها أنتصاراً لمنهج الأنبياء والأولياء والصالحين والأئمة الميامين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) .